تُعرض مسرحية "بليلة فيا ضو قمر" على مسرح مونو في الأشرفية، وهي من كتابة وتمثيل فؤاد يمين وسيرينا الشامي، كما يشارك بالتمثيل طوني داغر. تدور أحداث المسرحية حول شاب وفتاة، يلتقيان بالصدفة على سطح بناية، ويتعارفان، ويُعجبان ببعضهما البعض، لكنهما يخفيان أسراراً.
أحداث العرض تدور في مساحة صغيرة، حيث نرى خزان مياه، وصحناً هوائياً، وشاباً وصبية يتحاوران ويبوحان لبعضهما البعض عن مشاعرهما.
أتقن فؤاد يمين جذب الجمهور إلى حوارات سلسة، ونمط سريع، ومواقف طريفة توحي للمشاهد بأننا أمام قصة عاطفية بين شاب وصبية، لكنها في الحقيقة كوميديا سوداء، فيها فرح ورومانسية وحزن، ولا بد من التنويه بعنصر الإخراج في أعمالهما، خصوصاً من حيث الموسيقى والمؤثرات الصوتية.
كيف تصف النمط السريع لمسرحية "بليلة فيا ضو قمر"؟
يجب أن يتحلى المسرح بالفكر، ولكن يبقى الأهم أن يكون العمل ترفيهياً، لاسيما إذا كان وقت المسرحية 75 دقيقة، وكي لا يشعر الجمهور بالملل، يجب أن نجذب إنتباههم منذ البداية، من خلال القصة والنمط السريع والممتع، لأن معظم الناس لا يتحملون النمط البطيء. أصبحنا في عصر نشاهد فيه فيديو كل عشر ثوانٍ، والمتابع يرغب بالوصول إلى المعلومات بسرعة، وهذا الواقع ينطبق على اللغة المسرحية، حتى لو كان العمل ينتمي إلى الكوميديا السوداء، وفي هذه الحالة، ليس إلزامياً أن يكون النمط سريعاً، بل يجب أن يكون العمل مشدوداً، والإيقاع صحيحاً.
ما هي العوامل التي تساهم في كتابة عمل مسرحي مع زوجتك سيرينا؟
من الضروري أن يكون الإثنان يعرفان بعضهما البعض جيداً، وكل منهما مطلع على أفكار الآخر، ويجب أن يتحليّا بالتواضع ليستمعا لبعضهما البعض. وفي حالتي مع سيرينا، أنا أكتب في البداية، ثم تقرأ هي ما كتبته، وبما أن سيرينا حساسة جداً وعميقة، إحساسها بالنص قادر على أن يكشف النقص الموجود فيه، فتضع لمساتها، حتى يصبح النص جاهزاً للعرض أمام الجمهور.
هل يجب أن تستمر الأعمال الفنية خلال الأزمات؟
طبعاً أكيد، بل من مسؤولياتنا أن تستمر، وفي حال لا توجد أعمال فنية، يجب العمل على تحضيرها وإطلاقها. هناك مقولة أحبها كثيراً هي: "ماذا ستفعلون في الأيام الصعبة؟ والجواب أن نغني عن الأيام الصعبة". لا نستطيع أن نوقف الأعمال الفنية، لأن مطلق محتل يريد إنتزاع حرية الآخر، هدفه أن يتوقف الناس عن ممارسة حياتهم الطبيعية، ويبقى أقوى سلاح لإظهار شجاعتهم، وعدم الشعور بالخوف، هو أن يواصلوا العمل، كل في مجاله، والدليل الفيديوهات التي نراها على مواقع التواصل، والتي تثبت تمسك الناس بالحياة، ورفض الإحتلال، وهم يغنون ويرقصون بفرح. وعندما يتوقف كل إنسان عن العمل في مجاله، يكون هذا إنتصاراً للعدو، لذا على الإنسان أن يكمل المسيرة بسلاحه.
هل أنت متفائل بمستقبل المسرح في لبنان؟
بالطبع أنا متفائل، ولا خوف على المسرح لأنه من أقدم الفنون، ومع كل الأحداث التي حصلت على الكوكب، ما زالت لغة المسرح موجودة، وهنا السؤال يطرح نفسه ما السبب؟ برأيي أن الإنسان بحاجة إلى أن يكون في مكان حيث يطفأ النور، ويقال له: "في الخارج عليك أن تعمل وتكون جدياً، بينما على المسرح يمكنك أن تبكي، أن تضحك، أن تفرح، أن تغضب، أن تكره، وتعبّر عن كل الأحاسيس في داخلك، وهذا أمر ضروري، لأن الإنسان بحاجة للتواصل مع ذاته، وأحاسيسه.
ماذا عن مسلسل "ترتيب خاص" الذي هو أول عمل عربي سيعرض على منصة عالمية؟
"ترتيب خاص" هو مسلسل من كتابتي، بالتعاون مع رامي عواض، إخراج ميار النوري الذي شارك أيضاً في الكتابة، ومن إنتاج "فالكون فيلمز"، وهو مدعاة فخر لي، وهو عمل مختلف، وليس مثل الأعمال التي نشهدها، والتي تتناول مواضيع الحب والغرام، بل هو دخول إلى الدراما من باب ومنحى آخرين.
ما رأيك بمسار السينما؟
سأشرح وجهة نظري وقد أكون مخطئاً، يقصد الناس المسرح لأنهم يشاهدون شخصيات حقيقية من لحم ودم ونفس، وهناك تواصل بين الممثل والمشاهد، بينما السينما تقدم للجمهور هذه المقومات من خلال شاشة، والسينما كانت تتميز سابقاً بشاشتها الكبيرة والصوت. سأعطيكِ مثلاً عن بيتي، حيث يوجد تلفزيون كبير مجهز بنظام جيد للصوت، وأتمكن من أن أحصل على ما كنت أحصل عليه في السينما، والفارق هو أنني مرتاح في بيتي. ما يحصل اليوم على المنصات ينافس السينما، وهذا بالطبع لا يعني أنها ستختفي، لكنها بحاجة إلى إعادة نظر لإيجاد وسيلة لإستعادة جمهورها، بهدف تجديد نفسها، وأنا متأكد من حصول هذا الأمر.