ناتالي حموي، هي ممثلة لبنانية متألقة، دخلت إلى قلوب المحبين من خلال عدد من الأدوار المؤثرة لها واستطاعت أن تؤثر بالمشاهد، مشوارها كان حافلاً بعدد من الأعمال الناجحة، تتميز بعفويتها وخفة دمها وطاقتها الإيجابية التي يعشقها الجمهور.
شاركت ناتالي في عدد من الأعمال الدرامية نذكر منها "أسماء من الماضي"، "الزوجة الأولى"، "العودة"، "حكايتي"، "إنتي مين"، "لا قبلك ولا بعدك"، "جوليا"، محرومين".
كان لموقع الفن لقاء خاص وشيّق مع الممثلة اللبنانية ناتالي حموي، ولقد تحدثت عن أعمالها التمثيلية في مسيرتها وعن أعمالها المقبلة.
تألق ملحوظ في مسلسل "والتقينا" الذي يحصد إعجاب المشاهد، أخبرينا أكثر عن كواليس العمل..
هذا الدور من أجمل الأدوار التي أديتها لأنه كان دوراً حقيقياً، كنا نخرج عن النص أحياناً بطريقة نسرد من خلالها الأوجاع التي نعيشها نحن يومياً في بلدنا لبنان، ونسرد القصص الحقيقية التي تحصل، وليست أوهاماً، كما نعيش الوجع والعذاب الذي نعانيه بكل معنى الكلمة. الكواليس كانت رائعة والأجواء أروع والمخرج مكرم الريس كان مميزاً في تعاطيه معنا، وكنا نعمل معه بطريقة مميزة بهدف إيصال صورة حقيقية للمشاهد، لأن هذا الموضوع حساس جداً، كنا نتحدث عن بلد ووجع الشعب، لم يكن موضوعاً يدور حول قصة غرام.
ما هو أكثر دور ترك فيك أثراً لا يُنسى؟
خلال أحداث العمل أدّيت مشهداً مع الممثل جوزيف حويك، كنا نجسد الثورة التي أقامها الشعب وكيف تم التعامل مع الثوار، هذا المشهد تم تصويره للمرة الأولى، وعندما عدت للمنزل صدقاً لم أستطع النوم، شعرت أنني أريد أن أحكي أكثر وأعبر عن الوجع أكثر، لاحظت أن هناك الكثير من القصص التي لم أتحدث عنها في الدور، في اليوم التالي تحدثت مع المخرج مكرم الريس الذي وافق على أن نعيد تصوير المشهد من جديد ولقد رحب بالفكرة التي طرحتها، وخلال التصوير جرى الحديث بيننا كما تتحدث أنت وصديقك أو أحد أفراد عائلتك بكل شفافية لتعبر عن وجعك، هكذا كان المشهد، جسدناه بكل شفافية وصدق.
إذاً يمكن القول إن الوجع الذي يعيشه الشعب في لبنان من المستحيل أن يتم تلخيصه بدور أو عمل درامي؟
من المؤكد أن هذا الوجع لا يمكن تلخيصه بعمل درامي أو سينمائي لأننا نتحدث عن حياة نحن نعيشها، حتى أننا نعيشها أثناء تجسيد هذه القصة المؤلمة، إذ نحن نعيش الوجع أيضاً في العمل ولا نعتبر أننا نمثّل، قصة بلد، وجع شعب، حياة أشخاص لا تملك أبسط حقوقها، عن شهداء في البلاد، نحن لا نتمتع بأبسط حقوقنا في لبنان، لا ضمان شيخوخة، لا حياة، لا إستشفاء، الموجع أننا نفتقد لكل متطلبات الحياة، فهل تتخيل أن كل هذه الأوجاع تريد أن تجسدها بمسلسل؟ دائما نرى أن الكلام والأداء قليلان جداً مقارنة بالحقيقة وهذا ما أدى إلى خروجنا عن النص، "والتقينا" كان من أحب الأعمال على قلبي، أتمنى أن يصل إلى كل المسؤولين في الدولة.
ما هو العنوان الذي تختارينه لكواليس هذا العمل؟
"الحقيقة"، حقيقة الأوضاع التي نعيشها والأوجاع والآلام و"التعتير"، لا يمكن أن تتلخص بكلمة واحدة فقط، ونتمنى أن نعيش كما كانت حياتنا في الماضي، هذا حلمنا وهذا أملنا أن نعيش ببلد نتحلى فيه بكرامة ونحصل على حقوقنا، لم نطلب شيئاً، هذه حقوق المواطن فهو يريد العيش بسلام، أقل واجبات الحياة، من الكهرباء إلى الماء إلى الإستشفاء وكذلك ضمان الشيخوخة.
منحك المنتج والمخرج إيلي معلوف الثقة في البطولة، ماذا تقولين له اليوم؟
تعرفت على الأستاذ إيلي معلوف عندما شاركت كضيفة في مسلسل "رصيف الغرباء"، أحببت العمل معهم كثيراً، ومنحني في ما بعد "مسلسل أسماء من الماضي" الذي يعرض حالياً عبر شاشة الـ "LBC" من إخراج وإنتاج الأستاذ إيلي معلوف وكتابة غادة عبد الرزاق، والعمل الثالث الذي نصوره حالياً بعنوان "سر وقدر" للكاتبة فيفيان أنطونيوس ومن إخراج كارولين ميلان.
