في شمال مقاطعة ديفون البريطانية، وعلى منحدر خلاب يطلّ على قناة بريستول، تقع قرية Clovelly التي تُشبه في تفاصيلها لوحةً من العصور الوسطى. لا سيارات، لا ضجيج، ولا مظاهر حداثة صارخة. فقط الحصى تحت الأقدام، وبيوت بيضاء تقليدية ذات أسقف أردوازية، وأزقة ضيقة تنقلك عبر الزمن إلى قرون مضت.

القرية مملوكة لعائلة واحدة منذ القرن الثالث عشر، وهو ما ساعد على الحفاظ على طابعها المعماري والتراثي الفريد. وفيما تتحوّل المدن والقرى من حولها بفعل التحديث، بقيت كلوفيلي حية بهدوئها وجمالها الطبيعي والبشري.

ومن أبرز ما يميّز هذه القرية أن السيارات ممنوعة تماماً من دخولها. بدلاً من ذلك، تُستخدم الحمير لنقل البضائع من الميناء إلى أعلى القرية، مروراً بشوارعها المنحدرة المرصوفة بالحجارة. وتضفي هذه التفاصيل طابعًا رومانسيًا على المكان، يجذب آلاف السيّاح سنويًا من الباحثين عن تجربة فريدة خارج ضجيج العصر.

تضم Clovelly ميناءً صغيرًا لا يزال نشطًا، كما كانت عليه الحال في الأزمنة القديمة. وتحيط بها مناظر طبيعية خلابة تُشاهد بشكل بانورامي من المرتفعات، ما يجعل زيارتها فرصة مثالية للابتعاد عن صخب الحياة العصرية والانغماس في هدوء ريفي لا يُقدّر بثمن.

وصفها الزوّار بأنها "قرية معلّقة بين السماء والبحر"، واعتبرها كثيرون من أجمل القرى البريطانية وأكثرها حفاظًا على الطابع التاريخي الأصيل، إذ يشعر الزائر فيها وكأن الزمن قد توقف، ليحيا لحظات نادرة من البساطة والسلام.