كشفت دراسة حديثة أن بعض الرياضيين الذين مارسوا رياضات التحمل الشاقّة على مستوى احترافي، مثل التجديف، قد يكونون أكثر عرضة للإصابة باضطراب في نظم القلب يُعرف بالرجفان الأذيني، وذلك حتى بعد مرور سنوات طويلة على اعتزالهم المنافسات، وقد أجرى باحثون من جامعة ملبورن في أستراليا دراسة شملت 121 رياضيًا سابقًا، ووجدوا أن أكثر من 21% منهم أصيبوا بهذا الاضطراب، في حين لم تتجاوز النسبة 3% بين عامة الناس من الفئة العمرية نفسها.

كما لاحظوا أن حالات جديدة من الرجفان الأذيني استمرت في الظهور بين هؤلاء الرياضيين، بمعدل أعلى بثلاث مرات تقريبًا مقارنة بغيرهم، ورغم أن العوامل الوراثية قد تلعب دورًا في بعض الحالات، فإن الدراسة بيّنت أن نسبة حاملي الطفرات الجينية المرتبطة بأمراض القلب الوراثية بين هؤلاء الرياضيين كانت ضئيلة، بل مماثلة أو أقل من النسبة المسجلة لدى عامة السكان. والأهم من ذلك أن معظم من يحملون هذه الطفرات لم تظهر عليهم أعراض الرجفان الأذيني.
تشير هذه النتائج إلى أن التمارين الرياضية المكثفة والمستمرة على مدى سنوات طويلة، رغم فوائدها الواضحة، قد تترك آثارًا سلبية على صحة القلب، بخلاف ما هو شائع. فبينما تُظهر الأدلة أن النشاط البدني المعتدل يقي القلب من الأمراض، فإن الإفراط في تدريبات التحمل قد يؤدي إلى تغيّرات دائمة في إيقاع القلب الطبيعي.