من هناك، من حيث كان الحدث، أطلت لتكون هي الحدث بحد ذاته، راسمة هيبة الأصالة وألق النجومية، على أضخم افتتاح لكأس العرب لكرة القدم في العاصمة القطرية الدوحة.
إنها السيدة فيروز، إنها صوت لبنان في زمن يضج بأصوات النشاز، التي تعطي صورة مغايرة للبنان، وللتاريخ والحضارة والثقافة والفن وحب الحياة.
أبت قطر إلا أن تكون للبنان حصته الكبيرة، لبنان الذي وبدلاً من أن يكون حاضراً بانجازاته، بات يحضر ضيفاً ثقيلاً بملفاته وأزماته المتلاحقة، إنما صورة فيروز وسط الملعب بتقنية الهولوغرام، وهي تصدح بأغنية "سنرجع يوماً"، بددت ضبابية المشهد السياسي القاتم، لتقول "أنا هنا"، أنا فيروز، وحيث أكون وزملائي وديع وصباح وزكي ناصيف، يكون الزمن الجميل، والوجه المشرق للبنان.
هذه اللحظة بالذات، هي للتاريخ، فيروز من قلب الدوحة، والعلم اللبناني والنشيد والوطني أعادا بريقاً لهذا البلد المشلع، وإيماناً بأننا سنرجع يوماً إلى الحياة، وسنعيد هذا البلد إلى ما كان عليه من مجد وحضارة.
هذا الحدث الذي يمهد لكأس العالم، والذي تحتضنه العاصمة القطرية الدوحة، شكّل محطة أساسية من التنظيم المتقن والإضاءة والاستعراض والإبهار، وللقائمين عليه كل التحية، خصوصاً أنهم خصصوا للبنان مساحة واسعة من الحضور أمام الملايين في العالم العربي.
ومما لا شك فيه، أن فيديو الهولوغرام الخاص بالسيدة فيروز، انتشر وبشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، وتناولته كل وسائل الإعلام على امتداد العالم، حيث انهالت التعليقات المشيدة بحضور سفيرتنا إلى النجوم، والذي يختصر صورة لبنان الحضارية، التي نرغب بإعادة تصديرها إلى كل العالم.