في زمنٍ تتسع فيه مساحات التعبير وتتنوّع فيه الآراء، ما زلنا نرى مشاهد مؤسفة تعكس ضيق صدر البعض أمام الرأي المخالف.


الممثلة المصرية شيرين رضا وجدت نفسها مؤخرًا في مرمى الإهانات والشتائم لها ولأهلها على مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب منشور لها ورد فيه: "والله عيب اللي بيحصل ده. شكلنا وحش أوي. ليه مصمّمين تحرجونا قدّام العالم المتحضر؟" وأرفقته بوسم "العبث".
الجمهور اعتبر أن شيرين تعبر من خلال هذا المنشور عن رأيها فيما حصل مع الفنان اللبناني راغب علامة في حفله في الساحل الشمالي وتحديداً تلقيه الأحضان والقبلات من المعجبات وردة فعل نقابة الفنانين في مصر على الأمر.
وبعد الشتائم التي تلقتها ردت شيرين:"كتبت تويتة من غير أي سياق أو موضوع، اتشتمت بأقذر الألفاظ، أنا وأمي والراحل والدي على ولا حاجة، بدون موضوع! لو مكاني تعمل إيه؟لو فاكرين إن الشتيمة بتأثر، فأنتم مخطئين. الشتيمة منكم تدل على مستوى منحدر من الأخلاق والتربية والجبن والاختباء وراء شاشة. ربنا يشفيكم يا شوية...".
من الطبيعي أن نتفق أو نختلف مع ما تقوله شيرين رضا أو غيرها، لكن من غير الطبيعي ولا المقبول أن يتحوّل الاختلاف إلى حملة تجريح وإساءة شخصية، فالرأي يُناقش بالحجة والدليل، لا بالسبّ دون الإكتراث إلى كم الأذى الذي نسببه لشيرين وأفراد عائلتها.
شيرين رضا، كممثلة وإنسانة، من حقها أن تُبدي وجهة نظرها في أي موضوع تشاء. فهي لم تُجبر أحدًا على تبنّي رأيها، ولم تفرض على جمهورها أو على المجتمع اتجاهًا معينًا، ومع ذلك، اختار البعض الرد عليها بأقسى العبارات وكأنّ مجرد التعبير عن الرأي جريمة تستحق العقاب.