في لحظة غير مسبوقة، وثّقت إذاعة محلية في شبه جزيرة كامتشاتكا الروسية، لحظة وقوع زلزال ضخم بقوة 8.

8 درجات على مقياس ريختر، إذ كانت المذيعة على الهواء مباشرة، حين بدأت الأرض تهتز، لتقول: "نحن نهتز يا مارينا!"، قبل أن تتسارع الأحداث، ويُجبر الفريق على إخلاء الستوديو.
الفيديو انتشر على مواقع التواصل الروسية، ووجد فيه كثيرون رمزًا للصدمة التي عاشها السكان، فصارت الجملة وسمًا متداولًا استخدمه الناس كمزيج من الفكاهة والذهول، تقديرًا لرباطة جأش المذيعة في وجه كارثة طبيعية مزلزلة.
الزلزال، الذي يُعد الأقوى في كامتشاتكا منذ عام 1952، تسبّب بموجات تسونامي، وصلت حتى سواحل اليابان وجزر هاواي، ما دفع السلطات الروسية لإعلان حالة الطوارئ، وبدء حملات إجلاء في المناطق الساحلية.
وفي مشهد إنساني موازٍ لا يقل قوة، واصل فريق طبي في مستشفى الأورام الإقليمي، إجراء عملية جراحية دقيقة لحظة وقوع الزلزال، من دون أن يغادر أي من الأطباء موقعه، وسط اهتزاز الجدران والمعدات. وخرج المريض من العملية في حالة مستقرة، ما دفع حاكم الإقليم لتكريم الفريق على مهنيته الفائقة.
الزلزال لم يهزّ الأرض فقط، بل هزّ وجدان الروس، وخلّد لحظات من الشجاعة المهنية والتماسك، في وقت كان كل شيء يتداعى من تحت الأقدام.