جان دكاش، ممثل لبناني ومعالج بالدراما، بدأ مسيرته في عالم التمثيل عام 2006، وحقق شهرة واسعة بعد مشاركته في أعمال تمثيلية لبنانية وعربية.
تميز جان دكاش بموهبته الكبيرة في التمثيل، وفي رصيده الكثير من الأعمال اللبنانية والعربية المشتركة، والتي جسد فيها أدواراً متنوعة بين الرومانسية والشر وغيرهما، والتي لاقت إعجاب عدد كبير من المشاهدين، نذكر من مسلسلاته: "ما فيي"، "أم بديلة"، "وأخيراً"، "شهر 10" و"كريستال".
وكان لموقع الفن هذه المقابلة مع جان دكاش، والتي تحدث فيها عن أعماله التمثيلية، وعن العلاج بالدراما، كما كشف عن رأيه بتصريح الممثلة السورية كاريس بشار، بأنها نسيت أسماء الممثلين اللبنانيين، خصوصاً بعد أن شارك معها جان دكاش في بطولة مسلسل "شهر 10".

أهلاً بك عبر موقع الفن، ماذا أضاف مسلسل "كريستال"، وهو مسلسل معرّب، على مسيرتك التمثيلية؟

أولاً أعبر عن تقديري لموقع الفن، ولرئيسة التحرير هلا المر، كما أشكر مسبقاً كل من سيعطي من وقته لقراءة هذه المقابلة.
مشاركتي في مسلسل "كريستال" زادت من خبرتي الشخصية والمهنية، إذ أتاحت لي فرصة التعرف على أسلوب جديد في العمل مع مخرجين أتراك. كما أنني شعرت بالإمتنان الكبير لتفاعل الجمهور الجميل مع شخصية زياد، التي جسدتها في المسلسل، ما يؤكد لي دائماً أن الأداء الحقيقي يلامس القلوب، بغض النظر عن مساحة الشخصية.

شاركت مع الممثلة السورية كاريس بشار في بطولة مسلسل "شهر 10"، ما رأيك بتصريحها بأنها نسيت أسماء الممثلين اللبنانيين؟

يمكن أن يكون تعليق كاريس بشار عن نسيان أسماء الممثلين اللبنانيين، ناتجاً عن زخم وضغوطات العمل. كاريس ممثلة راقية، وكان لي شرف مشاركتها بطولة مسلسل "شهر ١٠"، الذي كان يهدف إلى التوعية حول مرض سرطان الثدي.

شاركت في مسلسل "دور العمر"، أي دور جسدته تطلق عليه "دور العمر"؟

في مسلسل "دور العمر"، جسدت دوراً كان تجربة متميزة وتحدٍ حقيقياً، لكني لا أعتقد أن هناك دوراً واحداً يمكنني أن أطلق عليه "دور العمر". كل دور جسدته أعتبره جزءاً من رحلتي الفنية، وأتعلم من كل تجربة، لأقدم الأفضل في الأدوار القادمة.

هل تفضل دور بطولة في مسلسل لبناني، أم دوراً ثانوياً في مسلسل مشترك؟

أفضل أن أكون منفتحاً على كل الفرص، سواء كانت دور بطولة في مسلسل لبناني، أو دوراً ثانوياً في مسلسل مشترك، المهم هو مدى تأثير الدور والقصة، وكيف يمكنني من خلاله تقديم أداء مميز. كل تجربة تضيف لي شيئاً فريداً ومهماً في مسيرتي الفنية، وتساهم في نمو شخصي ومهني.

أي أدوار تعتبرها تليق بشخصيتك أكثر، أدوار الشر أم الأدوار الرومانسية؟

أرى أن كل دور، سواء كان شريراً أو رومانسياً، يحمل فرصاً فريدة للتعبير عن جوانب مختلفة من الشخصية الإنسانية. وكما قال شكسبير: "المسرح مرآة تعكس الطبيعة"، وهذا يعكس تماماً رؤيتي. أدوار الشر تمنحني فرصة لاستكشاف التعقيدات الداخلية والصراعات النفسية، بينما تتيح لي الأدوار الرومانسية التعبير عن الجوانب العاطفية والإنسانية العميقة. لذلك، أرحب بأي دور يمكن أن يضيف عمقاً وتجربة جديدة إلى مسيرتي، ويسمح لي بتقديم أداء غني ومعبر للجمهور.

