ميلانيا كناوس ترامب هي عارضة أزياء أميركية سلوفينية سابقة، حصلت على الجنسية الأمريكية عام 2006، وحالياً هي السيدة الأولى للولايات المتحدة من عام 2025 أثناء الرئاسة الحالية لزوجها دونالد ترامب. وكانت شغلت المنصب سابقاً من عام 2017 إلى عام 2021. ميلانيا هي الزوجة الثالثة للرئيس الأمريكي ترامب ولها منه ابن واحد هو بارون ترامب.


الولادة

ولدت ميلانيا كناوس في 26 أبريل/نيسان عام 1970 في مدينة سيفنيكا التي تبعد حوالي ساعة بالسيارة عن العاصمة السلوفينية. على عكس الحرمان الذي عانى منه الكثيرون في الحقبة الشيوعية، عاشت عائلة كناوس حياة رغيدة فكانت تمضي العطلات في فرنسا وإيطاليا وألمانيا. في طفولتها، كانت ميلانيا تمارس الجمباز بعد المدرسة، وتتزلج في إيطاليا والنمسا شتاءً.

العائلة

عملت والدتها، أماليا أولشنيك، في تصميم الأزياء في مصنع لملابس الأطفال. وكان والدها فيكتور عضواً في الحزب الشيوعي السلوفيني. بعد تركه وظيفته لدى عمدة مدينته، أصبح يدير شركة سيارات في ليوبليانا. وأثناء عمله في هذه الشركة امتلك فيكتور شقة في أحد أوائل الأبراج السكنية الشاهقة في المدينة، مما وفّر لابنتيه ميلانيا وإينيس مكاناً للإقامة في العاصمة، ما أتاح لهما الالتحاق بمدرسة تصميم الأزياء. في هذه الأثناء، في سيفنيتسا، حيث كان معظم الناس لا يزالون يعيشون في شقق متواضعة، تمكّن فيكتور من بناء منزل في ما كان يُعتبر أرقى أحياء المدينة. حتى في تلك الأيام، عندما كانت سلوفينيا جزءاً من يوغوسلافيا الشيوعية، وكانت الأوقات صعبة، كانت الوالدة أماليا دائماً أنيقة الملبس ومصففة الشعر بدقة. كانت تقضي أمسيات بعد العمل في خياطة الملابس لنفسها ولابنتيها، إينيس وميلانيا. بمجرد أن تعلمت الرسم، كانت ميلانيا ترسم تصاميمها الخاصة، وكانت والدتها أو أختها تخيطانها. كما كانت ميلانيا تصنع مجوهراتها بنفسها. ولطالما أحبت الموضة، ولأنها كانت تتمتع بقوام رشيق وكانت الأطول والأرفع، ساعدها ذلك على خوض مهنة عرض الأزياء. والدتها كانت تقوم برحلات عمل إلى فرنسا والمانيا، وحين تعود تجلب معها مجلات أزياء غربية كي تتصفحها ميلانيا.
في تلك الأيام، لم تكن ميلانيا تفكر في مهنة عرض الأزياء. ومثل أختها إينيس، كان هدفها أن تصبح مصممة، وتقدمت بطلب الالتحاق بكلية الهندسة المعمارية في الجامعة المحلية، واجتازت بنجاح امتحانات القبول المعروفة بصعوبتها. في تلك السنوات التي قضتها في ليوبليانا، ركزت على دراستها. لم تكن تشرب الكحول، ولم تكن تحب الحفلات، ولم تكن تدخن. حتى بعد خوض غمار عرض الأزياء، كانت بعد جلسة تصوير أو عرض أزياء تعود إلى المنزل لتكون مع أختها.

