من المعروف أن "تاج محل" هو أحد أكثر المعالم الأثرية شهرة في العالم، إلا أن ما لا يعرفه العالم أن "تاج محل" هو نتيجة لقصة حب خالدة، وواحدة من أشهر القصص الرومانسية في الهند، إذ ترجع أصولها إلى القرن السابع عشر، عندما تزوج الإمبراطور الهندي "شاه جهان" المسلم من الملكة "ممتاز محل".
بدأت حكاية "تاج محل" عندما رأى الإمبراطور المسلم "شاه جهان"، أميرة جميلة في العشرين من عمرها. كانت هذه الأميرة ابنة أحد النّبلاء الفارسيّين، واسمها "أرجمان بانو".
وقع "شاه جهان" في حب "أرجمان بانو" من أول نظرة، فتزوجها. ونالت الأخيرة مكانة خاصّة لدى زوجها "شاه جهان"، فأطلق عليها لقب "ممتاز محلّ" الّذي يعني جوهرة القصر.
عاش "شاه جهان" مع زوجته المخلصة والمعطاءة "ممتاز محل"، حياة رائعة وسعيدة ملؤها الثّقة والمودّة والحبّ.
لم تكن "ممتاز محل" حبيبة وصديقة الإمبراطور، بل كانت مستشارته في شؤون الحكم والسياسة، حتى أنه منحها ختمه الإمبراطوري الذي كانت تصدّق به على المراسيم المتعلقة بشؤون الإمبراطورية الداخلية والخارجية.
كان "شاه جهان" لا يطيق الابتعاد عنها، وكان يصطحبها معه في جميع رحلاته وغزواته وحملاته العسكرية، بالرغم من حملها المتكرر. وخلال 19 عاماً من زواج الثنائي، أنجبت ممتاز محل 14 ولداً، مات سبعة منهم عند الولادة أو في سن مبكرة جداً.
أصاب الإمبراطورة نزيف حاد وهي تنجب مولودهما الرّابع عشر، فتوفيت عام 1931.
قيل أن الإمبراطور حزن حزنا شديدا لوفاتها، واعتزل الناس عاما كاملا، وعندما ظهر عام 1632، كان قد شيب شعره، وأنحل الأسى جسمه.
استطاعت ابنته الكبرى جهانار بيجوم أن تخرجه تدريجياً من هذا الحزن، فاستعاد عافيته وقرر بناء واحد من أعظم الصروح التاريخية في العالم الإسلامي "تاج محل".
وخلد شاه جهان ذكر حبيبته على مرّ العصور، وبنى لها أفخم ضريح في العالم، ليضمّ رفات جوهرته ممتاز، وليصبح رمزا للحب والجمال.