نعى الفنان السعودي محمد عبده صديق عمره الملحن طلال باغر الذي وافته المنية اليوم الخميس، وكتب في صفحته بوفاة الصديق الصدوق (طلال باغر) فقدت صديقاً حميماً وأخاً عزيزاً.
يشهد الله خلال خمسين عاماً لم أرى عليه شائبة ولم أسمع منه إلا كل خير. رحمه الله وأدخله فسيح جناته. وألهم أهله وذويه ومحبيه الصبر.
وكان ريان طلال باغر ابن الملحن الراحل أعلن الخبر الحزين في منشور عبر صفحته على موقع للتواصل الاجتماعي فكتب :"بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، وببالغ الحزن والأسى أنعى والدي وحبيبي وروحي (طلال محمد باغر) اشوفك في الجنة يا ابويا"، مرفقاً المنشور بصورة للراحل بالأبيض والأسود.
وأوضح ريان، أن والده قضى أكثر من 14 يوماً في قسم العزل بالعناية المركزة، تحت التخدير لعلاج الالتهابات الناتجة عن كورونا.
إشارة إلى أن الملحن السعودي أصيب بفيروس كورونا على الرغم من تلقيه جرعتين من اللقاح المضاد له واتخاذه جميع الاحتياطات الاحترازية.
ونقل إلى المستشفى لمتابعة حالته الصحية، قبل أن يعلن لاحقاً أنه عاد مجدداً إلى بيته بخير وعافية، مؤكداً أن اللقاح ساهم في تخفيف أعراض الإصابة، لكن حالته انتكست فيما بعد، فعاد مرة أخرى إلى المستشفى، وساءت حالته الصحية، فوضع على جهاز "تنفس اصطناعي" إلى حين وفاته.
حياته ومسيرته الفنية
وُلد طلال باغر بحي الهنداوية في مدينة جدة، وكان من عائلة محبّة للفن، إذ أهدى إليه والده آلة العود وهو لم يتجاوز التاسعة من عمره، فأحيا حفلات غنائية صغيرة بين أصدقائه في المدرسة.
وفي بداياته الفنية، تعددت مواهبه وإتجاهاته كاتباً وملحناً ومطرباً، حتى نصحه الملحن السعودي إبراهيم خفاجي بتركيز إهتمامه على التلحين والتخصص فيه، وتنبّأ له بعلو شأن في الصناعة.
وإمتثل باغر للنصيحة حتى أصبحت له مكانة في الأغنية السعودية، ثم إنطلق صانعاً لنفسه قالباً موسيقياً مختلفاً، محافظاً فيه على أصالة وتراث الفن السعودي، مع مواكبة التطور في الأغنية.
يمتلك مشواراً طويلاً في الأغنية السعودية منذ سبعينيات القرن الماضي، وعُرفت ألحانه بتميّزها، فبقيت في ذاكرة السعوديين على مدى الأعوام الأربعين الماضية، إذ رافق الفنانين وكوّن ثنائيات معهم، وكان يهتم بجودة ما يُقدم ولا يكترث لعدد الأعمال.
كان أول لحن له مع الفنان السعودي علي عبد الكريم في أغنية "ياخلي"، بعدها تعاون مع الفنان السعودي الراحل طلال مداح في أغنيتين "عوافي" و"غريب حبك"، كما أسهمت أغنية "سنة الفضة" من كلمات الراحل طلال الرشيد وغناء فنان محمد عبده، في ترسيخ إسمه في الساحة الفنية.
ولحّن العدبيد من الأغاني منها "سيد الغنادير" و"جيتني مرحبا بك" و"احبه حيل" و"عتاب الآمال"، وكذلك لحّن لعدد من الفنانين السعوديين، منهم عبادي الجوهر، كما تعاون مع أصوات خارج الخليج، منهن سميرة سعيد ولطيفة التونسية وأنغام والراحلة رجاء بلمليح.
كما حصل باغر على جائزة الأمير عبد العزيز بن سعد بن عبدالعزيز (بصمة)، بنسختها الثالثة عام 2020 في فرع "إبداع".