كشفت دراسة حديثة أن جائحة كوفيد-19 تسببت في تسريع شيخوخة الدماغ بشكل ملحوظ، حتى لدى الأشخاص الذين لم يُصابوا بالفيروس.

وأشار العلماء إلى أن الضغوط النفسية والاجتماعية الناتجة عن العزلة المطوّلة وحالة عدم اليقين خلال الأزمة أثّرت سلبًا على الصحة العامة.
وأُجريت الدراسة استنادًا إلى نموذج لشيخوخة الدماغ تم تطويره باستخدام بيانات من 15,334 شخصًا يتمتعون بصحة جيدة. وجرى استخدام هذا النموذج لتحليل صور أشعة دماغية لـ996 شخصًا آخرين، حيث خضع نصفهم للفحوص قبل الجائحة، بينما خضع النصف الآخر لها قبل الجائحة وبعدها.
وأظهرت النتائج أن أدمغة المجموعة الثانية شهدت تسارعًا في معدّل الشيخوخة بمعدل 5.5 أشهر إضافية، فيما وصلت الزيادة لدى البعض إلى 20 شهرًا. اللافت أن هذا التغيّر لوحظ بغضّ النظر عن إصابة المشاركين بكوفيد من عدمه.
ومع ذلك، أظهرت البيانات أن الإصابة بكوفيد ارتبطت بتسارع أكبر في معدلات الشيخوخة مع تقدّم العمر. كما كانت آثار شيخوخة الدماغ أكثر وضوحًا لدى الرجال، ولدى الأفراد الذين يعانون من أوضاع اجتماعية واقتصادية صعبة مثل البطالة، وانخفاض الدخل، وسوء الصحة، وانخفاض المستوى التعليمي.
وشملت الدراسة أيضًا اختبارات لقياس الأداء المعرفي للمشاركين، وأظهرت تراجعًا في القدرات الذهنية، لا سيما في المرونة الذهنية وسرعة معالجة المعلومات، لدى أولئك الذين أصيبوا بالفيروس.
وقال الباحثون من جامعة نوتنغهام: "وجدنا أن الجائحة أضرت بصحة الدماغ وسرّعت شيخوخته، بغضّ النظر عن الإصابة بالفيروس".
وصرّح الدكتور علي رضا محمدي نجاد، الذي قاد فريق الدراسة، لمجلة Nature Communications :"ما أثار دهشتي هو أن حتى أولئك الذين لم يُصابوا بكوفيد أظهروا تسارعًا كبيرًا في معدلات شيخوخة الدماغ. هذا يؤكد مدى تأثير الجائحة "من العزلة إلى القلق" على صحة أدمغتنا".
وأضافت زميلته البروفسورة دوروثي أور: "لقد فرضت الجائحة ضغطًا كبيرًا على حياة الناس، خاصة أولئك الذين يعانون من ظروف معيشية صعبة".