زلفا شلحت، ممثلة لبنانية كندية، درست التمثيل والإخراج في الجامعة اليسوعية، وهي فخورة بأساتذتها جلال خوري وميشال جبر وآلان بليسون. شاركت زلفا بأعمال عديدة، منها مسلسل "من أحلى بيوت رأس بيروت" للكاتب مروان نجار ، ومسلسل "نساء في العاصفة" للكاتب شكري أنيس فاخوري، وعملت في أعمال فنية ترفيهية للصغار، بعد أن كانت بدأت تغني بعمر الـ12 عاماً، وغنت أغنيات الفنانة الفرنسية شانتال غويا، كما تعاونت بعدها مع الفنان يوري مرقدي.
غادرت زلفا شلحت لبنان عام 2001 إلى كندا، وناضلت هناك من أجل تبديل النظرة الخاطئة إلى الممثلين والممثلات اللبنانيين، وبقيت في كندا لحوالى الـ 20 عاماً، قبل أن تعود إلى لبنان، وتشارك بالتمثيل في مسرحية "أنا أو" مع الممثلين باتريك شمالي وسولانج تراك، كما تولت إخراج مسرحية "تنين تنين" من بطولة الممثلين باتريك شمالي وكريستين شويري، وتابعناها مؤخراً في مسلسل "درجة درجة".
عانت زلفا شحلت من مرض الصرع، لكنها تغلبت عليه، وشفيت منه، وهي تعتبر المسرح سلاحها، ومن خلاله هي قادرة على تحريك قضايا محقة.
تابعناكِ مؤخراً في "درجة درجة"، كيف تصفين عملكِ في هذا المسلسل؟
جسدت دور روزيت، وهي إمرأة لطيفة جداً، لكنها متشائمة، وتستعين بالمبخرة، وتريد أن تفرض رأيها على الجميع، فهي تعيش في عالمها الخاص. هذا الدور إستمتعت بتجسيده، لاسيما أنني شاركت فيه مع مجموعة كبيرة من الممثلين، وكان فريق العمل رائعاً، وتم في المسلسل تسليط الضوء على المشاكل اليومية بطريقة كوميدية. كان لافتاً تجاوب الجمهور مع العمل، لأنه ترفيهي، فالناس بحاجة إلى الضحك. مسلسل "درجة درجة" من تأليف وقصة وسيناريو وحوار مايا سعيد، إخراج مارك سلامة، وشارك في التمثيل فيه أيمن قيسوني، نسرين زريق، جوزيف بو نصار، طارق تميم، إيلي متري، ماريا خيسي، أندريه ناكوزي، أمندا لير شلهوب، جلال الشعار وزاف.
لماذا غادرتِ لبنان عام 2001؟
غادرت بسبب مرضي، لأنني كنت أعاني من مرض الصرع، ولم أرغب أن أكون عبئاً على والدي، مع العلم أنه لم يتذمر يوماً، وكنت فتاة مدللة. عانيت في كندا من الرفض، وهذا ما تطلب مني أن أثبت نفسي من جديد، بعد مسيرة فنية في لبنان، مع جلال خوري ومروان نجار وآلان بليسون، فتسجلت في نقابة الممثلين في كندا. وبدأت العمل هناك من خلال اللغة العربية، بالتعاون مع القائمين على الأعمال الفنية، سواء للترجمة أو الموسيقى، وحاولت تبديل الصورة الكندية المشوهة عن الممثلين والممثلات اللبنانيين، وكانت تستفزني الإستعانة باللبنانيين للأدوار الهامشية، فحاولت تبديل هذه النظرة. شاركت في عدة أدوار للمرأة المحجبة، مع العلم أن ملامحي ليست شرقية. في مونريال، طورت مهاراتي، فمثلت وعلّمت، وعملت في عدة مهن، كي أكسب رزقي. في كندا حققت ثلاثة أهداف، هي خسارة وزن زائد، وشفاء من مرض الصرع، ونجاحي المهني، وعدت إلى لبنان لأنني رفضت أن أتلقى اللقاح الإلزامي لفيروس كورونا.
كيف إنطلقت فكرة مدرسة الأطفال ذوي الإحتياجات الخاصة التي تعلّمين فيها؟
كانت إبنة صديقتي كلودين عرموني تعاني من صعوبة في التعلّم، فأسست كلودين مدرسة أطلقت عليها إسم La Rosette، وطلبت مني أن أعلّم المسرح للأطفال، فبدأت معها، وكانت تجربة رائعة.
ما رأيك بالأعمال الفنية في لبنان؟
المسرح يحتل الصدارة هذه الفترة، ومسرح مونو بالتحديد يساهم بوعي الضمير بفضل مديرته جوزيان بولس. أما بالنسبة للمسلسلات المعرّبة، فهي Business، وهذا لم يعد يستحق أن ندعوه فناً.
من هو الممثل الذي لفتك أداءه مؤخراً؟
طارق تميم أبدع في مسلسل "النار بالنار"، وشارك أيضاً في مسلسل "درجة درجة"، وهو ممثل يملك طاقات كبيرة.
ما رأيك بالممثلات اللبنانيات؟
لا أتابع المسلسلات اللبنانية، وما أجده غير مقبول هو المبالغة في عمليات التجميل، وعدم الأخذ بعين الإعتبار ما ترمز إليه التجاعيد في الوجه من خبرة وتجارب، كما أنهن فقدن القدرة على الضحك بشكل طبيعي. التعابير في الوجه تشكل أدوات أساسية للتمثيل.
ما هو العمل الذي تتمنى زلفا شلحت القيام به؟
أرغب بتحضير عمل مسرحي تكريماً لأستاذي آلان بليسون، الذي يمضي شيخوخته في بيت للراحة، بعد أن إستبعدته عائلته، لعله يكون رسالة معبّرة.
ماذا عن أعمالك الجديدة؟
أشارك في فيلم صم Sourd للمخرج روي عريضة، والذي شارك في عدة مهرجانات في الخارج، ويعرض حالياً في لبنان ضمن Beirut International Women’s film festival، وقد فاز بجائزة أفضل فيلم قصير، وأجسد فيه دور جثـة أم توفيت، وكان من أصعب الأدوار التي جسدتها، لأنه يتطلب مجهوداً جسدياً كبيراً، والأصعب كان خلال أحد المشاهد، حين يُغلق النعش عليّ. كما أنني أحضر مسرحية باللغة الفرنسية، من إنتاج مسرح مونو، وتحمل عنوان Ramdam Dans Le Gymnase، وهي مقتبسة من كتاب لـ كارولين طربيه عنوانه Dessine moi un proverbe، الذي يستند إلى الأمثال اللبنانية، والمسرحية تقارب موضوعاً حساساً جداً، وهو التنمر. واجهت تحديات لإيجاد ممثلين يتقنون اللغة الفرنسية، لكنني وجدت مواهب رائعة، وبدأنا التحضيرات، وسوف تعرض المسرحية في شهر أيلول المقبل.
هل هناك حلم ترغبين بتحقيقه؟
أنا في صدد تأسيس محترف للرقص التعبيري، من أجل تنشيط الذاكرة، والتركيز على التنفس، والحركات التي تنسق بين الجسد والروح، وكما تقول الأغنية الفرنسية: "الحياة ممتعة أكثر مع الغناء".