حدّد باحثون مادة "سلفونات البيرفلوروكتان" (PFOS) كأحد العوامل البيئية التي قد تسهم في تفاقم أمراض الكبد الناتجة عن استهلاك الكحول، إذ أظهرت دراسة حديثة أن نحو 60% من تركّز هذه المادة الكيميائية يتمركز في الكبد، ما يجعله أكثر عرضة للضرر، وتُصنّف مادة PFOS ضمن عائلة "المواد الكيميائية الدائمة" المعروفة باسم PFAS، والتي لا تتحلل بسهولة في البيئة أو في جسم الإنسان، وقد استُخدمت لعقود في تصنيع منتجات استهلاكية مثل أواني الطهي غير اللاصقة، والملابس المقاومة للماء، وأغلفة الطعام، والسجاد، ورغاوي إطفاء الحرائق، وفق ما نقله موقع "MedicalXpress"، وأوضحت الدراسة التي شارك فيها علماء من جامعات لويزفيل وبوسطن وماساتشوستس لويل، أن الأشخاص الذين يفرطون في شرب الكحول ويتعرضون في الوقت نفسه لمادة PFOS معرضون بدرجة أكبر للإصابة بتليّف الكبد، إذ تعزز هذه المادة الكيميائية تأثير الكحول وتُضعف قدرة الكبد على التعافي.


كما كشفت النتائج أن مادة PFOS تعيق أنظمة الحماية الطبيعية في الكبد، وتُربك آليات تنظيم الدهون، مما يؤدي إلى أضرار أشد فتكًا. وأكد الباحثون أن وجود هذه المادة يدفع الكبد إلى ما هو أبعد من قدرته الطبيعية على الإصلاح، ما يفسّر سبب إصابة بعض مدمني الكحول بأنواع حادة من أمراض الكبد دون غيرهم.