"أليفيا ٢٠٥٣" فيلم رسوم متحركة لبناني بالفصحى موجه الى الكبار، وهو من إنتاج لبناني.
مبادرة جريئة وفريدة لشبان لبنانيين يؤمنون ببلدهم وبطاقاته البشرية. استطاع الفيلم أن يجذب المشاهد خلال ساعة من الوقت، وأن يحرّك مشاعر الشعوب التي تسعى إلى التحرر من الظلم والاستبداد وإلى تغيير النظام. فيلم شيق وهادف يتوجه إلى الشعوب اللبنانية والعربية، ويمنحهم بارقة أمل للمستقبل.
وتم ترشيح الفيلم إلى مهرجان Animation Studio Festival 2021.
موقع "الفن" التقى المنتج المنفذ مروان حرب واطلع منه على تفاصيل التجربة الجديدة.
هل ثورات الربيع العربي هي التي ساهمت في ولادة فكرة الفيلم؟
عادة أفكار الأفلام أو أي عمل فني أو ثقافي ينطلق من الواقع، لذا انطلقت الفكرة من واقع لبنان والوطن العربي ومستقبله غير الواضح، لدرجة أننا لم نعد نميز إذا كان ما نشهده هو واقعاً أم ماضياً أم مستقبلاً لأن هناك حالة ضياع. ولدت الفكرة وعمل على إعدادها وتنفيذها عدة أشخاص من ضمن مجموعة spring entertainment وهي ليست التجربة الأولى. في العام 2017 كانت لنا تجربة مع مسلسل "بدون قيد" عن الحرب في سوريا وأزمة النازحين، وكانت تجربة تفاعلية وحصدنا جوائز عالمية. النجاح شجعنا على تكرار التجربة بطريقة مختلفة مع الـ animation لأنها تفتح المجال للتعبير بشكل أفضل وتعكس الخيال، ولا سيما أن فكرة الفيلم هي عن المستقبل. الأعمال التي نعدها هي موجهة إلى الشباب اللبناني والعربي، والفيلم قارب عدة مواضيع نذكر منها المرأة، إستخدام السلطة، المياه، الثروات الطبيعية، والمستقبل المظلم للشباب وهو يحاكي الخصوصيات الثقافية والإجتماعية والسياسية للمشاهدين.
لماذا اتخذ القرار بتنفيذ الفيلم بتقنية الـرسوم المتحركة؟
السبب الأول أن تنفيذ الفيلم كان يتطلب ميزانية كبيرة وهي غير متوفرة، والسبب الثاني أنه يوجد في لبنان كفاءات قادرة على تنفيذ فيلم رسوم متحركة من رسامين وفنانين موهوبين وقادرين على صناعة فيلم على مستوى جيد. جمعنا الأشخاص وقررنا التنفيذ، وبما أن التقنيات غير متوفرة في لبنان من بنية تحتية واستوديو، تعاونا مع استوديو في Angouleme فرنسا ومع CNC (المركز الوطني للسينما والصورة المتحركة) الذي يدعم الأفلام السينمائية المتحركة.
"أليفيا 2053" هو فيلم رسوم متحركة وليس عملاً جاهزاً مدبلجاً، هل يمكن أن نوضح الفرق؟
في لبنان والوطن العربي كانت الأعمال الفنية غالباً مصنعة في بلدان أخرى ومدبلجة إلى العربي. في أليفيا رسمت الشخصيات وتحولت إلى رسوم متحركة، فالشخصية في الفيلم ممكن أن ترمز الى أحد نعرفه كجار او زميل بالعمل، بينما إستقدام الرسوم من الخارج وتركيب صوت عربي أمر مختلف كلياً. يختلف الشكل والشعور والصوت خاصة أن الرسوم المتحركة هو فن يحبه الجمهور والدليل هو التفاعل مع الفيلم. والأهم أننا تعاونا مع شباب لبنانيين موهوبين لم تسنح الفرصة لهم بالمشاركة بعمل من هذا النوع.
هل تعتبر أن فكرة الفيلم تجسد حلماً للشعوب التي تعاني من الظلم والاستبداد؟
لا وجود لعمل من دون دافع أو هدف وعند التنفيذ يصبح العمل ملكاً للناس، فهم يحضرون ويتلقون المادة الثقافية. نحن كمجموعة هدفنا المحدد أن ندع المشاهد يتلقف المادة كما يريد. كل مواطن يتفاعل بحسب معاناته، ونحن حاكينا الشعوب وأحاسيسهم ومشاكلهم اليومية، وتطرقنا إلى الإنسان في حياته اليومية. الجماهير تفاعلت في لبنان ومختلف البلدان العربية ولم نقصد بلداً معيناً.
هل هناك رسالة سياسية تريد توجيهها من خلال الفيلم؟
لم يكن عندنا رسالة معينة موجهة لأحد ولا حتى أجندة وإلا كنا توجهنا فقط للمصفقين. نحن مجموعة هدفها الإنسان بحياته اليومية وليس عدد المشاهدين، ونحن ببساطة نعمل بصناعة الأفلام، لا رسالة سياسية ولا نعمل بهذه الطريقة، إنما نحن كشباب لبنانيين وعرب لدينا تصور ومبادئ وأفكار لبلدنا ومستقبل جيل الشباب اللبناني والعربي ومتمسكين بها. وكان بإمكاننا أن نخوض العمل السياسي لو رغبنا. أما بالنسبة للفيلم فهو يسجّل موقفاً من القيم الاجتماعية. نعم، نحن نملك تصوراً للمجتمعات اللبنانية والعربية وحلولاً لوضعها، وهذا موقفنا كأي موقف تجاه الفن والثقافة. ونحن ضد العنف ومع دور المرأة، وهذه المواقف نعبر عنها بالافلام لا بالمؤتمرات الصحافية.
