ولد الممثل السوري من أصل فلسطيني تيسير إدريس في مدينة دوما في ريف دمشق عام 1949، وإنتسب إلى نقابة الفنانين في سوريا عام 1975.
إستهواه الحراك المسرحي والفني والثقافي، فكانت بداياته الفنية في مسارح المخيمات في مطلع السبعينيات ومنها إلى مسارح دمشق، والتي قدّم من خلالها عدداً من الأعمال المسرحية، التي تعبّر عن معاناة الشعب الفلسطيني تحت وطأة الإحتلال.
عام 1970 شارك في مسرحية "وجوه عبر الموت" مع المخرج زيناتي قدسية، و كان جواز مروره إلى المسرح.
خضعتيسير إدريسلدورة إعداد ممثل بإشراف الفنانين يوسف حنا وعبد الله عباسي وفيصل ياسري، ولفتت موهبته أنظار الراحل يوسف حنا الذي حثه على متابعة تعليمه فحصل على الشهادة الثانوية، والتحق بكلية الآداب في جامعة دمشق - قسم الجغرافيا.
أعماله
في المسرح الجامعي، قدّم تيسير إدريس العديد من الأعمال مع المخرج الراحل فواز الساجر وجواد الأسدي، الذي نفذ معه أعمالاً عدة في المسرح الفلسطيني. بعدها صار عضو اللجنة المركزية في المسرح الجامعي في دمشق عام 1974، لينتسب عام 1976 إلى المسرح القومي في وزارة الثقافة ويصبح موظفاً فيه. وبعد سنة، أخذه المخرج فواز الساجر إلى المسرح التجريبي، مع سعد الله ونوس.
وبعد 13 عاماً من التنقل بين خشبات المسارح، نصحه أستاذه يوسف حنا بالعمل في التلفزيون، فشارك بعدد كبير من الأعمال، نذكر أبرزها "البركان" عام 1989 و"أبو كامل" عام 1991 و"الدغري" عام 1992 و"المحكوم" عام 1996 و"حمام القيشاني 4" و"البحث عن صلاح الدين" و"تمر حنة" عام 2001 و"حنين" عام 2002 و"الداية" و"الهروب إلى القمة" عام 2003 و"حاجز الصمت" عام 2005 و"خالد بن الوليد" و"أسياد المال" عام 2006 و"الهاربة" عام 2007 و"الخط الأحمر"و"قمر بني هاشم" عام 2008 و"سفر الحجارة" عام 2009 و"القعقاع بن عمرو التميمي" و"رايات القدس" عام 2010 و"الزعيم" و"الحسن والحسين" عام 2011 و"الولادة من الخاصرة" عام 2013 و"غداً نلتقي" عام 2015 و"الطواريد" عام 2016 و"الإمام" عام 2017 و"رائحة الروح" عام 2018 و"هوا أصفر" و"الكاتب" و"باب الحارة 10" عام 2019.
ونال تيسير إدريس جائزة أفضل ممثل في "مهرجان دمشق التاسع" عام 1995 عن فيلم "صعود المطر" للمخرج عبد اللطيف عبد الحميد.
القضية الفلسطينية
تيسير إدريس الذي درس الجغرافيا في كلية الآداب في جامعة دمشق، يعرف تماماً كيف ينحت تضاريس شخصياته التي يجسدها، بأداء مقنع، حاملاً على كتفيه همّ القضية الفلسطينية معبّراً عنها ما إستطاع إلى ذلك سبيلاً، فكان أول عمل تلفزيوني شارك فيه فلسطيني بامتياز، يوم أطل ضمن مسلسل "عز الدين القسام" المقاتل السوري الذي غادر سوريا وتوجه إلى فلسطين، للمشاركة في النضال ضد الاحتلال الإنجليزي.
كذلك يكاد لا يخلو أي عمل سوري خُصص للحديث عن القضية الفلسطينية من تواجد تيسير إدريس فيه، فمن مسلسل "الشتات" الذي جسد فيه دور مؤسس الحركة الصهيونية "تيودور هرتزل"، إلى مسلسل "عائد إلى حيفا" الذي صور رحلة التشرد والعذاب والآلام بعد نكبة 1948، مروراً بمسلسل "عياش" الذي يروي قصة الشهيد الفلسطيني يحيى عياش، أثناء جهاده السري في الأراضي المحتلة، ليشارك بعدها في "سفر الحجارة" الذي يروي أيضاً المعاناة الفلسطينية، ثم مسلسل "أنا القدس" الذي تضم أحداثه الثورة الفلسطينية والإنتفاضة الكبرى، وصولاً الى مسلسل "في حضرة الغياب"، الذي يرصد سيرة حياة الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش.
تيسير إدريس يعتبر أنه دخل الجنة، يوم زار بلده فلسطين للمرة الأولى في حياته، كان ذلك عام 2009 ضمن وفد الفنانين الفلسطينيين المقيمين في سوريا إلى غزة، حينها إستذكر ما قاله له والده الشيخ زامل إدريس عندما كان طفلاً صغيراً: "إن شممت رائحة فلسطين وأمسكت ترابها فسوف تدخل الجنة".
إلى السويد
مع اندلاع الحرب في سوريا، نفىتيسير إدريسمغادرته سوريا وانتقاله للعيش في إحدى الدول الأوربية، مؤكداً أنه بقي في سوريا مع إنطلاقة الأزمة على الرغم من مغادرة الكثيرين من النجوم السوريين، وأنه لن يغادرها على الإطلاق.
وعن سفره إلى أوروبا، قال تيسير إدريس لموقع "الفن" :"زيارتي إليها كانت شخصية ولا تتعلق بما يحدث في البلد، قمت بزيارة إلى ابنتي المقيمة برفقة زوجها وابنها في السويد، وعدت بعد 18 يوماً لأستأنف نشاطاتي على الصعيد الفني".
وتابع:" أنا لم أغادر سوريا أبداً، ولن أغادر البلاد التي ربتنا واحتضنتنا طيلة أيام عمرنا، أكلت وشربت من خيراتها، ولن أتخلى عن العيش والعمل فيها".