كشفت دراسة نُشرت في مجلة Cancer Prevention Research أن تناول أطعمة غنية بـالنشا المقاوم مثل "الموز غير الناضج، الشوفان، رقائق الذرة، البطاطس المسلوقة والباردة، المعكرونة، الأرز، خبز القمح الكامل، الفاصوليا، العدس، والبازلاء الخضراء" قد يساعد بشكل فعّال في خفض خطر الإصابة بسرطانات الجهاز الهضمي العلوي.


النشا المقاوم هو نوع من الكربوهيدرات لا يتم هضمه في الأمعاء الدقيقة، بل ينتقل إلى الأمعاء الغليظة، حيث يعمل على تغذية البكتيريا النافعة، التي تلعب دورًا رئيسيًا في دعم صحة الجهاز الهضمي، بطريقة تُشبه تأثير الألياف الغذائية.
واعتمدت نتائج الدراسة على تجربة دولية شملت نحو 1000 مريض يعانون من متلازمة لينش، وهو اضطراب وراثي يزيد من خطر الإصابة بعدة أنواع من السرطان، وخصوصًا سرطان الأمعاء في سن مبكرة.
وخلال الفترة بين 1999 و2005، حصل نصف المشاركين على 30 غرامًا من مسحوق النشا المقاوم يوميًا "ما يعادل تقريبًا موزة خضراء واحدة" بينما تلقى النصف الآخر دواءً وهميًا، في تجربة مزدوجة التعمية.
وبعد متابعة طويلة استمرت 10 إلى 20 عامًا من انتهاء الدراسة، تبيّن أن النشا المقاوم لم يؤثر على معدلات الإصابة بسرطان الأمعاء، لكنه ساهم في تقليل خطر الإصابة بسرطانات الجهاز الهضمي العلوي، مثل سرطان المريء، المعدة، القنوات الصفراوية، البنكرياس، والاثني عشر، بنسبة وصلت إلى 60%.
ومن المثير للاهتمام أن التأثير الوقائي للنشا المقاوم استمر لسنوات طويلة حتى بعد توقف المشاركين عن تناوله.
ويُرجّح الباحثون أن هذا النوع من النشا يؤثر على أيض الأحماض الصفراوية في الأمعاء، ما يقلل من إنتاج مركبات ضارة قد تؤدي إلى تلف الحمض النووي وتحفيز الخلايا السرطانية، ومع ذلك، شدد الفريق العلمي على الحاجة إلى مزيد من الأبحاث لفهم الآلية البيولوجية الدقيقة خلف هذا التأثير الواقي.