الممثلة غريتا عون وجه فني قريب من الناس، انتهت مؤخراً من تصوير "أسماء من الماضي" وتلعب دور لميا المرأة التي تنثر الفرح من حولها رغم أن الحزن لا يفارقها، دور على مستوى تطلعات الممثلة القديرة التي تحب الأدوار المعقدة ذات النواحي المتعددة. موقع الفن كان له هذه المقابلة مع الممثلة غريتا عون.
ماذا يمكن أن تخبرينا عن مسلسل "أسماء من الماضي" وعن شخصية لميا؟
مسلسل "أسماء من الماضي" يعرض على شاشة LBCI من الأحد إلى الثلاثاء من إنتاج وإخراج إيلي معلوف، تم تصويره بين لبنان وتركيا وأنا أقوم بدور لميا التي تمتلك مطعماً ناجحاً في تركيا. كما رأينا في الحلقات التي عرضت، ماضي لميا حزين رغم أنها تظهر بصورة المرأة التي ترغب بنثر الفرح والبسمة في قلوب كل من حولها. بالرغم من النجاح الذي تحققه، ماضيها يحمل أسراراً متعلقة بإبنتها، مع تطور الاحداث والحلقات سوف نكتشف أكثر عن شخصيتها، أحببت التناقض الموجود في شخصيتها فهي تظهر من جهة بصورة المرأة القوية المتحررة المحبة المعطاءة والمتواضعة، ومن ناحية ثانية فلقد قست الحياة عليها والحزن لا يفارقها ويسكن داخلها ولا تظهره لأحد. هذا التناقض بالشخصية يتطلب من الممثلة تنوع في الأداء بين الفلاشباك و حاضرها، هناك مشاهد حساسة جداً وصعبة وهذا يزيد جمالية على الشخصية.
بداياتك كانت في المسرح، لم أنتِ بعيدة عن الأعمال المسرحية هذه الفترة؟
المسرح هو عشقي الكبير إنما الظروف في هذه الايام اختلفت، المسرحيات أصبحت محدودة، أين اعمال فرقة كركلا؟ أو أعمال الكبار الرحابنة أو أعمال الفنان زياد الرحباني الاستثنائية؟ أليس محزناً أن يتحول مسرح الممثل مارون النقاش إلى معمل خياطة؟ أين مسرح البيكاديلي وشاتو تريانون وغيرهما؟ شاهدت مؤخراً عدة أعمال أثمّنها كثيراً. إنها أعمال ضمن إطار معين في مسرح المدينة أو مسرح مونو. هناك محاولات كثيرة إنما ضمن مجهود فردي من قبل ممثلين وفنانين، لأنهم لا يريدون أن يموت المسرح أو أن تنطفئ الشعلة التي في داخلهم وهي لن تنطفئ لأن الموهبة لا تموت رغم عدم تقدير هذه المواهب في لبنان، والموهوب الذي يؤمن بنفسه يقوم بجهد شخصي من أجل إنتاج أعمال كلها فن وحب وإبداع. أتمنى المشاركة بعمل مسرحي مهم لأن الشعور الذي تختبرينه على المسرح والعلاقة الوطيدة مع الجمهور والتمارين المكثفة لها نكهتها الخاصة، وأنا أذهب لمشاهدة المسرح كي أعيش. صحيح أنهم قتلوا بيروت الحلوة، قتلوا مستقبلنا وأحلامنا، قضوا على صحتنا لكن لن نتركهم يقضون على المسرح في لبنان. رغم كل المآسي هناك إبداعات لأن الفن لا يموت سوف يزهر من داخل الانسان. الفن خالد والبيت الذي ينقصه الفن بيت ميت، لأن الفن هو النفس الذي نحتاجه لرؤية الأمور بطريقة أجمل.
