"لم تنصفنا الصحافة"، "لم تقف إلى جانبنا الصحافة"، "الصحافيون محسوبون على ممثلات أخريات ويقفون ضدنا"، "الصحافة محسوبة على شركات إنتاج معينة"، "الصحافة كسّرت بأعمالنا"، "الصحافة حاربت أدوارنا"، واللائحة تطول من تعابير قالها عدد من الممثلين والممثلات والفنانين والفنانات في الآونة الأخيرة وبكثرة، في مقابلاتهم التلفزيونية، بعدما انطلقت على شاشاتنا برامج حوارية تستضيفهم للحديث عن أعمالهم ونجوميتهم وخلافاتهم، وبالأخص للحديث عن أن الصحافة لم تنصفهم.
ولا كلمة تقال من جانبنا سوى "يا ضيعان" التعب و"يا ضيعان" ما صفقنا لكم وكتبنا عن أعمالكم. لماذا تشملون في حديثكم الصحافة بأكملها؟ لماذا لم تستثنونا من أحاديثكم المستهترة؟ لماذا لم تستثنوا الصحافة المنصفة الساهرة على أخباركم وتحركاتكم ومشاريعكم وفنّكم، وللدفاع عنكم؟ تكتفون بلعب دور الضحية بالقول: "الصحافة لم تنصفنا"، ومن ينصفنا نحن؟ مِن مَن تتوقعون التصفيق؟ ومِن مَن تتوقعون الثناء؟ وأين تريدون أن تتصدروا العناوين؟
يا أسفاه، أنتم لستم سوى فنانين جائعي شهرة لا أكثر. لم نطلب يوماً أن تذكرونا في مقابلاتكم، أو أن تشكرونا على واجبنا كصحافة نزيهة، لكن لن نقبل بأن تشملونا في أحاديثكم عن الصحافة التي لم تدعمكم، لأننا وأمثالنا نحمل رسالة أخلاقية لبناء مجتمع أفضل.
لم يكن موقع "الفن" يوماً إلا داعماً ومصفقاً لجميع الممثلين والفنانين على الموقع وصفحاته على مواقع التواصل الإجتماعي، لكن لن نرفع من شأنكم بعد اليوم إذا لم نحظَ بالإستثناءات.
من نقصد؟
اللائحة تطول، فهي تتضمن ممثلاً لبنانياً لم توفر رئيسة التحرير هلا المر وسيلة لدعمه، بالإضافة إلى تغطية أعمال الممثل الدرامية بعناية في كل عمل يطل به على الشاشة، وفي المقابل حين ذكر أمامه بيار رباط الصحافة، ضحك الممثل بإستهتار.
إليكم إحدى الفنانات التي شنت هجومها على الصحافة، وراحت ترفع الصوت وتصيح وتلقي بعتبها على الصحافة، التي سارعت إلى الكتابة عن دورها في "الهيبة"، عذراً منك سيدتي، نسألك لماذا لم تستثنِ موقع "الفن" الذي دافع عنك حينها وتردي له الجميل؟
إحدى الممثلات أيضاً ظهرت في مقابلة إذاعية، وردت بطريقة مفاجئة عن الصحافة التي لم توفر مقالات إيجابية وداعمة لها في جميع أعمالها، وحين سألها المذيع: من دعمك من الصحافيين؟ عبرت عن امتعاضها، وقالت لا أحد، وراحت تصف الصحافيين بأنهم أصدقاء ممثلات معينات، ويهاجمونها لأنهم محسوبون عليهن، لكن موقع "الفن" لطالما دعمها ووقف إلى جانبها.
ممثلة أخرى، كنا طالبناها مئة مرة بإجراء مقابلة صحفية، أجلتها مراراً وتكراراً، ولم تلتزم بالموعد، واعتذرت وعادت والتزمت، وبعدها اعتذرت، إلا أنها أطلت في أحد البرامج لتقول إن الصحافة لم تسأل عنها وعن أعمالها، ولم تدعمها. نحن نسألكِ "هل أنتِ مصابة بعقدة نفسية معينة؟"
كيف لنا أن نبادلكم الدعم، وحين يسألونكم عن الصحافة، لا تستثنوننا، هل أصبتم بالشيزوفرينيا؟