رغم تخطي عدد حلقات مسلسل " الباشا " الـ60 حلقة، والإعلان عن وجود تكملة له قريباً، إلا أن ذلك لم يُشعر المشاهد بالملل، بل كل حلقة منه كانت تحمل مفاجآت تدفع بمن يتابعه إلى أن يكون أكثر شوقاً وحماساً لمعرفة ماذا سيحدث.
ومع الإعلان مؤخراً عن الحلقة الأخيرة، التي عرضت يوم الأربعاء الماضي، كان الجميع في حالة ترّقب لمعرفة نهاية هذا العمل الناجح ببساطته، والغنيّ بأفكاره التي يطرحها سواء الإنسانية أو الإجتماعية والدينية والإقتصادية وغيرها، إلا أن المفاجأة كانت بالكشف عن حلقات جديدة بموسم جديد منه، فإذا كان المشاهدون حزنوا لأن المسلسل سيترك فراغاً في وقت السهرة، إلا أنهم عادوا وفرحوا لأن "الباشا" سيعود بحلقات جديدة وممتعة.
هذا المسلسل، بداية بنجاحه الساحق، يناقض كل الأفكار التي تسود حالياً في الوسط الفني، ولاسيما الأعمال الدرامية التي ترتكز على البهرجة، وأثبت القائمون عليه أن القصة "المقتبسة عن الرواية العالمية لـ دوستويفسكي "الاخوة كارامازوف"، والسيناريو بتوقيع رازي وردة، والأداء المُتقن الذي قدمه كل الممثلين في العمل، ومنهم الممثل القدير رشيد عساف، كلها كانت عوامل أساسية لتميّز المسلسل.
واللافت في حبكته الدرامية، أنه من الصعب على المشاهد حسم توقعاته لما قد يحدث لاحقاً، فمثلاً غياب "إنتصار" التي تؤدي دورها الممثلة اللبنانية سهى قيقانو، عن الحلقات الأخيرة من العمل بإعتبار أنها توفيت، ما ترك فراغاً بسبب الدور المميز الذي تؤديه، وعودتها بشكل مفاجئ في الحلقة الأخيرة، حيث إكتشف المشاهد أنها لم تتوفَ، بل كان هناك إتفاق بين زوجها "أديب" الذي يؤدي دوره الممثل اللبناني طوني نصير و"شوكت" التي تؤدي دورها الممثلة جيهان خماس، أعاد نكهة خاصة للعمل وفاجأ المشاهد، هذا بالطبع مثال واحد على ما يحمله المسلسل من مفاجآت جميلة، وإن أردنا عدّها كلها لا ننتهي.
ومن ناحية ثانية، بطولة الممثل السوري رشيد عساف، والكيمياء الواضحة بين باقي أبطال العمل جورج دياب، ونيكولا معوض الذي فاجأنا بجانب جديد من شخصيته، ورانيا عيسى وجيهان خماس وسهى قيقانو وطوني نصير وأنور نور ومنال طحان وجهاد ياسين وباميلا نون وعبدو حكيم وغيرهم، جعلتانا نحب العمل ونتعلق به أكثر.
ختاماً، وفي إنتظار عودة المسلسل لملء الفراغ الحالي في سهراتنا على الشاشات اللبنانية، التي تفتقد نوعاً ما لعامل الإبهار الذي يحظى به "الباشا"، نترقب وبشغف كبير عودة "الباشا" بجزء جديد لن يقل أهمية ونجاحاً عن الجزأين السابقين.