ما هو رأيك بالمنصات والمسلسلات التي تعرض عليها؟
بالنسبة للمنصات، أتمنى أن تقدم فرص العمل لجميع الممثلين وأتمنى من كل المحطات أن تعود للإنتاج بالزخم نفسه الذي كانت تنتج به من قبل. أنا مع هذه المنصات التي تعتبر منافساً قوياً للدراما اللبنانية لعدة أسباب، أنها تفتح مجالاً للمشاركة بأعمال مع ممثلين من جنسيات مختلفة وهذا نوع من الإنفتاح الثقافي في حال كان يخدم العمل وذات تركيبة مقنعة، والمنصات تقدم أعمالاً مهمة إنتاجياً وهذا يشكل اضافة على مسيرة الممثل الذي يشارك في هذه الأعمال. هناك أعمال متقنة من كل الجوانب وتحتوي على جمالية في الشكل والمضمون، وهناك قفزة نوعية بعيدة عن الأعمال التقليدية إن كان من ناحية القصة المقدمة أو الاخراج. هذه الاعمال تصقل عين المشاهد الذي أصبح يعرف أن يفرّق بين الأعمال المشغولة بشكل متقن والأعمال التي تفتقد للاحترافية العالية، لكن المنصات ليست بمتناول الجميع لأنها تتطلب اشتراكاً وهي تبقى بهذه الطريقة حكراً على المشتركين بها. كان لي تجربة مع منصة شاهد وشركة إيغل فيلمز في "عنبر 6 " الذي انتهينا من تصوير الجزء الثاني منه منذ عدة اشهر، لقد كانت تجربة رائعة وإضافة إلى مسيرتي، إنه عمل محترف من كل جوانبه بكل معنى الكلمة بغض النظر عن حجم دوري، إذ أن تلعبي دوراً في عمل بهذه الدرجة من الاتقان، يتضمن فرقاً تأتي من الخارج كقيمة مضافة، هذا أمر مهم جداً.
أنتِ متعددة المواهب هل سبق لك ان كتبت سيناريو أو تفكرين بكتابة سيناريو لفيلم؟
بالنسبة للكتابة، عندما كنت أتبع مادة التأليف مع الأستاذ ناجي معلوف رحمه الله، كان يضع لي علامات عالية ويقول إنني أمتلك قلماً جميلاً وأسلوباً مميزاً إلا أنني لم أجرّب الكتابة أو افكر حتى بالموضوع.
ما هو الدور الذي لم يعرض عليك وتحلمين أن تقومي به؟
هناك أدوار كثيرة أحب أن أقدمها، وممكن أن تشكل تحدياً كبيراً بالنسبة لي، إنها الأدوار المتعلقة بالأمراض النفسية، أود أن ألعب دور المرأة التي تعاني انفصاماً بالشخصية، أو امرأة ذات أهمية تاريخية. سبق لي أن لعبت دور الفنانة ماريلين مونرو في مسرحية بشكل سريع، كل ممثلة تحلم بهذه الأدوار طبعاً مثل دور الرسامة فريدا كاهلو أو من الناحية الدينية دور الأم تريزا. هناك الكثير من الأدوار التي تتطلب طاقة تمثيلية عالية وأعتقد أنني لم أخرج بعد كل طاقاتي.
ما هي مشاريعك في الفترة المقبلة؟
مضى فقط شهران على انتهائي من تصوير أعمالي الأخيرة مثل "أسماء من الماضي" و"عنبر 6" و"بلاك ماركت" مع المخرج إيلي حبيب وأيضاً ورشة عمل مع جامعة LAU، أما حالياً فأنا لا أصوّر أي عمل.
شاركت بإعلان حول العنف الأسري هل تقومين بنشاطات مع جمعيات تعمل في هذا المجال؟
كلا، لكن هذا الأمر يشرفني. لم أتعامل بشكل مباشر مع هذه المؤسسات، لكني لن أتردد في المساعدة إن كان باستطاعتي ذلك. أنا من المدافعات عن حقوق المرأة وأدعمها إلى النهاية، ولقد شاركت بعدة قصص تدافع عن حقوق المرأة مثل مسرحية "رصاصة بلا صوت"، إنتاج الهيئة الوطنية لشؤون المرأة كذلك قصة "ميهيريت" من إنتاج جمعية كفى. أحب المشاركة بأعمال ذات أهداف إنسانية وتوعوية، ولقد عملت مع شركة نود عن وهب الأعضاء بالتعاون مع الجامعة اللبنانية الأميركية، وأشعر أنني بهذه الطريقة أقوم بأعمال هادفة.