14 عاماً مروا على عرض مسلسل "العشق الممنوع" للمرة الأولى، وما زال حتى الآن من المسلسلات التي حققت شهرة وجماهيرية واسعة، والتي حصدت نجاحات على مستويات عدة.

في كل عام وفي الوقت نفسه يتم إعادة عرض المسلسل من جديد، يحصل على نسب مشاهدة عالية، وتجتاح مقاطع فيديو منه مواقع التواصل الإجتماعي بشكل كبير.

الجمهور يتفاعل معه من جديد. الممثلون يعبرون عن شوقهم لتصوير هذا العمل بالذات، ولحبهم له. حتى أن تصريحاتهم تؤكد أن الجمهور لم يتخط حتى الآن الشخصيات التي قدموها فيه، ومازال يراهم في هذه الأدوار فقط، بالرغم من نجاحاتهم بأعمال عديدة مختلفة.

ولكن ما الذي جعل هذا المسلسل دون غيره يأخذ هذه الضجة بالرغم من تناول موضوع الخيانة الزوجية الذي تم تناوله بأكثر من عمل درامي، وبالرغم من كثرة الإنتاج في الدراما التركية، والتنوع في المواضيع المطروحة والأحداث؟

بالعودة لأبطال العمل، نرى أن فريق العمل المُختار أبهر الجمهور بأدائه التمثيلي الرائع والمستوى العالي الذي قدموه، والذي جاء مثالي لكل دور، حيث بدى جبروت "فيروز خانم" التي تؤدي دورها الممثلة التركية نبهات جهري واضح بكل ردات فعلها، وكذلك طيبة "نيهال زياكيل" التي تؤدي دورها الممثلة التركية هازال كايا بشكلها ونظراتها وبكل قرار تأخذه إلى حد السذاجة.

كما أنه تميز عن باقي المسلسلات التركية، بغياب ردات الفعل المبالغ فيها التي نراها بالعادة في هذا النوع من الأعمال وتعابير الوجه التي يقوم بها الممثلون والتي عادة ما تأخذ وقت أكثر مما نعتاد عليه بالمسلسلات العربية، وهذ ما جعله مقرب إلى عين المشاهد العربي أكثر.

ولا ننسى أن هذا العمل خلق شهرة كبيرة لدى أبطاله، خاصة الممثلة التركية بيرين سات بدور "سمر زياكيل"، والممثل التركي كيفانش تاتليتوغ بدور "مهند خزنادار"، واللذان ما زال الجمهور حتى الآن يناديهما بأسمائهما في العمل!

من ناحية القصة، تحدث المسلسل عن علاقة حب محرمة تنشأ بين سمر زياكيل التي تؤدي دورها الممثلة التركية بيرين سات، والمتزوجة من عدنان بيك، الذي يؤدي دوره الممثل التركي سلجوق يونتام، وبين مهند خزنادار، الذي يؤدي دوره الممثل التركي كيفانش تاتليتوغ، والذي يكون قد ترعرع وكبر في منزل عدنان، وتكون نيهال إبنة عدنان مغرمة به، وتبدأ الأحداث بالتوالي.

وبالرغم من وجود قصص عديدة تناولت العلاقات المحرمة والخيانات، إلا أن هذا العمل خلق لدى الجمهور شعور التعاطف مع كل أفراد قصة الخيانة، فشعور مهند بالذنب حيال ما حدث بينه وبين زوجة عمه وصل للجمهور بتفاعلاته وبقراراته بشكل واضح، وتعلّق "سمر" المرضي بـ "مهند" والذي جاء نتيجة حياة عائلية مفككة وصعبة وغيرتها الواضحة التي أعمتها ودفعتها بنهاية المطاف إلى الإنتحار، إضافة إلى طيبة نيهال الكبيرة والتي جعلت الجمهور يصدق أن تصرفاتها ناجمة عن سذاجتها حيث تحارب كل من ينقل لها الحقيقة، وأخيراً عدنان الذي يدفعه شكه بالأحداث التي تدور حوله إلى التصرف بطرق لا تشبهه.

القصة كانت مؤثرة بالفعل، وشخصياتها تمكنت من دخول قلوب الجمهور وتمكن كل مشاهد من إيجاد تبرير لتصرفاتها غير المنطقية وغير المقبول، حتى أننا لم نجد الكثير من "اللف والدوران" غير الضروري في أحداث العمل، بعكس ما نراه للأسف ببعض الأعمال التركية الأخرى.

أما على صعيد الدول العربية بشكل خاص، فـ "العشق الممنوع" جاء بفترة لم يكن بعد هنالك الكثير من الأعمال التركية المدبلجة، وكانت هذه الظاهرة ما زالت قليلة نوعاً ما والجمهور ما زال يشعر بالحشرية اتجاهها.

إضافة إلى عرضه تزامناً مع بدء توسع إستخدام مواقع التواصل الإجتماعي، وإنتشار مشاهد عديدة منه مرفقة مع أغنيات وكلمات مؤثرة من شأنها أن تخلق تفاعلاً أكبر مع الأعمال.

كما أن القضايا الجدلية عادة ما تستفز حشرية الجمهور حتى غير المهتم بمتابعة هكذا نوع من المسسلات.

لهذه العوامل ولغيرها من العوامل التي لم يتم ذكرها، حصد العمل نجاحاً رافقه حتى الآن، ويبقى نجاح العمل إذاً أو فشله مرتبط بطريقة تلقي الجمهور له وتفاعله معه.

​​​​​​