وأنا أشكره على الثقة التي منحني إياها، فلقد آمن بقدراتي التي أستطيع من خلالها إيصال رسالة، واعتبر أن هذه الممثلة قادرة أن تؤدي الدور الذي منحها إياه، أتمنى أن أكون عند حسن ظنه هو والمشاهد.
كم أثر فيك دورك في "أسماء من الماضي"؟
"الدكتورة نهلة" من الأدوار الرائعة إنسانياً، كانت هي الطبيبة المغرمة بشخص متزوج ولا تعلم ذلك، والصدمة كانت أن زوجته هي مريضة تتعالج عندها وقد قررت إكتشاف السبب الذي أوصلها إلى هنا، هذا الدور كان رائعاً جداً وفعلاً المشاهد سوف يحب كيف تصرفت.
أي من الأعمال كان الأحب على ناتالي؟
كل الأعمال التي شاركت بها عزيزة على قلبي وأحبها كثيراً، لكن يبقى في ذاكرتي عملاً أحبه جداً جداً من كل قلبي، عملنا فيه سنة ونصف السنة ولم نواجه أي مشكلة في ما بيننا، عشنا فيه كعائلة واحدة ومحبّة، كان من أجمل التجارب في حياتي والخبرات الرائعة، تعرفت من خلاله على عدد كبير من الممثلين ولا نزال حتى اليوم أصحاب أذكر منهم مازن معضم، جويل داغر، جويل الفرن وإيلي الشالوحي، وهو مسلسل "اخترب الحي" ومن إخراج جيسيكا طحطوح، كتابة كارين رزق الله، كان مسلسلاً رائعاً جداً جداً وله مكاناً خاصاً في قلبي خصوصا أن بداية تعارف الجمهور على ناتالي حموي كان من خلاله.
إذا رجع بك الزمن للوراء هل تتخلين عن أي من الأدوار التي أديتيها؟
نعم، دوري في مسلسل "حكايتي"، هذا المسلسل أحبه كثيراً لكن دوري في العمل لم أحبه لأنني أخذت النص غير مكتوب، لم أحب المساحة للدور، ولم أحب حتى كيف انتهت القصة لدوري، وللتوضيح أكثر لقد أحببت قصة المسلسل إلا أن قصة دوري لم أحبها، دوري لم يعطِ شيئا لهذا السبب إذا عاد بي الزمن للوراء لا أعيده أكيد.
أخبرينا قليلاً عن دورك في مسلسل "سر وقدر"..
في هذا العمل سوف أكون أنا الشخصية الشريرة و"محتالة كبيرة" على عكس دوري في "والتقينا" وفي "أسماء من الماضي"، سوف أستعد لأحصد كره الجمهور، وفعلاً إذا كرهني الجمهور أتأكد حينها أنني جسدت دوري بإمتياز.
أنت ممثلة مبدعة ناتالي ومن المؤكد أن الجمهور سوف يكرهك في أحداث العمل..
شكراً كثيراً لك حسين، أنا أعمل من قلبي في الدور وفي كل مرة أعتقد أنه من المتوجب على نفسي أن أعطي أكثر لهذا الدور، وفي كل مرة أنتقد نفسي كي أصل لما أريده، كما أنني أخاف كثيراً من آراء الناس لأنني أصل إلى كل بيت من خلال أدواري، فيجب عليّ الإتقان بكل ما أؤديه، أعمل من قلبي كي أشعر على الأقل أنني قدمت ما يجب أن أقدمه.
يجب على الجمهور اليوم أن يعلم كم تعبتِ للوصول إلى ما أنتِ عليه، من كان داعمك الأول؟
الأستاذ مروان حداد كان الداعم الكبير لي في مسيرتي، أريد أن أقول له شكراً على دعمي، عندما شاركت بدور صغير جداً وشاهده الأستاذ مروان حينها وأعجب بأدائي ومع الوقت بدأ يمنحني في كل مرة دوراً أكبر من الذي قبله، وقال لي "أنت ممثلة مبدعة إعملي على نفسك لتحصدي النجاح الذي ينتظرك"، وهذا ما قمت به أنا وصولا إلى ليوم، أريد أن أقول له شكراً من كل قلبي.
ناتالي أنت تتمتعين بصوت جميل لماذا لا تدخلين مجال الغناء؟
كنت أرتل في الكورال سابقاً، أحب كثيراً الترتيل، ولكن الغناء ليست هوايتي لا أحب أن أغني.
كل التوفيق لك ناتالي، كلمة أخيرة لقراء موقع الفن.
شكراً حسين لكلامك الجميل والمقابلة الشيّقة ولموقع الفن الذي أحبه كثيراً، وأحب المصداقية التي هي السبب الأول في تفوّقكم، وأنا أتابعكم دائماً وأثق بكافة أخباركم، أتمنى لكم كل التوفيق، سلامي الخاص للإعلامية القديرة هلا المر التي أحبها من كل قلبي.