توفي الفنان والموسيقار اللبناني الكبير زياد الرحباني عن عمر يناهز 69 عامًا، وذلك بعد صراع طويل مع مرض تليف الكبد، الذي أدى إلى تدهور حالته الصحية في الفترة الأخيرة.


فما هو مرض تليف الكبد، أسبابه، أعراضه، مضاعفاته، وطرق الوقاية منه؟

يُعرف تليف الكبد بأنه حالة مزمنة ناتجة عن تلف مستمر في أنسجة الكبد، ما يؤدي إلى تشكل ندبات تعيق قدرته على أداء وظائفه الحيوية. تظهر أعراض المرض تدريجيًا، وتتمثل في الشعور المستمر بالتعب، فقدان الشهية، الغثيان، وفقدان الوزن غير المبرر. كما قد يعاني المريض من نزيف أو ظهور كدمات بسهولة، إضافة إلى تورم في الساقين أو القدمين أو الكاحلين، وتراكم السوائل في منطقة البطن. ومن بين العلامات الشائعة أيضًا، اليرقان، أي اصفرار الجلد والعينين، إلى جانب الحكة، احمرار اليدين، وظهور أوعية دموية دقيقة على الجلد تشبه شكل العنكبوت، وقد تتغير الأظافر من حيث اللون أو الشكل، وتصاب بالتعجر. كذلك قد يعاني بعض المرضى من اضطرابات هرمونية، مثل انقطاع الدورة الشهرية لدى النساء، أو انخفاض الرغبة الجنسية لدى الرجال، والذي قد يترافق مع انكماش الخصيتين.

تتنوع الأسباب التي قد تؤدي إلى تليف الكبد، وتشمل الإصابة المزمنة بالتهاب الكبد الفيروسي بأنواعه B وC وD، إضافة إلى مرض الكبد الدهني غير الكحولي، وداء ترسب الأصبغة الدموية الذي يؤدي إلى تراكم الحديد في الجسم. كما يُعد التهاب الكبد المناعي الذاتي أحد الأسباب المحتملة، إلى جانب اضطرابات في قنوات المرارة كالتهاب الأقنية الصفراوية الأولي والتصلب الصفراوي. هناك أيضًا أمراض وراثية مثل داء ويلسون، الذي يؤدي إلى تراكم النحاس في الكبد، والتليف الكيسي، والانسداد الصفراوي الخلقي، ومتلازمة ألاجيلي. وتشمل العوامل الأخرى بعض أنواع العدوى، مثل الزهري وداء البروسيلات، إضافة إلى التأثيرات الجانبية لبعض الأدوية كالميثوتريكسات والإيزونيازيد، وكذلك الإفراط في تناول الكحول.
أما المضاعفات التي قد تنتج عن تليف الكبد فتشمل ارتفاع ضغط الدم في الأوردة التي تغذي الكبد، وتضخم الطحال، وتراكم السوائل في البطن، وكذلك النزيف الداخلي. وقد يتعرض المريض إلى ضعف شديد في التغذية، وتراكم السموم في مجرى الدم مما يؤثر على الدماغ، إضافة إلى مشاكل في العظام، وارتفاع احتمالية الإصابة بسرطان الكبد.
ورغم خطورة المرض، إلا أن الوقاية منه ممكنة من خلال اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن، والحفاظ على وزن مثالي، وتجنب تناول المشروبات الكحولية، إلى جانب إجراء الفحوصات الدورية للكشف المبكر عن أي اضطرابات كبدية.