فقد لبنان يوم البارحة الشيف رمزي شويري، رئيس ومدير عام مؤسسة الكفاءات، وهو الشيف الذي كان يتمتع بروح التجدد والمبادرة، وكان رائداً في برامج الطبخ. الشيف رمزي الذي رحل عن عمر 52 عاماً، هو من مواليد بلدة الحدث قضاء بعبدا عام 1971، حقق الكثير في حياته التي عاشها على الأرض، لأنه شيف العلم والمعرفة.
بداياته ومسيرته المهنية
اشتهر الشيف رمزي ببرنامج الطبخ الذي كان يقدمه عبر شاشة تلفزيون المستقبل، والذي بدأ فيه عام 1994، فقد تولى تقديم فقرة خاصة، حضر خلالها أطباقاً لبنانية، في برنامج "عالم الصباح"، بالإضافة إلى أطباق عالمية أخرى، وبعدها أصبح يتلقى اتصالات مباشرة على الهواء من المشاهدين، خلال تحضيره الطعام، ليسألوه عن كيفية تحضير الكثير من الأطباق، وكان رائداً في هذا النوع من البرامج، الذي يسمح للمواطنين بالتفاعل مع الشيف، وطلب الوصفات مباشرة عبر الشاشة. عرف الشيف رمزي بابتسامته الدائمة، وأطباقه المنوعة، لكن ثقافة الشيف لا تقتصر على الوصفات الغذائية فقط، فالشيف رمزي درس الإقتصاد والحقوق في جامعة ليون، ومارس العمل الفندقي لمدة أربع سنوات في فرنسا.
الشيف رمزي هو ابن مؤسس الكفاءات نديم حبيب شويري، الذي اشتهر في خدمة الإنسان من خلال مؤسسته، والذي رحل في شهر حزيران/يونيو عام 2017، وصادفت ذكرى رحيله منذ أيام، واستذكره الشيف رمزي بهذه الذكرى الحزينة، عبر صفحته الخاصة، وكان رحيل الإبن في نفس الشهر الذي رحل فيه الوالد.
درس الشيف رمزي، في مدرسة سيدة الجمهور، ودرس فنون الطبخ في كلية بورنماوث في إنجلترا، تدرب على يد الشيف الفرنسي جان ماسون، كما درس فنون الخبز والحلويات على يد الشيف برنار موان، حصل على عضوية الشرف في النقابة الفرنسية الخاصة بفنون صنع الحلويات والخبز.
إستمر الشيف رمزي بتقديم برنامج الطبخ على شاشة المستقبل لمدة فاقت الـ15 عاماً، ليغادر بعدها عام 2011، وينتقل إلى شاشة المؤسسة اللبنانية للإرسال LBCI، التي أطل خلالها في فقرة الطهي الأسبوعية، ضمن برنامج "حلوة ومرة".
دخل إسم الشيف رمزي الأسواق اللبنانية بقوة، من خلال تحضير الأطباق التقليدية اللبنانية، وبيعها مجلدة في جميع المحلات والسوبرماركت، والكاريزما الخاصة به مكنته من ترك بصمة في عقول وقلوب المشاهدين.
عام 1995 وبموازاة عمله في التلفزيون، تولى الشيف رمزي إدارة مدرسة الكفاءات الفندقية، التي أسسها والده. عقد اتفاقية توأمة عام 1998 مع مدرسة فندقية في جنوب فرنسا، تم بموجبها القيام بتطوير البرنامج الفندقي، مع تدريب أساتذة لبنانيين في فرنسا.
الشيف رمزي متعدد المواهب، بالإضافة لاتقانه فن الطبخ والوصفات المحلية والعالمية، وتقديمه آلاف حلقات الطبخ، أتقن أيضاً إدارة المؤسسات، وألف كتباً، من بينها كتاب أطلقه عام 1998، باع أكثر من 650 ألف نسخة، ثم أطلق كتابه الثاني بعنوان "الشيف رمزي من تراث لبنان"، الذي تضمن وصفات لأطباق تراثية لبنانية، وقد ترجم هذا الكتاب عام 2003 إلى 5 لغات، وحصل على جائزة أفضل كتاب طبخ تراثي في العالم.
حاز الشيف رمزي ميدالية الإستحقاق الوطني، ودخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية أربع مرات، منها عام 2010 بسبب تقديمه أكبر طبق حمص وأكبر طبق تبولة في العالم، وشارك معه حينها ما يزيد عن 250 طباخاً متدرباً و30 شيفاً محترفاً. كان الشيف رمزي سفيراً للخطوط الجوية القطرية لمدة ثلاث سنوات، من عام 2012 حتى عام 2015.
حياته الشخصية
تزوج الشيف رمزي من الدكتورة تانيا جاموس، ولديهما ثلاثة أولاد هم نديم، ياسمينا وماريا.
وفاته
توفي الشيف رمزي يوم الأحد في 18 حزيران/يونيو 2023، إثر تعرضه لأزمة قلبية حادة، فجاء رحيله صادماً للملايين الذين أحبوه في لبنان ومختلف الدول العربية، وحتى العالمية، ونعاه العديد من المشاهير، معربين عن حزنهم الكبير لرحيله.