هل الـ أنيمايشن animation خدم فكرة الفيلم ولا سيما أنه يحكي عن المستقبل؟
نعم لسبب واحد أن الانيمايشن هو عالم خيالي، والمستقبل علينا أن نراه بالخيال لذلك يتلاقى المستقبل والانيمايشن في وضعية خيالية ويتكاملون. تطرق الفيلم إلى موضوع المياه ومشاكلها في الشرق الاوسط ويمكن ان تكون المقاربة خيالية ولكنها حقيقة. بالإضافة إلى الذهنية الموجودة وفكرة التوريث عند الشعوب، كل هذه المواضيع ليست من نسج الخيال إنها حقيقة وواقع، وما بني على باطل هو باطل وكل ما بني بالقوة والظلم مستحيل أن يستمر. هناك ضرورة تاريخية أن يسقط المستبد ولمداواة الجرح يجب معالجته، والوسيلة الوحيدة للتعبير بالنسبة لنا هي من خلال الكتابة والنشر والأفلام ونحن لنا موقف ملتزم، نحب بلدنا ونرى طاقات في لبنان والعالم العربي، وما حدث في تونس، مصر، لبنان، والعراق كان لافتاً وواعداً.
ماذا تقصد بـ نحن؟ هل تعني فريق العمل؟
نعم فريق عمل spring entertainment الذي هو جناح من spring communication نحن ملتزمون بمواضيع اجتماعية، وأخص بالذكر مسلسل "بدون قيد" فقد التزمنا وقلنا أن الحرب لا تعني الأموات والحرب أصعب على الأحياء لنهتم بالأحياء. وفيلم "أليفيا ٢٠٥٣" أبصر النور لأننا لم نجد من يتوقع المستقبل للبنان والعالم العربي، الكل يتكلم عن الماضي والحاضر غير واضح المعالم.
هل مشاركة اللبنانيين كانت مقصودة لإعطاء العمل هوية لبنانية؟
انطلقنا من فكرة أن الذي يعيش الواقع هو أفضل من يعبر عنه، والذي يرسم الشخصية يجب أن يعرفها والدليل تدخّل الأجانب بمشاكلنا من دون نتيجة، لأن الذي يرغب بالحل عليه أن يؤمن به ويتمتع بشرعية ويعطي من ذاته ونحن نفتخر أننا فريق لبناني.
كيف تصف تفاعل الناس مع الفيلم ونسبة المشاهدة العالية؟
الفيلم لمس مشاعر الناس ومعاناتهم، ومن ناحية الشكل والمضمون كان مميزاً وجديداً. ومن ناحية أخرى عرض على يوتيوب وكان بمتناول الجميع، واعتبر المشاهدون أن الفيلم يحاكي داخلهم وهمومهم وأسئلتهم وخوفهم ومعاناتهم، وهذا ينطبق على لبنان وكل البلدان العربية، وقد استغرق العمل في الفيلم أربع سنوات.
ما قصة الرقم ٣؟ قصة "بدون قيد" تدور حول ثلاث شخصيات يتمردون على الظروف الإجتماعية، و"أليفيا ٢٠٥٣" ثلاث شخصيات تتسابق مع الزمن لخرق نظام أمني متطور؟
من باب الصدفة، ولكنه منهج في الكتابة يسمح للكاتب أن لا يكتفي بخيارين فقط، فالخيار الثالث يفتح الإمكانيات، وهي تقنيات تستعمل في الكتابة ولكنها ليست متعمدة.
ما هي كلفة الفيلم؟
في الانيمايشن ما يكلف هو الـ pre production أي الرسم، الشخصيات، وهذا قد أُنجز مع فريق العمل ونُفّذ بدافع الشغف. لم تكن الكلفة عالية جداً. إنما الإنتاج المادي للـ انيمايشن هو مكلف، ونحن شركة تنتج أفلاماً وهذا عملنا.
لماذا أنشأتم موقعاً الكترونياً لـ أليفيا ٢٠٥٣؟
محتوى الفيلم عرض على يوتيوب لمدة ساعة من الوقت، ولم يسمح الوقت بذكر بعض المعلومات الهامة، لذا أنشأنا الموقع وكان هدفنا أن يطّلع المشاهد على الخلفيات التاريخية لدولة أليفيا: الشخصيات، السجون، تاريخ العائلة الحاكمة، طريقة عمل النظام الديكتاتوري الأمني. بالإضافة إلى رغبتنا أن نقدم للمشاهد عملاً يحترم ذوقه الفني وتوقعاته، وليتأكد أنه بمقدورنا أن نحقق إنجازات وأن نستعيد ثقتنا بنفسنا.
هل هناك جزء ثانٍ للفيلم؟
القرار لم يُتّخذ بعد، وهو أمر يقرره فريق العمل.
فريق عمل "أليفيا 2053"
انتاج: Spring Entertainment.
فكرة وتأليف: ربيع سويدان - إخراج: جورج أبو مهيا.
منتج منفذ: ربيع سويدان - مروان حرب - جول قصاص.
صياغة الفكرة: ربيع سويدان - مروان حرب.
سيناريو وحوار: باسم بريش - رومي كوشيا دي فيرو – محمد صباح.
مدير الإنتاج: إيناس سلّوم.
استديو الرسوم المتحركة: Art’Malil.
مخرج فنّي: جول قصاص.
مدير فنّي: أوليفيه رينال.
مشرف عام على الرسوم المتحركة: أرنو بوا .
مشرف على تصميم الشخصيات: جورج أبو مهيا.
مونتاج: سبستيان لوكليرك.
الموسيقى وتصميم الصوت: كريم خنيصر.