الحديث عن الإعلامية سنا نصر يكون دائماً عنوانه الصراحة.
حقيقية إلى أقصى الدرجات، وعلى الرغم من إمتعاض الكثيرين، إلا أن الجميع يتقبلها لأنها صادقة وواقعية. هذا ما تعودنا عليه في برنامجها الأخير "سنة ورا سنا" عبر أثير إذاعة "أغاني أغاني"، الذي توقف مع نهاية عام 2019 بسبب توتر الأوضاع في لبنان وإنطلاق الثورة في 17 تشرين الأول. عن هذا الإنعكاس وعن مشاريع سنا نصر الجديدة ورأيها ببرامج إذاعية أخرى، تحدثنا معها بكل صراحة في هذا الحوار.
إشتقنا لكِ.
وأنا أيضاً إشتقتُ لكم.
إشتقتِ للإذاعة والميكروفون والمستمعين؟
أكيد، إشتقتُ للروتين والإستيقاظ باكراً ولإتصالات المستمعين، بعضهم لا يزال يرسل لي الرسائل كل يوم، يعبرون فيها عن اشتياقهم وأنا أرد عليهم وأشعر أن لدي واجباً تجاههم. اشتقت لمحبة الناس عندما يقولون لي أنت طاقتنا، في حين كانوا هم الذين يعطونني هذه الطاقة ولست أنا. الآن أصبح يومي "بايخ" ولا طاقة لدي لأنهم غير موجودين فيه.
كنت تملئين الفراغ على أثير إذاعة "أغاني أغاني" صباحاً..فما تعليقك؟
أحياناً أستمع إلى برامج أخرى على إذاعات مختلفة، فعرفت قيمة برنامجي.
هناك برنامج ميراي مزرعاني صباحاً على إذاعة Fame FM.
ليست فقط ميراي مزرعاني، هناك برنامج ميراي عيد، ريما نجيم ولقد توقف برنامجها أيضاً.
ما رأيك بشكل عام بمحتوى البرامج الإذاعية الصباحية؟
لقد قطعت وعداً على نفسي أن لا أتحدث عن البرامج الأخرى، لأن المذيعات إعتبرن أنني أنتقدهن بشكل خاص، ورددن على تصريحاتي عبر برامجهن، فلم أعد أرغب في التحدث عن غيري، لا أريد التحدث سوى عن نفسي، أقيّم برنامجي أنه أقوى وأحلى وأفضل برنامج ومثقف أكثر وأنا وبرنامجي أفضل من جميع البرامج الأخرى، بكل تواضع.
عندما أستمع إلى البرامج الأخرى أترحم على برنامج "سنة ورا سنا".
كثر لم يتقبلوا فكرة توقف البرنامج ولم يقتنعوا بأنه توقف بسبب الأوضاع السياسية، ماذا تقولين؟
للأسف، يفكرون بذلك على الرغم من أن إتصال صاحب إذاعة "أغاني أغاني" السيد جهاد المرّ في الحلقة الأخيرة من برنامجي جاء ليوضح الأمور، وكان حديثه جميلاً جداً وقال إنه لظروف مادية توقف البرنامج وتمنى عودته قريباً. ولكن كثر كانت نواياهم "طيبة" إعتقدوا أنهم أزاحوني من موقعي أو إنتهى العقد، وفي المقابل برنامج "نوستالجي إنرجي" توقف أيضاً بعد مرور 16 عاماً على بثه على الهواء. هناك حالة إستثنائية في البلد لا يمكن أن ننكر ذلك.
إعتبر البعض أن توقف البرنامج جاء بإعتبار أنك مع العهد، ما رأيك؟
بداية إن كنت مع العهد أو لا، حتّى هذه اللحظة لا أحد يعلم بالحقيقة "نكاية بكل الناس" وهذا الأمر في قلبي، وأنا بالطبع مع رئيس جمهوريتي أيّاً كان، ومع الدولة ومع أن تكون لدينا دولة قوية، ومع الجيش اللبناني علناً، وأنا مع رئيس جمهورية بلدي، وهذا لا يعني أنني مع ميشال عون أو جبران باسيل، أنا مع رئيس الجمهورية، وأحب الدولة اللبنانية، ولا أحد يستطيع توقيفي عن الإذاعة إلا مديري في الإذاعة الأستاذ جهاد المر الذي لا يتعاطى في السياسة والأحزاب.
