فُتح تحقيق رسمي في بريطانيا هذا الأسبوع، بعد وفاة الشابة بالوما شيميراني (23 عامًا)، جراء مضاعفات صحية نجمت عن ورم سرطاني، لم تتلقَ له أي علاج طبي تقليدي، وسط اتهامات مباشرة لوالدتها بالتسبب في وفاتها، عبر فرض قناعات متطرفة مرتبطة بـ"الطب البديل".


بالوما، خريجة جامعة كامبريدج، كانت قد شُخّصت مطلع العام الجاري، بنوع من السرطان يُعرف بـ"اللمفومة اللاهودجكينية"، وقدّر الأطباء نسبة تعافيها بـ80% في حال خضوعها للعلاج الكيميائي. لكنها قررت تجاهل التوصيات الطبية بالكامل، واختارت مسارًا بديلًا شجّعتها عليه والدتها، الناشطة المثيرة للجدل في مجال "الصحة الطبيعية"، كيت شيميراني.
استند النظام الذي تبنّته الشابة، إلى ما يُعرف بـ"علاج جيرسون"، ويتضمن حمية نباتية صارمة، وعصائر خام، وحقنًا شرجية بالقهوة تُنفّذ عدة مرات يوميًا. ورغم تحذيرات هيئات طبية من مخاطره، إلا أن بالوما التزمت به، حتى تدهورت حالتها فجأة، وتوفيت بسبب نوبة قلبية ناتجة عن الورم الذي لم يُعالَج.
خلال التحقيقات، قدّم شقيقا الضحية، غابرييل وسيباستيان شيميراني، شهادات صادمة، أشارا فيها إلى أن والدتهما مارست تأثيرًا طويل الأمد على تفكير الأسرة، وزرعت الشك في الطب الحديث، وروّجت داخل منزلها، لنظريات مؤامرة رفضت حتى الاعتراف بتشخيص السرطان.
وفي تصريح علني، قال غابرييل: "وفاة شقيقتي لم تكن مصادفة، بل نتيجة مباشرة لقرارات فرضتها والدتنا. نطالب بمحاسبة المسؤولين عن هذا الانهيار".
الوالدة كيت، التي سبق أن سُحبت منها رخصة التمريض في المملكة المتحدة، أصبحت معروفة خلال انتشار فيروس كورونا بعد تصريحات مثيرة للجدل، أنكرَت خلالها وجود الفيروس، وهاجمت الكوادر الطبية، وشبّهت الأطباء بمنفذي الجرائم النازية.
وفاة بالوما أعادت الجدل إلى الواجهة في بريطانيا، حول مخاطر الترويج للعلاجات غير المعتمدة، خصوصًا عبر الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي، إذ تتسلل مفاهيم "الشفاء الطبيعي" إلى عقول يائسة، أحيانًا على حساب حياتهم.
لا يزال التحقيق جاريًا، لكن قضية بالوما شيميراني باتت رمزًا مأساويًا لصدام محتدم بين العلم والمعتقدات، وبين الطب الحديث والبدائل غير المثبتة.