ما السبب وراء إبتعادك عن السينما بعد فيلم "حلوة كتير وكذابة"؟

ابتعادي كان بسبب التركيز على المسلسلات، لكنني منفتح على العودة إلى السينما، في حال توافر المشروع المناسب.

لماذا دخلت مجال العلاج بالدراما؟ هل للأمر علاقة بتجربة عشتها؟

دخولي إلى مجال العلاج بالدراما كان نابعاً من رغبتي العميقة في فهم النفس البشرية بعمق أكبر، والمساهمة في علاج الآخرين من خلال الفن والمسرح، وقد إختبرت تأثيره العلاجي خلال دراستي في معهد الفنون الجميلة ومسيرتي كممثل. كان لدي رغبة شديدة في توظيف الفن في خدمة الإنسانية، ولذا حصلت مؤخراً على شهادة الماجستير في العلاج بالدراما Dramatherapy. أسست بالتعاون مع شريكتي ناتاشا رزق "Wholistic_Dramatherapists"، والذي يهدف إلى تقديم الدعم النفسي من خلال المسرح والفنون.
أود التنويه لكل من يرغب في استكشاف العلاج بالدراما، بأنه من المهم اختيار معالجين متخصصين ومعتمدين في هذا المجال.

تمتلك صوتاً جميلاً، لماذا لم تطور نفسك في مجال الغناء وتطلق أغاني بصوتك؟

الغناء هو شغف لدي، إلا أن التمثيل كان دائماً في مقدمة إهتماماتي، لكن هذا لا يعني أنني تركت فكرة تطوير نفسي في مجال الغناء، بل على العكس، أنا أمارس تمارين الصوت مع أساتذة محترفين، وأعمل بجد على تحسين مهاراتي. إنها موهبة ونعمة وهبت لي، ولن أفرط فيها. حين يأتي الوقت والإطار المناسب لتوظيفها بشكل جميل وراقٍ، سأكون جاهزاً لإستغلالها بالطريقة المثلى.

هل كانت وفاة والدتك سبباً في تركك الدير؟ وهل يمكن أن تقدم على هذه الخطوة مرة أخرى؟

لم تكن وفاة والدتي السبب، فأنا لم أجد دعوتي في الدير، بل وجدتها خارجه. يمكننا أن نعيش لله ومع الله أينما كنا، فهذا هو الأساس الحقيقي لحياتنا الروحية.

ما هي أعمالك القادمة؟

لدي مشروع قيد التحضير، سأكشف عنه في الوقت المناسب، في حال تمت جميع الاستعدادات بنجاح، بإذن الله. كما أعمل على مشاريع متعلقة بالعلاج بالدراما، آمل أن تحقق نجاحاً كبيراً وتأثيراً إيجابياً. أشجع كل من يقرأ هذه المقابلة، على إختبار فعالية العلاج بالدراما، خصوصاً أولئك الذين يواجهون صعوبة في التعبير بالكلمات، أقول لهم إن المسرح والفنون بشكل عام، وُجدت أيضاً لمساعدتكم في إيصال أفكاركم وأحاسيسكم، بطرق أخرى جميلة وممتعة، وذات فعالية كبيرة. إستناداً إلى ما أشهده يومياً، يُحدث العلاج بالدراما تغييراً ملحوظاً على الصعيد النفسي، العقلي، الجسدي، العاطفي والإجتماعي، ويكتشف الإنسان من خلال العلاج بالدراما، أنه إنسان حر، كما يقول الطبيب النفسي الشهير والرائد في مجال العلاج الجماعي جاكوب ليفي مورينو: "العلاج بالدراما يمكّن الإنسان من استكشاف ذاته بطرق جديدة وفعالة، ما يجعله يدرك حريته الداخلية وقدرته على التغيير" (Moreno, J.L., 1946. Psychodrama, Volume 1).كما لعب المسرح عبر العصور، دوراً في إحداث ثورات وتحريك شعوب ليثوروا على واقعها الأليم، فهو أيضاً يحرك باطن الإنسان ويدفعه للثورة، على كل ما يحده ويمنعه من التعافي والتقدم، ولعب دوره الحقيقي في المجتمع.