بعد فترة من الغياب، طالبه خلالها الجمهور بأعمال جديدة، يعود "ريّس الأغنية اللبنانية" ملحم زين بألبوم مميز يتزامن مع مرور 22 عامًا على انطلاقته الفنية. وقد اختار أن يحمل الألبوم عنوان "22"، في إشارة رمزية إلى مسيرته الطويلة.
هذا الألبوم ليس مجرد إصدار فني جديد، بل هو خبرة سنوات من العمل والنجاح، جمع فيه زين كل عناصر تميّزه، وقدّم من خلاله ملامح تجربته الغنائية الثرية، مختصرًا محطات مهمّة من مسيرته الفنية. فالفنان الحقيقي يعرف جيدًا ما ينجح به، ويُحسن تطويره بما يتماشى مع ذوق جمهوره وتوقهم لسماع صوته في الأنماط التي يحبونها.
فمن منّا لم يُعجب بمواله وأغانيه الشعبية؟ ومن لا يتذكر روائع الطرب مثل "غيبي يا شمس"؟ أو الأغاني الرومانسية الهادئة مثل "إنتِ مشيتي" و "ردوا حبيبي"؟ أو حتى الإيقاعية مثل "ضلّي اضحكي"؟ كل هذه الألوان التي أحببناها اجتمعت اليوم في ألبوم واحد، بصيغة جديدة، وصوت لا يزال يحتفظ بقوته وصدقه. كل أغنية في هذا الألبوم تحمل طابعًا خاصًا، سواء من حيث الكلمات أو الألحان أو الأداء، كما أن الترويج المدروس منح كل عمل حقّه، ما ساعد على وصوله إلى الجمهور بالشكل الأمثل.
نبدأ بأغنية "قلبي دق"، العاطفية الإيقاعية، وقد سبق أن أحببنا هذا اللون مع ملحم في "ضلّي اضحكي" التي تصدرت الترند لفترات طويلة، وعاد اليوم بعمل يُكمل نجاحها، وكان الاختيار موفقًا للغاية. الأغنية من كلمات فادي مرجان، ألحان إيفان نصوح، وتوزيع عمر صباغ، فهي قصة حب، وتبث السعادة والتفاؤل.
أما أغنية "التنور"، فقد قدّم فيها الفلكلور الذي أحببناه بصوته القوي، لا يمكن أن تمر هذه الأغنية مرور الكرام على محبّي هذا اللون الموسيقي، إذ أطربنا ملحم فيها بصوته الطربي الأصيل.
في "كفّي عني"، من كلمات الأمير بندر بن محمد وألحان إيفان نصوح، عدنا إلى أجواء "غيبي يا شمس"، التي شكّلت إحدى أنجح محطّات ملحم. وكما كتبت إحدى المعجبات في تعليقها على الفيديو: "هذا العمل يجعلني أعتقد أن الفن الحقيقي لا يخيب أبدًا."
"حلفتلك" من أجمل أعمال الألبوم، برأيي، لأنها تتناول حالة من الحب بإيقاع سريع. وتمكن ملحم من إبراز جمال صوته فيها، فضلًا عن أن موضوعها يلامس كل من يعيش بعيدًا عن من يحب. اللافت أنها من كلمات وألحان الفنان مروان خوري، الذي يثبت مجددًا تجدد أفكاره في أعماله، سواء الخاصة أو مع زملائه.
أما "ألف مبروك"، فهي أغنية مخصصة للمناسبات السعيدة، وستجد حتمًا مكانها في أفراح الجمهور العربي دون شك وهي من كلمات وألحان رامي شلهوب.
والأغنية الأخيرة "كوكبي"، التي تتصدر الترند منذ طرحها، وأصبحت أغنية الرقصة الأولى في العديد من حفلات الزفاف هذا الموسم. كتبها ولحنها إيفان نصوح، وغنّاها ملحم بإحساس عالٍ أظهر جمالها، وجعلها تدخل إلى كل قلب عاشق. "كوكبي" ليست مجرد أغنية، بل هي قطعة فنية تجسّد معنى الحب الحقيقي.
صحيح أن الألبوم يتضمن 6 أعمال فقط، لكنه انتقى كل عمل بعناية، وقدّمه بطريقة تجعله يوازي مئات الأعمال والألبومات. وما أنا متأكدة منه، أن هذا العمل ليس فقط تجاريًا أو مخصصًا للحفلات، بل يتجاوز ذلك ليكون شريكًا لحياتنا اليومية ومناسباتنا، ولن يكون مجرد مرحلة أو عمل يمر مرور الكرام.
ختامًا، أود أن أستشهد بما كتبته إحدى المعجبات على أغاني الألبوم، حيث علّقت: "ما دام في ملحم زين بهالعالم، بنعرف إنو العالم بعدو بخير."
وفعلًا، ملحم من الأصوات التي ترفض تقديم ما هو "عادي". صحيح أنه يغيب لفترات، وقد نعتب عليه، لكنه دائمًا ما يعوّض الغياب بأعمال تستحق الانتظار.