يغرد الممثل اللبناني شربل زيادة خارج السرب، ويخطو خطوة جريئة في مجال الدراما المشتركة بدور جسّده في مسلسل "دانتيل"، إذ يجسد شخصية "باسل حرب"، وهو مصمم أزياء عالمي تلجأ إليه شركة "دانتيل" للتعاون معه من أجل إبتكار تصاميم جديدة في أزيائها، بإعتبار أن الفن يجري في عروقه.
يبدع شربل في تجسيد شخصية إستفزازية متقلبة، تفرض نفسها على من حولها، فباسل حرب يميل لأبناء جنسه، ويتقن شربل أدق تفاصيل الشخصية في تعابيره وحركة جسده وصوته ومصطلحاته وملابسه بعيداً عن الإبتذال.
عن هذا الدور تحدثنا مع شربل زيادة في التفاصيل:
نهنئك على دور "باسل حرب" في مسلسل "دانتيل" تخطيت التوقعات، كيف تتلقى الأصداء؟
توقعتُ والمخرج والممثلون أن يحظى هذا الدور بإستحسان الناس، مع العلم بأن هذه الأنواع من الأدوار فيها مخاطرة، إذ يمكن أن لا يتقبلها الجمهور، وكنت سعيداً جداً بأصداء العمل، ويتداول عدد من رواد مواقع التواصل مشاهد من المسلسل، وشعرت بأن رهاني على الدور كان صائباً.
كسرت حاجز الخوف في هذا الدور، وقدّمت شخصية جريئة، ما هي التحديات التي واجهتك؟
في النهاية أنا ممثل، وعليّ أن آخذ أي دور وأجسد شخصية موجودة في الحياة والمجتمع، ولم أتبناها أو أدافع عنها، بل فقط أجسد شيئاً مكتوباً على الورق، والممثل الحقيقي لا يجب أن تكون لديه مشكلة مع الدور.
من جهة ثانية، هذه المرة الأولى في حياتي التي أتدرب فيها على الدور قبل الدخول الى موقع التصوير، وأعدت كتابة النص من جديد إذ كان مكتوباً بطريقة عادية جداً، وطلبت من المخرج حرية تعديل الدور، وإختيار التعابير المناسبة للشخصية، خططت لكل شيء، الكلام والحركات وطريقة الوقوف والأكسسوارات والملابس. بالإضافة الى أنني استوحيت الكثير من شخصيات حقيقية موجودة من حولنا تُشبه الشخصية، وفي ما يخص الملابس لم أشأ أن أرتدي الملابس الملونة كما تسير العادة، بل اخترت الملابس من اللونين الأسود والأبيض، فاستوحيت من ستايل المصمم كارل لاغرفيلد، وأعتقد أن إختياري كان صائباً.
هل برأيك سرقت الأضواء من الممثلين في مسلسل "دانتيل"؟
لقد خاطرت بالدور، أولاً لأنه يبدأ بالحلقة 10 أو 11، ولم يكن النص مكتوباً بالكامل بعد، وهناك العديد من المشاهد حُذفت من دوري، إذ مرت أكثر من 5 حلقات من دون أن أظهر فيها.
هل حصل هذا حقاً؟ ماذا كان يخبئ هذا الدور بعد؟
حُذف موضوع أن باسل حرب متزوج ولديه طفل، ويفعل كل هذا من أجل التميّز بعالم الأزياء، لكن بسبب ظروف فيروس كورونا أصبح صعباً إحضار طفل إلى موقع التصوير، وعوامل كثيرة جعلت الدور يفقد حضوره في المسلسل، وهذا أمر أحزنني، وشعرت بأنه مجحف بحقي.
عندما شاهدت مشاهدك رحت أضحك، أخبرني عن كواليس التصوير.
أوقفنا التصوير عدّة مرات بسبب الضحك، خصوصاً أن باسل يتحدث على مهل ويعلو صوته فجأة، وأحيانا كانت سيرين تستغرب من ردود فعلي، لكن برأيي لقد أضفت هذه الصفات إلى الشخصية كي يبدو باسل مجنوناً فنياً وليس أنثوياً، والمخرج المثنى صبح كان يساعدني في هذا الموضوع حين كنت أبالغ في المشاهد.
أخبرني عن التعامل مع المخرج المثنى صبح.
المثنى هو صديق قبل أن نتعامل في هذا المسلسل، فأنا تعاملت معه في سوريا عام 2006، وهو من اختارني لدوري في "دانتيل"، وكنت خائفاً من الدور، وترددت كثيراً، وكان هدفي أن يحبه الناس. وهذا النجاح لم يكن بفضلي فقط، بل أيضاً بفضل الممثلين المشاركين معي، والذين كانوا يتفاعلون مع الشخصية بالرد، ويتركون لي الحرية في التفاعل كما أريد، من دون اعتراض منهم.
محمود نصر كان رائعاً، وسيرين لم تعترض أيضاً، ونهلا داوود كذلك، وسام فارس وأنا كنا نخترع الأمور معاً لأنه صديق مقرّب. وجميعهم كانوا أصدقائي منذ أيام الجامعة، والوحيدة التي تعرفت عليها هي ساندي فرح بدور "ميرا".
هل كنت تفضل عرض "دانتيل" في شهر رمضان 2020؟
كلنا تمنينا ذلك، لكن ما حصل هو أكبر منا، ونحن تابعنا التصوير في ظروف صعبة جداً، ومن الممكن أن يعرض المسلسل العام المقبل في عيد الحب 2021.
كنت أتمنى أن يعرض على شاشات التلفزيون قبل المنصات الإلكترونية، وهذا ليس إنتقاصاً من أهمية المنصات، ولكن لأن التلفزيون لديه نسبة مشاهدين أكثر.
ماذا تحضر بعد "دانتيل"؟
هناك عمل لشركة "نتفليكس" بعنوان "وقف التصوير"، لكن حقاً توقف التصوير بعد أزمة فيروس كورونا، وحالياً أستمتع برحلتي مع أصدقائي في فرنسا.