في أضخم سهرة ميلادية على الإطلاق، قدمت النجمة هبة طوجي متشحة بنقاوة صوتها وشجن نبراتها، أجمل أغنيات وتراتيل الأعياد المجيدة
هبة طوجي الإستثناء في القدرات الصوتية التي قل نظيرها في العالم العربي، جمعت المجد من أطرافه... إنسيابية الصوت العذب المطواع، انسكبت على أجواء العيد في سهرة أقل ما يقال فيها إنها فريدة من نوعها، ولم يُقدَّم مثلها في زمن الميلاد في لبنان والعالم العربي، فلقد جاءت على غرار السهرات التي تقدم في العالم، من ديكور خيالي وإضاءة مبهرة ومشاهد رفعتنا من قعر الأوضاع السيئة التي نعيشها إلى عالم الأحلام.
أطلت هبة بفستان أبيض ناعم انسدل أناقة على جسدها، مع تسريحة ناعمة ومكياج يليق بملامحها، لتقدم أغنيات وتراتيل بصوتها الجبار، وبمشاركة المؤلف الموسيقي المبدع أسامة الرحباني الذي ضبط إيقاع الألحان، وأطلقها نغمات من بين أنامله الذهبية، التي عزفت ألحاناً وتطايرت في أجواء ميلادية مبهجة.
حضور هبة لا تعلو عليه الكلمات، ونقصد بذلك الصوت والأداء والتمكن والسلاسة في عبور نوتات السلم الموسيقي، مهما علت أو انخفضت. وهنا لا بد من الإشادة بتقديمها رائعة المؤلف والملحن الأستاذ منصور الرحباني "لحبيبي بغني"، وألحان أسامة الرحباني، ولا نبالغ إن وصفنا نقاء الصوت بالملائكي الممزوج بموسيقى أعادت إلى أذهاننا أحلام ديزني وفخامتها. هذه الأغنية التي رسم فيها الأستاذ منصور ملامح وطن وحبيب وأرض، تحمل الكثير من المعاني والرسائل التي تحتاج إلى التمعن والإصغاء بصمت لكلام خطّه ذات يوم مبدع من بلدي.
ناهيك عن الإبهار في الصورة والغناء، لا بد من الإشادة باللقاء الذي أجرته هبة، وبإجاباتها السلسلة والعميقة في آن، والتي إن دلت على شيء، فهي تدل على ثقافة، بعيداً عن العبط الفني للكثير من الفنانات اللواتي يتعثرن ويتخبطن في الإجابات.
باختصار كانت أمسية ميلادية مجيدة، انطوت على إبداع من نوع آخر، وأعادت الفرح، ولو لساعة أو أكثر، إلى شعب يتوق إلى فرحة العيد... سهرة بطلتها هبة طوجي، نجمة تليق بها كل تعابير الاحترام، حتى صح فيها القول إنها صورة مشرّفة ومشرقة للبنان. أما البطل الموسيقي الذي يواصل إبداعاته برتبة ضابط إيقاع، أسامة الرحباني، فهو إسم يضاف إلى عائلة الرحابنة صقلاً ومسؤولية، وقامة موسيقية للوطن.