في مشهد ختامي حمل ذروة الدراما والتأثير، اختتم مسلسل "تحت الأرض" بأحد أقوى مشاهده، حيث يفقد الممثل السوري فايز قزق ابنه الذي أمضى حياته يبحث عنه، دون أن يحظى بفرصة حقيقية لتربيته أو منحه ما يستحق من حب وحنان.
المشهد الذي اعتُبر بمثابة "المشهد الرئيسي – Master Scene" في العمل، جسّد لحظة إنسانية نادرة، حيث أطلق قزق صرخة مؤلمة حملت سنوات من القهر، والندم، والمشاعر المكبوتة، وهو يقف أمام جثة ابنه الذي لم ينل من والده سوى القسوة.
وفي لحظة تأمل، يسترجع الأب الأساليب القاسية التي مارسها، ويعترف داخلياً بكل المرات التي أراد أن يقول فيها "أحبك"، لكنه لم يفعل، كان الأداء صادقاً إلى درجة أن المشاهدين صدّقوا كل كلمة، وكل دمعة، وكل انكسار في صوته.
فايز قزق، في هذا المشهد، قدّم درساً في الأداء التمثيلي بحضوره الطاغي وتعابيره التي تجاوزت الكلمات، استطاع أن يُجسّد حالة الإنسان المنكسر بكل صدق وعمق، مؤكداً مرة أخرى أنه أحد أعمدة التمثيل العربي القادرين على تحويل لحظة درامية إلى حدث لا يُنسى.
هذا المشهد لم يكن مجرد نهاية لمسلسل، بل خاتمة إنسانية تختزل وجع العلاقة بين أب وابنه، وتترك بصمة طويلة الأمد في ذاكرة الجمهور.