ناتاشا خضرو، ممثلة لبنانية صاعدة، أثبتت حضورها بقوة في المشهد الدرامي، من خلال أدوارها الملفتة والمركّبة. برزت بموهبتها، وتألّقت بسرعة في عالم الدراما، وتمكنت من ترك أثر كبير لدى الجمهور، خصوصاً بدورها في مسلسل "بالدم"، الذي عرض في شهر رمضان الماضي، والذي جسّدت فيه شخصية "ديانا"، وأظهرت من خلالها قدراتها التمثيلية العالية، بغوصها في أعماق الشخصيات المعقّدة، وجعلها حديث المشاهدين.
وكان لموقع الفن هذه المقابلة مع ناتاشا خضرو، التي تحدثت لنا عن التحديات التي واجهتها في تجسيدها شخصية "ديانا"، وكشفت لنا عن دورها في مسلسل "قلب أسود" مع الممثلين باسم ياخور ونادين الراسي.
كيف تصفين مشاركتكِ في مسلسل "بالدم"؟
هي من أجمل المشاركات، وأشعر أنني محظوظة جداً بعملي في هذا المسلسل الضخم إلى جانب أسماء كبيرة من الممثلين والأساتذة، وهذا شرف كبير لي.
اعتُبِرَت "ديانا" مستفزّة من قبل كثيرين، ما يعتبر دليلاً على براعتك في أداء الدور، كيف تفاعلتِ مع ردود الفعل التي تلقيتها؟
شخصية "ديانا" كانت مستفزّة جداً، حتى أنها استفزتني عندما قرأتها على الورق، وكنت أعلم أثناء تحضيري لها، أنها ستُثير ردود فعل قوية. اعتبرت ذلك تحدياً لي، في أن أتمكّن من إيصال الشخصية كما كُتبت، وأن أنجح فعلاً في استفزاز المشاهدين. وأعتقد أنني نجحت في ذلك، فالحمد لله، التفاعل مع الشخصية كان كبيراً، وتجاوز توقعاتي.
هل تعرضتِ لموقف محرج بسبب كره الجمهور لشخصيتكِ في المسلسل؟
نعم بالتأكيد، كنت أتوقع هذه الردود، فأنا أعرف الشخصية جيداً، وأفهم تصرّفاتها ضمن سياق القصة، لكن ما لم أتوقعه، هو أن تكون ردود الفعل بهذا القدر من القوّة، وأشكر كل من علّق أو تفاعل.
تعرضت للعديد من المواقف الطريفة والمحرجة في الشارع، إذ يتعامل الناس معي وكأنني "ديانا" الحقيقية، فيقولون لي: "يا بلا كرامة"، "شو عملتي فينا!"، "كنت بدي أضربك كف"، وغيرها من التعليقات. أصبحت معتادة على هذا النوع من التفاعل، وأردّ دائماً بعبارة: "شكراً على كل تعليق"، حتى ولو كان قاسياً. من الواضح أن بعض المشاهدين لم يتمكنوا من الفصل بين شخصية "ديانا" والممثلة ناتاشا، وهذا بحد ذاته دلالة على أنني نجحت في تجسيد الدور بشكل مقنع.
في المقابل، تلقيت الكثير من التعليقات الإيجابية، منها: "تمثيلكِ رائع"، و"أنتِ شاطرة جداً"، لكن أغلب التعليقات كانت تركز على التأثير العاطفي الذي تركته الشخصية في نفوس الناس خلال شهر رمضان.
في قصة "ديانا" و"طارق"، هل ترين أن "ديانا" كانت ضحية أيضاً؟ وإن كنتِ مكانها، هل ستبرري ما قامت به؟
أعتقد أن "ديانا" كانت ضحية لظروفها، لعائلتها، ولماضيها الصعب وطفولتها المؤلمة، لكنها رغم ذلك لا تُبرَر أفعالها. لا يوجد مبرر للعنف. يمكن تفهّم أن يكون الحب سبباً للتصرفات الانفعالية، لكن ما قامت به "ديانا" من تصرفات عنيفة وهستيرية، يصل إلى حدّ الأذى، ولا يمكن تبريره.
لو كنتُ مكانها، بالتأكيد لم أكن لأتصرف مثلها. "ديانا" إنسانة مجروحة، وتعاني من مشاكل نفسية متراكمة ناتجة عن ماضيها، وهي بحاجة إلى علاج. فلو خضعت للعلاج المناسب، مع المساعدة والدعم، ربما كانت ستصبح إنسانة أفضل.
يُعدّ نجاح مسلسل "بالدم" نجاحاً لفريق العمل ككل، كيف سينعكس هذا النجاح على مسيرتكِ الفنية؟
الحمد لله على هذا النجاح، وأنا فعلاً محظوظة لكوني جزءاً من هذا الفريق المميز. لا شك أن هذا العمل سيكون له تأثير كبير على مستقبلي المهني، فمرحلة ما بعد "بالدم" لن تكون كما قبلها، وأتمنى أن تكون الخطوات المقبلة أجمل وأقوى.
"بالدم" هو المسلسل الثاني الذي تتعاونين فيه مع الممثلة ماغي بو غصن، بعد تعاونكما معاً منذ خمس سنوات في مسلسل "بروفا"، كيف تصفين علاقتكِ بها؟
فرحت كثيراً بالعودة إلى العمل معها مجدداً. هي إنسانة رائعة، محبوبة، قريبة من القلب، وتمنح الكثير من الراحة والدعم لزملائها. العمل معها ممتع وسلس، وأتمنى أن تجمعنا أدوار أخرى في المستقبل.
صوّرتِ دوركِ في مسلسل "قلب أسود"، إلى جانب الممثلين باسم ياخور ونادين الراسي، حدّثينا أكثر عن دورك في هذا العمل وما الذي يميّزه.
مسلسل "قلب أسود" جميل جداً، وأنا متحمّسة كثيراً لمشاهدته عند عرضه. أجسد فيه شخصية "عُلا"، وهي مختلفة تماماً عن "ديانا" في "بالدم". صوّرت "عُلا" قبل "ديانا"، لكنها تحمل أبعاداً مختلفة تماماً، وسنراها تمرّ بمراحل متنوعة، وتعيش حالات متعددة، ولديها قضية تحارب من أجلها. هذا ما يجعل الشخصية مميزة، وإن شاء الله ينال دوري إعجاب الجمهور.