برعت في تجسيد أدوار مختلفة، من بينها الشخصيات التي تعاني في صحتها العقلية، والشخصيات الشريرة.
إنها الممثلة اللبنانية ناتاشا شوفاني، التي فرضت نفسها في الدراما اللبنانية، وأحب أداءها المشاهدون، قبل أن تنطلق لتثبت نفسها عربياً، وتشارك في عدة أعمال في سوريا ومصر والسعودية.
نتابعها حالياً بشهر رمضان في المسلسل التاريخي "سفر برلك"، وفي الموسم الثاني من مسلسل "دكة العبيد"، وهي تنتقل من بأدوارها من المرأة الضحية إلى المرأة الشجاعة، التي تعرف أن تتخذ القرارات، وتقاوم في سبيل قناعاتها.
موقع "الفن" التقى الممثلة ناتاشا شوفاني، وكان لنا معها هذا الحوار.
أخبرينا عن كواليس تصوير مسلسل "سفر برلك".
إنتاج المسلسل كبير، وشعرنا جميعًا بأنه مشروع مميز للغاية، صُنع باحتراف عالٍ، والتصوير كان رائعًا. كان شرفًا لي أن أعمل إلى جانب ممثلين وطاقم عمل متفانين في عملهم، والجميع كانوا حينها حزينين للغاية بسبب رحيل المخرج حاتم علي، رحمه اللّه، إلّا أنهم كانوا مصممين على تقديم أفضل عمل ممكن، لإكمال المشروع الذي بدأ فيه المخرج حاتم علي. لم يكن من السهل تصوير هذا المشروع خلال انتشار فيروس كورونا، ولكن، وعلى الرغم من كل العراقيل، لم يؤثّر ذلك على جودة العمل على الإطلاق.
هل وجدتِ صعوبة في التعبير باللغة الإنجليزية خلال دورك في مسلسل "دكة العبيد"؟ وماذا ينتظرنا في هذا الموسم من العمل؟
إن التكلم باللغة الإنجليزية أمر طبيعي بالنسبة لي، وهذه ليست المرة الأولى التي أمثل فيها باللغة الإنجليزية، لأنه على الخط القوقازي ضمن المسلسل الذي يجمع خمس قصص مختلفة في بلدان مختلفة، جاء عدد كبير من الممثلين من بلاد عديدة، لذلك كان علينا أن نوحّد اللهجة باللغة الإنجليزية، وهذا كان التحدي الذي واجهناه، وأكثر ما عملنا عليه في هذا المشروع الضخم.
يتضمن الموسم الجديد من المسلسل الكثير من المفاجآت. لقد قضيت وقتًا ممتعًا في التصوير، سأفتقد هذا الفريق حقًا، وكلّ من مثّل في هذا المشروع، ليس لأننا بنينا في ما بيننا علاقة رائعة وحسب، بل أيضًا لأننا مثّلنا مشاهد جديدة وممتعة.
هل يمكن أن نعتبر أن دوريكِ في "سفر برلك" و"دكة العبيد" نقلة نوعية في مسيرتكِ التمثيلية؟
نعم، أعتقد ذلك. أقدّر شخصية "توجان" وشخصية "هنا"، وأنا معجبة بهما. شخصية "توجان" في "دكة العبيد" هادئة ولكنها حكيمة، تتخطى الخطر الذي يمثله تاجر العبيد، وتنجو بحياتها، وتتكيّف مع الواقع، تصبح أقوى، ولا تستسلم أبداً. تحب أخواتها، وتحارب من أجل حمايتهنَ. إنها شجاعة، ولكنها عاطفية في نفس الوقت. أما شخصية "هنا" في "سفر برلك"، فهي ذكية، ولكنها ليست مدللة، تلاحظ كل ما يدور حولها، ولا تتحمّل الظلم، وتختار طريق الصواب، حتى لو كان الطريق الأصعب لها. فرحت كثيرًا بتجسيد هذين الدورين، وهذا يعني لي الكثير كممثلة، فهاتان الشخصيتان تتخذان القرارات، وتتحولان في المواقف الصعبة إلى مقاتلتين، وليس إلى ضحيتين.
وقفتِ أمام الممثل جو طراد في مسلسل "ما فيي"، وأمام الممثل باسم مغنية في مسلسل "سر"، من هو الممثل الذي تودين أن تقفي أمامه في ثنائية، ولم يتم ذلك بعد؟
كان من الرائع العمل مع الممثلين باسم مغنية وجو طراد، أنا معجبة بعملهما، وبتفانيهما في مهنتهما. هناك العديد من الممثلين الرائعين الذين قدّموا أداءً رائعًا، ولكن لا يمكنني التفكير بإسم معيّن الآن.
لماذا أنتِ غائبة عن الأدوار الكوميدية؟
أحب الكوميديا، وجسدت سابقًا أدوارًا كوميدية على المسرح والتلفزيون، ولكني لا أتلقّى عروضًا لأدوار كوميدية كما أحبها أن تكون. أفتقد العمل في الكوميديا، والجو الذي تخلقه في التصوير. لدينا بعض اللحظات المرحة في الموسم الثاني من "دكة العبيد"، وأتمنى أن يشاهدها الناس.
ما هي المسلسلات التي اخترتِ أن تتابعيها في شهر رمضان؟
بغض النظر عن المسلسلات التي مثّلت فيها، أتابع أكبر عدد ممكن من المسلسلات، فهي تبدو مثيرة للاهتمام حقًا، والمنافسة عالية. من الرائع أن نرى في هذه الصناعة استثمارًا كبيرًا في رواية القصص الجيدة.
ناضلتِ في سبيل النساء اللواتي تعرضنَ للعنف الجسدي أو الاغتصاب، ما رأيكِ بإلغاء لبنان القانون الذي كان يتيح للمغتصب الإفلات من العقاب في حال تزوج من ضحيته؟
تم إلغاء هذا القانون عام ٢٠١٧، هذه خطوة مهمة، ولكنها متأخرة لإلغاء هذا القانون، ولم يتم إلغاؤه بالكامل، لأنه لا يزال يؤثّر على المادة 505 والمادة 518 اللتين تتضمّنان إغواء القاصر التي تبلغ من العمر 15 عامًا، أو من خلال وعد بالزواج، لا يزال الطريق طويلًا في هذه القضية. أعتقد أنّه بإمكان النساء العاملات في المجال السياسي، فعل الكثير من أجل قضايا المرأة. في عام 2011، لم تصوّت أي من البرلمانيات لإلغاء المادة رقم 562، التي تحمي مرتكبي جرائم الشرف. في الواقع، البرلمانيون الذكور هم من ألغوا هذا القانون. لذلك، أعتقد أنّه لدينا نوع مختلف من المشاكل عند طرح هذه القوانين.
بالإضافة إلى ذلك، بسبب الثورة، وتفشّي فيروس كورونا، وانفجار مرفأ بيروت والانهيار الاقتصادي، أصبح النضال من أجل إلغاء قانون دفاعًا عن حقوق المرأة، أمرًا بعيد المنال. هناك فئة كاملة من الناس في لبنان، غير قادرين على إطعام عائلاتهم. نحن الآن في وضع أسوأ بشكل عام، وتغيّرت الأولويات.