نظم مستشفى أوتيل ديو دو فرانس (HDF) مراسم افتتاح قاعة الدكتور فيليب كفوري، أحد الأسماء البارزة في الطب الفرنسي-اللبناني، وذلك لمناسبة زيارة وفد الأكاديمية الوطنية للطب في فرنسا.
حضر الحدث البروفسور كريستيان بواتار، أمين السر الدائم للأكاديمية الوطنية للطب في فرنسا، والبروفسور جاك بلغيتي، الأمين المساعد للأكاديمية، والبروفسور جان مارك أيوبِي، عضو مراسل في الأكاديمية، والسيد ألبرت كفوري، رئيس جمعية مالطا لبنان.
كما حضر الحفل العديد من الشخصيات البارزة في المجال الطبي والإداري والأكاديمي من مستشفى أوتيل ديو دو فرانس وجامعة القديس يوسف في بيروت.
السيد نسيب نصر، المدير العام لشبكة مستشفيات جامعة القديس يوسف - أوتيل ديو في البداية وجه تحية لذكرى الدكتور كفوري، مؤكداً الدور التاريخي لمستشفى أوتيل ديو كمنبر لنقل المعرفة والرعاية والتميز بالفرنسية. وأشار إلى أن هذا التكريم يعكس إرادة دائمة في بناء روابط متينة بين فرنسا ولبنان في خدمة الطب والإنسانية قائلاً:" نُحيي ذكراه ونُجدد التزامنا بالقيم التي حملها: الدقة، الرؤية، والإنسانية. كما يشكل هذا الحدث الرسمي مناسبة للاحتفال بالصداقة بين البلدين من خلال تعاون طبي حيوي ويحمل تطلعات المستقبل."
وكان للسيد ألبرت كفوري، ممثل عائلة كفوري، كلمة مؤثرة داعياً إلى تحويل هذه الذكرى إلى طموح علمي من أجل المستقبل بهدف جعل بيروت مركزاً بارزاً للبحث الطبي في قلب الشرق.
البروفسور كريستيان بواتار تحدث عن تأسيس جائزة الدكتور فيليب كفوري، التي جاءت نتيجة تفكير داخل الأكاديمية لتعزيز التعاون الدولي، خصوصاً مع لبنان. وذكر أن أول فائز بالجائزة، الدكتور هامبيغ كورية، اختصاصي أمراض الدم والأورام في مستشفى أوتيل ديو، نالها تقديراً لأعماله ضمن تعاون مثالي مع مستشفى جورج بومبيدو في باريس.
البروفسور جاك بلغيتي ألقى كلمة تحدّث فيها عن دور الأكاديمية في دعم البحث الطبي، من خلال أكثر من أربعين جائزة تُمنح سنوياً بفضل القيم الموروثة والتبرعات، مبرزاً أهمية إنشاء جائزة كفوري ودورها الاستراتيجي في تعزيز العلاقات الفرنسية-اللبنانية.
وأعرب البروفيسور جان-مارك أيوب، عن اعتزازه بتحول هذه الجائزة إلى تكريم سنوي، ووجه تهنئة حارة للفائز مرة أخرى على جودة مشروعه وأهميته، مشيراً: "بالنسبة إلينا، هذا المستشفى هو قاعدة متقدمة حقيقية للطب الفرنكوفوني في الشرق الأوسط. وقد خرّج على مر السنين أطباء متميزين."
هذه المناسبة شكلت فرصة لاستعراض المسيرة الاستثنائية للدكتور فيليب كفوري، المولود في بيروت في العام 1894، والمنفي إلى فرنسا في العام 1915، والرائد في مكافحة مرض السل. أصبح مواطناً فرنسياً في العام 1927، وكان مؤلفاً لاختبار السل الجلدي المبتكر الذي رُخص للبيع في تشرين الأول 1944، قبل أسابيع قليلة من وفاته في معهد باستور. وقد واصل الدكتور شارل مريو العمل على تطويره وتحويله إلى منتج صناعي، مما ساهم في تقدم كبير في الوقاية من هذا المرض على المستوى العالمي.
واختتمت الأمسية بحفل كوكتيل تميزت بالذاكرة والتكريم ونقل القيم العلمية المشتركة بين فرنسا ولبنان.