عشية عيد الميلاد المجيد تكثر الأمنيات في وطن تمزقه الإستحقاقات السياسية والاقتصادية، أمنيات شعب لم يعتد يوماً الإنكسار والسقوط والخيبات، رغم ما يعصف بالبلد حالياً من أزمة إقتصادية خانقة، بالإضافة الى جائحة كورونا التي فرضت هذا العام طريقة أخرى للإحتفال بعيد الميلاد.
أمنيات شعب يرفض الذل والهوان إيماناً منه بأن أرض هذا البلد مقدسة وأرزه مقدس وشعبه، حتى ولو نخرته الطائفية والمذهبية.
يولد يسوع في بيت لحم باعثاً الأمل والرجاء في نفوس المؤمنين، الغارقين في ملذات هذا العالم. يولد يسوع في مثل هذا اليوم باعثاً برسالة تواضع الى حكام العالم، وخصوصاً في وطننا لبنان علّ البعض يستفيق من جبروته، وينصت الى صوت الشعب، صوت الحق والحقيقة.
هؤلاء الذين أمعنوا في عبادة الفضة والمال، وهو الذي قالها لا تعبد ربين الله والمال. هذا الطفل الذي يولد اليوم وأثار بهجة العالم فسجد له ملوك المجوس بمحبة وتقدير، نستشف رسالة واضحة الى كل مسؤول أن يستوقف ضميره ولو للحظة أمام الشعب الذي يثور، عله يستوحي صورة محبة على غرار ثورة يسوع، القائمة على عنصر المحبة، التي قادها في وجه الرومان.
في هذا اليوم المجيد نسأل طفل المغارة أن يعطف على بلدنا، ويخرجه من أزمته الإقتصادية ليتنفس هذا الشعب الصعداء، وهو الغارق في أتون الجحيم.
وفي هذا العيد جلّ ما نتمناه أن يتوحد الجميع في كل أنحاء العالم، للإحتفال بميلاد يسوع بتاريخ واحد، خصوصاً أن تحديد عيد الميلاد المجيد في 25 كانون الأول يعود الى إحياء الوثنيين في مثل هذا اليوم عيد ميلاد الشمس، وبهدف القضاء على تلك المظاهر الوثنية، حينها تم تحديد عيد ميلاد السيد المسيح.
في الختام لا بد من التوجه الى كل الأحبة والاصدقاء والزملاء بأحر المعايدات، راجين يسوع المسيح أن يرفع من شأن بلدنا ليعود منارة للعالم، ويبدع شعبه دائماً وأبداً.