من سلوفينيا إلى الولايات المتحدة

بدأت ميلانيا القيام بالإعلانات التجارية في سن السادسة عشرة بعد أن شاهدها مصور الأزياء السلوفيني ستين جيركو. ولم تلتحق بجامعة ليوبليانا إلا لعام واحد، ثم عملت كعارضة لدور الأزياء في كل من باريس وميلانو، حيث التقت في عام 1995 مع المالك المشارك للمتروبوليتان مودلز باولو زامبولي الذي جاء في رحلة استكشاف إلى أوروبا فشجعها على السفر إلى الولايات المتحدة الأميركية. فانتقلت من سلوفينيا بتأشيرة عمل إلى مانهاتن في عام 1996 من أجل مسيرتها المهنية، ونجحت فيها. ولأنها أصرّت أن يكون وجودها هناك قانونياً، كان عليها العودة جواً إلى أوروبا وختم تأشيرة سفرها كل بضعة أشهر. بعد عدة تأشيرات، تقدّمت بطلب للحصول على الGreen Card فحصلت عليها عام 2001. ثم تقدّمت بطلب للحصول على الجنسية، فحصلت عليها عام 2006، أي بعد عام من زواجها من دونالد ترامب.

اللقاء بدونالد ترامب

في تشرين الاوثاني/نوفمبر 1998، التقت ميلانيا بدونالد في حفل أسبوع الموضة الذي أقامه باولو زامبولي، رجل الأعمال الإيطالي ومؤسس وكالة إدارة عارضات الأزياء آي دي موديلز (عمل لاحقاً مع ترامب في العديد من مشاريع العقارات، واشتهر باستخدامه عارضات الأزياء لتسويق العقارات الفاخرة). كانت ميلانيا في الثامنة والعشرين من عمرها، وكان دونالد الأب لأربعة أطفال، يكبرها بـ 24 عاماً، وكان قد انفصل مؤخراً عن زوجته الثانية، مارلا مابلز إذ كان قبلها متزوجاً من إيفانا ترامب، وانفصلا عام 1990. أراد ترامب رقم هاتفها، لكنها لم تزوده به، بل طلبت هي رقم هاتفه. أعطاها دونالد جميع أرقامه: المكتب، منزله في نيويورك، وكل أرقام هواتفه، وطلب منها الاتصال. توجهت ميلانيا إلى منطقة البحر الكاريبي لجلسة تصوير، ولم تتصل به إلا بعد بضعة أيام.
أُعجبت ميلانيا بحيويته. وفي موعدهما الأول، اصطحبها لتناول العشاء، ثم إلى مومبا، الذي كان في أواخر التسعينيات، الوجهةَ الأبرز في حياة نيويورك الليلية الصاخبة بالمشاهير.

الزواج بدونالد

بالرغم من طبع دونالد الحيوي والمسرع في مسيرته، دخلت ميلانيا في علاقة زواج وهي مُدركة لشخصيته، ومُتقبِّلة له. تزوج الاثنان في بالم بيتش عام 2005، وارتدت ميلانيا فستاناً من توقيع كريستيان ديور استغرق صنعه أكثر من ألف ساعة. وبعد عام رزقا بصبي أسمياه بارون. وكان هذا الزواج هو الثالث لدونالد ترامب.
تتمتع ميلانيا بعلاقة جيدة بأبناء زوجها، دونالد جونيور وإيفانكا وإريك وتيفاني. وتتعامل معهم كأصدقاء. إلا أنها بالمقابل لا تلتقي بزوجتي دونالد السابقتين.
وهي من جهة أخرى تبقى باستمرار إلى جانب ابنها بارون الذي تشرف على تربيته. وقد حرصت على تعليمه اللغة السلوفينية التي يتحدثها بطلاقة، ويستخدمها للتحدث مع جديه اللذين هاجرا إلى نيويورك ويعيشان بالقرب منهما في برج ترامب.

الأعمال

منذ زواجها من دونالد، انخرطت ميلانيا في عدد من المشاريع المختلفة. فبالإضافة إلى خط مستحضرات العناية بالبشرة، أطلقت في عام 2010، خط مجوهرات خاص بها، شمل مجموعات ساعات ومجوهرات. وظهرت عدة مرات كضيفة شرف في برنامج "ذا فيو". إلا أنها تخلت عن هذه المشاريع والأعمال بعد وصول زوجها إلى البيت الأبيض.