قوّتي أنني محايدة ولا حدود لدي، ولا أحد يحتّم عليّ أن أقول أو لا أقول، ولن أرضخ لأحد وإلا عندها الأفضل لي أن أبقى في البيت. والشيء الإيجابي هو أنني لا أستمع إلى السياسة، "لا أحد يحضر لي الخبز الى المنزل" لا القوات اللبنانية ولا العونيون ولا برّي ولا نصر الله ولا أحد، ومن يدفع منهم لي راتبي فليوقفه الآن.
إستمعت لمعد برنامجك السابق شربل سعادة وهو يقول إنه بعد أن إنتقل للعمل مع الإعلامية ميراي مزرعاني، هي أفضل مَن عمل معه. ما رأيك؟
بالطبع ميراي شخصيتها مختلفة عن شخصيتي، وقد إتفقا معاً في العمل. أنا وشربل كنا نختلف كثيراً في العمل، ولكننا شكّلنا ثنائياً مميّزاً لمصلحة البرنامج، وأعترف بجهوده، لكن برنامجي هو أنا، مع إحترامي للجميع، وبالطبع نحتاج الى قائد. من الممكن أن شربل أحب شخصية ميراي أكثر مني، لأنني صارمة في عملي ولا أقبل التهاون فيه أبداً، وقاسية. جميع من يعمل معي لا يحبني. أفرح لنجاحهما، ومع إحترامي لهما، فمهما عملا لن يصلا إلى برنامجي.
الى أي مدى المهنة وفية لأصحابها؟
بعد خمسين عاماً، لا أحد وفيّ لأحد، لا إمرأة ولا رجل ولا أولاد أوفياء ولا أهل أوفياء ولا شغل وفيّ ولا بلد وفيّ ولا أحد وفيّ لنفسه سوا نفسه. أحب نفسك فقط ولا أحد سوى نفسك.
لم نعتد عليك هكذا، لطالما كنت متفائلة وإيجابية، ما الذي حصل؟
إيجابية نعم، "وين بصرفها؟"، الوفاء كلمة صعبة جداً، لقد غنى وائل كفوري "في شي إسموا وفا سامع عنو شي؟"، قلّة من الناس كانوا أوفياء، هؤلاء يجب أن نتمسك بهم جيّداً في حياتنا. هناك إعلامية واحدة لا تزال صديقتي إسمها باسكال شمالي عملت معي في تلفزيون لبنان وباتت هي في OTV في البرنامج الصباحي.
لا عودة إلى "أغاني أغاني"؟
قد تطول الفترة ولا أعرف إن كنت سأعود، أفكر في السفر، لا أجد الأمور تسير سريعاً في لبنان، ولن أتردد في السفر إلى الخارج، ولو تسمح لي الماديات العيش في لبنان لبقيت هنا، ولكن يجب أن أعمل.
سنا عادة لا تحبين من المستمعين أن يطلبوا منك الأغنيات، لكن أريد أن تطلبي مني أغنية لفنانة معيّنة تحبينها.
طبعاً، سأطلب منك أغنية "يا قصص" للفنانة جوليا بطرس.
ولفنان لبناني.
أختار أغنية "بدك مليون سنة لتعرف أنا مين" للفنان الراحل ملحم بركات.
كنا نضحك عندما كنت تصدين الناس الذين يطلبون منك الأغنيات، ونتساءل كيف كنت تفعلين ذلك؟
أكثر أمر كنت أحبه في برنامجي أن الناس كانت تنزعج مني لأنني فجة، لكنها تفرح في القوانين لأنها تحبّ السير على السكة الصحيحة والإعتياد عليها. نحن في لبنان لا نعيش تحت القانون بأسلوب حياتنا، ونريد الإنصياع لرغباتنا.
حتى فقرة الأبراج حرمتِ المستمعين منها.
نعم، كنت أقول لهم إنني سأكذب عليهم وكنت صادقة معهم، وفي كل مرّة بغض النظر إن كان هذا سيعجب الآخرين أو لا، وعلى الرغم من ذلك يتقبلونني، فإما تستمع إليّ أو تغيّر البرنامج. وحقاً كنت أخترع الأبراج مرّة في الشهر بحسب إلهامي، فهل فقط ليلى عبد اللطيف وميشال حايك لديهم الإلهام؟ الناس تحب الأبراج وكان هدفي إسعادهم لأنهم يحبونها، ولذلك كنت أؤلفها والناس تصدّقها.