أطلق الفنان فادي أندراوس صرخة وجع مدينة بيروت، بالذكرى السنوية الأولى لإنفجار المرفأ، بعمل وطني ثالث بمسيرته الفنية.
ووجه فادي رسالة بالعمل من موقع الفاجعة قائلاً: "أنا بيروت، أنا ما بموت"، ما عرّضه لإنتقادات لاذعة من قبل رواد مواقع التواصل الإجتماعي، ووُجهت له عدة إتهامات، منها إستغلال الكارثة لمزيد من الأرباح والشهرة.
عقب الإنفجار، تعاون اللبنانيون مع بعضهم البعض لتخطي المحنة والصدمة التي لا يزالوا يمرون بها، إذ كلُّ منهم قدم أقصى ما عنده، كما في المجال الفني، قدم الراقص رقصة تعبر عن ألمه، ورسم الرسام المشهد الكارثي بحزن، وغنى الفنان لحناً يعبر عن غضبه. فالفن رسالة، وليست محصورة بأن تكون رسالة فرح، بل يمكن أن تكون رسالة غضب، رسالة وجع ورسالة حزن. وبما أنه ليس لدى اللبنانيين والفنانين القدرة على الأخذ بثأر أولادهم جراء ما حصل بالرشاشات، فإنهم يقاتلون بالفن.
وهذا ما فعله الفنان فادي أندراوس في "أنا بيروت"، فهو شارك الراحل ألفرد الأسعد في كتابة كلمات الأغنية، التي وزعها موسيقياً داني حلو، وأخرج الكليب طارق عائشة، ووقف فادي على مسرح بَنوه خصيصاً بالقرب من موقع الإنفجار بمرفأ بيروت، ليصرخ بالموسيقى الروك "ورح يندم يلي هالحجر هدّم". فادي أراد أن يعطي لا أن يأخذ، قدم دعمه لبيروت ولأهالي الضحايا، وتضامنه معهم ومع العاصمة اللبنانية، لا في سبيل الأرباح والحفلات والمزيد من الشهرة.
الناقد سينتقد مهما فعل فادي أو أي فنان آخر، فلو تغيرت ظروف العمل، كموقع التصوير مثلاً، وتم نقله إلى مدينة أُخرى، أو مرفأ آخر، سيثار الجدل والتعليقات بين المتابعين من خلال تشبيه المرفأ الآخر بمرفأ بيروت.
يا أيها الناقد، كف عن تعليقاتك السلبية، وصبّ غضبك على من تسبب بهذه الكارثة التي هُدمت فيها مدينة بأكملها، وراح ضحيتها أكثر من 200 شخص، ولنشكر فادي لأن العمل ليس تجارياً، ولا يهدف من خلاله إلى الربح أو الإستفادة في الحفلات.
إن كان لجهة محبة الناس، فالناس يحبون فادي أصلاً، وإن كان لناحية غناء الروك، فهذا لون فادي الغنائي، ومن الطبيعي أن يوصل الرسالة من خلاله.