تشارك الممثلة روجينا في شهر رمضان الحالي من خلال مسلسل "ستهم"، والذي يمثل تحدياً كبيراً لها، تراهن به على نفسها وموهبتها في تقديم قضايا المرأة بأعمالها وتسليط الضوء على معاناتها وكيفية الحصول على حقها بقوة، وفي حوار خاص لموقع "الفن"، كشفت روجينا كواليس التحضير للعمل وذهابها إلى الصعيد، وموضوعاته والتخلي عن رمز الأنوثة من أجل الدور، وعن تعاونها لأول مرة دراميًا مع الشيخ ياسين التهامي، وعن تكرار وقوفها أمام كاميرا المخرج رؤوف عبد العزيز للعام الثاني على التوالي، وتفاصيل أخرى في الحوار التالي:
تحدِ جديد تخوضينه في شهر رمضان الحالي من خلال "ستهم".. حدثينا عنه؟
بالفعل، فأنا أحب التحديات والغوص في تفاصيل كل شخصية صعبة، والأهم أن تكون تناقش قضية هامة وصعبة، وفي مسلسل "ستهم" أردت تسليط الضوء على معاناة العديد من نماذج السيدات في ربوع مصر المختلفة وبشكل خاص الصعيد، ومن يتحملن المسؤولية كاملة كأنهن الرجال والنساء معًا، لا سيما أن المسلسل يناقش قضية المرأة، ودائمًا أنحاز لهن.
وماذا عن تحضيراتك؟
منذ العام الماضي وأنا أركّز على تحضيرات الشخصية من مختلف الجوانب من حيث الشكل والملابس واللهجة الصعيدية، وخاصة أن مؤلف العمل ناصر عبد الرحمن واحد من أهم الكتاب وأصوله صعيدية، فلقد ساعدني كثيرًا على الاندماج في تفاصيلها، وذهبت إلى الصعيد وتقابلت مع بعض النماذج من أجل معايشة حقيقية وواقعية لأدق التفاصيل، وساعدني أيضاً على اتقان اللهجة الصعيدية مصحح اللهجة حسن القناوي.
هل تسلطين الضوء على المرأة الصعيدية فقط؟
لا، رسائل العمل أشمل وأعم من ذلك، فالمسلسل يناقش قضايا المرأة العاملة وربة المنزل من مختلف أطياف المجتمع وليس الصعيد فقط، وعن النماذج المكافحة في عملها وحياتها والتي ترفع شعار التضحية وجميعها نماذج حقيقية من الواقع.
ذكرتِ في بعض التصريحات بأن مسلسل "ستهم" تكريمًا للمرأة المصرية.. لماذا؟
لأنني أؤمن بأن المرأة المصرية هي الملهمة لنساء الوطن العربي، ومثال للتضحية والتفاني في عملها ومع أسرتها وفي مجتمعها، فهي التي تتحمل المسؤولية في غياب الأب والزوج، ومن خلال "ستهم" ستكشف الأحداث عن صراعاتها ومعاناتها وكيفية تحمل المسؤولية بعد مقتل زوجها في الأحداث، وكيفية التخلي عن رمز أنوثتها وهو "شعرها" ودفنه مع زوجها لتعلن معه القوة والإعتماد على نفسها لمواجهة مجتمعها.
هل تشعرين أنكِ تحققين حلمك بتناول قضايا المرأة في أعمالك الدرامية للعام الثاني على التوالي؟
بالفعل أنا منحازة للمرأة، ليس لأنني إمرأة فقط، وإنما لأنه لا بد أن تُحترم كل سيدة وفتاة في المجتمع، وبالمعنى الدارج "تتشال فوق الراس"، ودائمًا ما أنحاز للمرأة القوية التي تتحمل المسؤولية، ولقد قدمت النماذج لهذه المرأة بعدة أعمال سابقة ولكن ليست بهذه القوة التي هي هنا، فأنا لست مع تنازل أي إنسانة عن حقها، فلا يمكن لسيدة أن تتعذب وتترك حقها.
قدمتِ مؤخًرا عدة مشاهد صعبة "جسديًا" في أعمالك الفنية.. فهل سنرى ذلك في "ستهم"؟
يوجد الكثير من المشاهد الصعبة بالفعل، ولكن في حلقات متقدمة.
تعودنا عليك القيام بالمشاهد الصعبة من دون الإعتماد أو الإستعانة بدوبلير.. لماذا؟
أرى أن ذلك قدري، لأنني أحب عملي والقيام به على أكمل وجه، فمنذ العام الماضي وأنا أقوم بدراسة الشخصية والعمل عليها في كافة تفاصيلها، بالإضافة لدراسة باقي شخصيات المسلسل، ولأن ذلك سريع وصعب في الوقت نفسه لا أحب أن يؤدي شخص المشهد بدلًا مني مثل "مشاجرة، ضرب أو القفز من فوق سور"، فأنا أحب أن أعيش تفاصيل وأحاسيس الشخصية المختلفة من قلق وخوف وقوة وكيفية أدائها.
وما الأصعب في مسيرتك حتى الآن؟
مسلسل "ستهم".
لماذا؟
لأن الشخصية في داخلها عدة شخصيات أخرى، فهي شخصية مركبة لنماذج متعددة لسيدات كافحن وتحملن الصعاب وخاصة في بيئة ليست سهلة مثل الصعيد.
وكيف رأيت الاستعانة بمداح الرسول الشيخ ياسين التهامي؟
هو حالة فنية متفردة في مدح الرسول، وفي تواجده معنا في المسلسل فلقد أعطاه المدد الكبير، ولا أستطيع أن أصف سعادتي بوقوفي أمامه للتمثيل، فهو لا مثيل له، ولقد اختاره المخرج المبدع دائمًا رؤوف عبد العزيز.
للعام الثاني على التوالي تتعاونين مع المخرج رؤوف عبد العزيز.. حدثينا عن الكواليس وتكرار هذا التعاون؟
هو مخرج عبقري، وهناك كيمياء كبيرة وتناغم في ما بيننا، فهو يعلم كل قدرات وإمكانيات الممثل أمامه ولديه قدرة على الإبداع واستغلال جميع الأدوات، وليس من روجينا فقط، وإنما من كل أبطال العمل وأعد الجمهور بوجبة درامية من العيار الثقيل فنيًا واجتماعيًا.