عُرضت مسرحية Testosterone على مسرح مونو، وسيعاد عرضها في 30 تموز و3 آب، وهي من كتابة وتمثيل وإخراج جو الخوري، وكشف العمل حاجة الشاب اللبناني إلى نفض الغبار عن أمور يعيشها خلال طفولته، وإنتفاضه عليها، أبرزها أنه ممنوع أن يبكي، والسبب أنه رجل، والبكاء هو دليل ضعف وفق المفاهيم الخاطئة. كذلك إختيار المهنة يجب أن يكون محصوراً ما بين طبيب أو مهندس أو محامٍ، أما الفن فهو عيب، إلى حد أن تعاطي المخدرات قد يكون خيارا أفضل.
أمسك جو بأدوات التنظيف على المسرح، وبدا وكأنه يريد نفض الغبار عن المشاعر المكبوتة داخله وداخل غيره من الجيل الجديد. سلّط الضوء على الضغوط الإجتماعية التي يتعرض لها الشبان في بيئتهم، بسبب التربية الخاطئة، التي يزيد من وطأتها كتمان مشاعرهم. مسرحيةTestosteroneتحمل العديد من الرسائل بقالب كوميدي طريف. جسّد جو عدة شخصيات، منها دور المخرج، ودور المرأة في الضيعة، ودور موظف الدوائر الرسمية، ودور والدته، وهي شخصيات حقيقية بما أنه أستوحى العمل من الواقع. أبدع جو خلال خمسين دقيقة بحضوره وأدائه على المسرح، وتميز العمل بدينامية، وكان بعيداً عن الملل، وأثبت جو أنه ممثل واعد ومتعدد المواهب.
موقع الفن إلتقى الفنان جو الخوري، وكان لنا معه هذا الحوار.
بعد الستاند أب كوميدي، لماذا قررت أن تطلق مسرحية؟
بعد تخرجي من الجامعة في قسم المسرح عام 2021، وفكرة المسرحية تراودني، وقررت تحضيرها، لكنني شعرت أنني لم أكن جاهزاً بعد لأقف على الخشبة في مسرح مونو، فقررت أن أبدأ بالستاند أب كوميدي، وقدمت محتوى ظريفاً وعفوياً، يتضمن غناءً ورقصاً لا يتطلب مني تحضيراً ولا تسويقاً، ونال العمل إعجاب المشاهدين لمدة سنتين، وكانت خطوات صغيرة تمهيداً لمشروع المسرحية. كنت أنتظر الفرصة المناسبة، وحين شعرت أن لدي جمهوراً يتابعني، وصرت جاهزاً للوقوف لمدة ساعة ونصف الساعة على المسرح، ولأتفاعل مع الجمهور وأتولى التمثيل والإخراج والكتابة، قدمت المسرحية، وقد إستعنت بمقاطع من الستاند أب كوميدي.
لماذا إتخذت قرار تحضّير مسرحية متكاملة من الألف إلى الياء بمفردك؟
الهدف هو الذي دفعني لتحقيق حلمي، لاسيما أن مضمون المسرحية يعنيني شخصياً، وقررت المضي في هدفي حتى النهاية. عرضت فكرة المسرحية على عدة أشخاص لكنها رُفضت، وعرضتها على مخرجين ومنتجين لكنهم لم يوافقوا، وكان القرار أن أنفّذ المسرحية، وإلا لن تبصر النور أبداً، وبدأت بجمع المال لأتمكن من تنفيذ الفكرة.
إستبعدت وجود مخرج لمسرحيتك، لماذا؟
أتعبني الأمر، ووصلت الأمور إلى حد أن أعلّق بوسترات المسرحية بنفسي، لأنني لا أستطيع أن أطلب من الغير تولي هذه المهمة، وبالنسبة إلى وجود مخرج للمسرحية، فقد إستبعدت الأمر لأني تخوفت من صعوبة تعاطي المخرج مع العمل، لاسيما أنه يروي قصتي الحقيقية، فتعاونت مع أصدقائي لإنجاز المسرحية، بما يخص الإضاءة والتفاصيل التقنية، لكني متأكد من أن العمل المقبل سوف يكون بالتعاون مع مخرج.
وجهت عدة رسائل في المسرحية، هل كان الهدف منها شخصياً أم للمشاهدين عموماً؟
كلاهما، لأن هدفي كان أن أنقل قصتي التي أبكتني في مراحل من حياتي، وصرت اليوم أتكلم عنها بطريقة سلسة و"مهضومة". هذا الأمر أراحني، ودفع الأهالي الذين شاهدوا المسرحية، إلى إدراك حقيقة مشاعر أولادهم، كما أردت توجيه رسائل إلى الشبان والشابات، مفادها أنهم ليسوا وحدهم، فأنا عانيت أيضاً، ونقلت وجعي إلى الناس، كي يتنبهوا إلى أهمية تربية أولادهم والإهتمام بهم.
نجاح مسرحية Testosterone يحمّلك مسؤولية كبيرة، والمشاهدون ينتظرون منك العمل القادم، هل أنت مستعد للخطوة التالية؟
نعم أنا جاهز، بالرغم من عروض المسرحية التي ستستمر تباعاً، بدأت التفكير بعمل جديد لا يخيّب آمال الناس والصحافة، وعندما تكتمل قناعتي بعمل ما، لا شيء سوف يمنعني عن تنفيذه.
هل أنت ماضٍ في طريق التمثيل والإخراج؟
العمل المسرحي لا يؤمن الوفر المادي، وأنا فكرت سابقاً بالموضوع، لذا درست السينما لتكون لدي فرص عمل أخرى، منها العمل في مجال التصوير في مسرح مونو، لأكون قادراً على إطلاق أعمال خاصة حينما أريد.
هل إحتفظت لنفسك بجزء من حياتك لم تتطرق إليه في المسرحية؟
إحتفظت لنفسي بالكثير من الظروف المؤلمة في حياتي، والتي لا أستطيع كشفها.