معين شريف حكاية لها أريجها الخاص في عالم الفن عموماً بعد أن بارز بصوته الخصوم و الظروف و المشاكل و المطبات و بقي رمزاً معاصراً للغناء النقي غير الملوث بموضة او موجة او بصمة سطحية فارغة المضمون، فهذا الشاب حفر أسمه فوق الصخر بتعبه و مجهوده و معاناته ولم يخلع ثوبه الابيض رغم ان الساحة الفنية اللبنانية و العربية غرقت بالتجارب التي فرضت على الناس و تلاعبت بجزء من ذوقهم الفني.
معين ( الساكن ) في صومعة الفنان اللبناني الراحل وديع الصافي و المتجدد بصيغة الماضي الجميل و الحاضر الاجمل، طرق باب الاغنية المصرية من خلال أغنية ( جيبي مخروم ) التي كتبها الشاعر إيهاب عبد العظيم ولحنها عمرو الشاذلي، فكانت التجربة جديدة و عميقة في نفس الوقت و تحاكي واقعاً تعاني منه البشرية بعد أن باتت المصالح أهم من الصداقات و المحبة و حتى الاخوة في بعض الاحيان، و هنا غاص الصوت القوي في أنسيابية الاغنية المصرية بنمطها و شفافيتها و عفويتها و أكتملت عناصر العمل مع فيديو كليب حمل بصمة المخرج اللبناني زياد خوري وبدى معين متناغماً مع الصوت و الصورة والاحساس و معنى الاغنية التي حققت نسبة متابعة عالية خلال أيام قليلة ونافس شريف بأسلوبه المعهود بذكاء و حنكة و خبرة سكنت وجوده من سنوات طويلة.
معين الاخ و الصديق و حتى صديق والدي رحمه الله و الذي نعتبره فرداً من أسرتنا كتب بمحبته ووفائه هذه السطور و حقق هدفاً فنياً أستحق من خلاله حفاوة الناس، فالرجل لا يتلون و لا يصطدم بمزاجية النجومية ولا تسطير على حواسه الشهرة و نيته تسبقه و على نقائها يرزق و ربما كثر لا يعرفون عن قرب شفافية شريف وبعده عن اكسسوارات الاضواء و تمسكه بصالته و تربية والديه رحمهما الله .
معين شريف مازال يحصد ما زرع و يبدو ان محصول الطرب و الفن الجميل تحتضنه أرض سخية .