يبدو أن تقدمنا بالزمن، يزيد من تقيّد حرياتنا أكثر فأكثر، فكيف لوجه فني معروف ومتحضّر، أن يجاهر بتقييمه للمرأة بحسب ملابسها، بكل ثقة ومن دون أن يخجل من سلبية أفكاره، ورد فعل الرأي العام.
حالة من الجدل الواسع أدى إليها تصريح للممثلة التركية بيرين سات، خلال مشاركتها في مؤتمر قمة المناخ البيئي، الذي عقد في أنقرة.
تطرقت بيرين سات في حديثها، إلى وضع المرأة والمساواة بين الجنسين، وإلى موضوع إنتشار العنف، وانعدام وجود قانون يردع تسلط الرجل، كما وصفت المجتمع التركي بالمجتمع الذكوري.
وفي نهاية حديثها، وصفت بيرين سات الحجاب بالـ"صمغ الذي يخفي عقل المرأة المضيء"، قالت إن الحجاب سيجعلها متأخرة في حياتها وعلمها ونجاحها، ما إستفز الجمهور، وأدى إلى هجوم واسع ضدها.
لم ترَ بيرين سات أن كلامها عنصري، فهي لم تتردد بقوله، ولم تفكر في إحترام معتقدات غيرها، وهذا بالذات الأمر المستفز في حديثها، كيف لنا أن نتكلم عن حرية تعبير، وما زلنا قادرين على تقييم الإنسان وقدراته العقلية بحسب مظهره الخارجي، أو إلتزامه الديني، أو ربط آفة "الذكورية"، والتعنيف الأسري بنوع اللباس الذي تختاره المرأة.
في الحقيقة ليست ملابس المرأة هي التي تجعلها متأخرة، بل وجود أشخاص قادرين على وضع عقبات أمام خياراتها هو المشكلة الحقيقية.