يتميز الممثل السوري بسام لطفي برهافة الحس وصدق الأداء الذي يعيدنا إلى الفن الجميل، وقد ولد في مدينة طولكرم في الأول من شهر أيلول/سبتمبر عام 1941، هُجّرت عائلته إثر النكبة إلى دمشق، فنشأ فيها وتلقى تعليمه الأول في مدارسها، لم يدرس التمثيل أكاديمياً، لكنه اكتسب الخبرة وصقل موهبته من خلال تجربته مع رواد هذا الفن في المسرح السوري.
يعتبر من مؤسسي المسرح الوطني الفلسطيني في سوريا، والمسرح القومي في سوريا عام 1960 ومن مؤسسي نقابة الفنانين السورية، واسمه الحقيقي بسام أبو غزالة.
في عمر الشباب التقى بجاره وصديقه الممثل سليم صبري، ومن هنا بدأ برفقته في مشوار التمثيل، فالاثنان لديهما الرغبة الكبيرة في أن يكونا ممثلين.
بسام لطفي الذي يحمل على كتفيه سنوات عمره متجاوزاً الثمانين، لم يتوقف عن الإبداع ليقدم للجمهور السوري كل ما لديه لأن سوريا كما يقول عنها إنها بلاده التي يفتديها قولاً وفعلاً، فهناك تعلم ونشأ ولم يفكر أن يتركها في ظروف صعبة مرت بها، فكيف يغادرها اليوم.
في المسرح
شارك بسام لطفي في نحو سبعين مسرحية، ويعتبر أن الفترة التي عمل فيها في المسرح الوطني الفلسطيني في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي هي فترة إبداع حقيقي بالنسبة له، حيث كانت المواضيع الوطنية تتصدر قائمة أعماله الإبداعية.
ومن أجمل الفترات التي مارس فيها الفن المسرحي، حيث لم يكن الهدف من العمل في المسرح الوطني الفلسطيني مادياً، بل كان الهدف تقديم ثقافة مسرحية وإيصال قضية فلسطين من خلال هذا الفن إلى أكبــر شريحة، وقد تفرغ للعمل في المسرح الوطني الفلسطيني تاركاً عمله في الإذاعة، والسينما والمسرح، وبدأ جولة مسرحية في البلدان العربية.
في السينما
سينمائياً، شارك بسام لطفي في فيلم "زهرة في المدينة"، وهو أول إنتاجات المؤسسة العامة للسينما في دمشق، وتميزت مشاركته السينمائية في التزام معالجة القضايا الوطنية والقضية الفلسطينية، فشارك في الأفلام التي قدمتها المؤسسة العامة للسينما والتي عالجت القضية الفلسطينية مثل فيلم "المخدوعون" وفيلم "رجال في الشمس" عن رواية غسان كنفاني، وفيلم "السكين".
كما أنه شارك في الفيلم الجزائري "سفاري" الذي يعرض القضية الفلسطينية، مع عدد من الممثلين من فرنسا ودول عربية.
ومن أفلامه أيضاً "الاتجاه المعاكس" و"الرجل الصامد" و"حب للحياة" و"أحلام في الهواء" و"دمشق مع حبي" و"زهرة حلب" و"دمشق حلب" و"مريم" و"فانية وتتبدد".
في الدراما
قدّم بسام لطفي في الدراما ما يقارب الـ 90 مسلسلاً، أما أولى إطلالاته التلفزيونية فكانت عام 1960 (تاريخ تأسيس التلفزيون السوري)، حيث شارك بتمثيلية "الغريب" التي تم بثّها على الهواء مباشرةً، تحت إدارة المخرج سليم قطايا.
ومن مسلسلاته نذكر "ساعي البريد" عام 1963 و"انتقام الزباء" عام 1974 و"دائرة النار" عام 1988 و"هجرة القلوب إلى القلوب" عام 1991 و"نهاية رجل شجاع" عام 1994 و"يوميات مدير عام" عام 1995 و"إخوة التراب" عام 1996 و"بيت الضرة" و"الفراري" عام 1997 و"بطل من هذا الزمن" عام 1999 و"أسرار المدينة" و"ليل المسافرين" و"أنت عمري" عام 2000 و"البحث عن صلاح الدين" و"ذي قار" عام 2001 و"صقر قريش" عام 2002 و"أيامنا الحلوة" و"ربيع قرطبة" عام 2003 و"فارس بني مروان" و"التغريبة الفلسطينية" عام 2004 و"جرن الشاويش" و"كوم الحجر" عام 2007 و"الحوت" و"الخط الأحمر" عام 2008 و"رجال الحسم" عام 2009 و"الدبور" و"ما ملكت أيمانكم" عام 2010 و"الزعيم" عام 2011 و"بانتظار الياسمين" عام 2015 و"ياريت" عام 2016 و"شوارع الشام العتيقة" عام 2019.
طفولة مشاغبة
يقول في أحد لقاءاته عن إحدى مراحل طفولته: "وأنا في عمر العاشرة كنت طفلاً "كثير الغلبة" والشغب إلى حد كبير، لهذا قرر أهلي أن أعمل في محل لصناعة المفاتيح وأصحابه هم أشقاء أمي، وبالتالي أمضيت النهار في المحل وأنا أصنع المفاتيح، وأعود في المساء ملوثاً من الحديد ومعي "خرجيتي" وهي 3 فرنكات، ولأن أختي الكبرى هي من كانت تهتم بي وبنظافتي بعد عودتي كنت أعطيها فرنكاً والفرنك الثاني لأمي والثالث كان لي، ثم بعمر الـ 16 وما بعدها انتقلت إلى مرحلة ثانية".
معلومات قد لا تعرفونها عن بسام لطفي
مولود من أب فلسطيني وأم سورية دمشقية.
تم تكريمه في مسرح الحمراء بدمشق أثناء الاحتفال بيوم المسرح العالمي.
تم تكريمه في مهرجان سينما الشباب والأفلام القصيرة.
ابنه هو الممثل المعروف إياس أبو غزالة.
يصف دمشق فيقول: "دمشق صورة مصغرة عن نابلس وخاصة المباني الحجرية".
وفاته
توفي بسام لطفي اليوم الجمعة عن عمر يناهز 82 عاماً، حيث نعته نقابة الفنانين عبر صفحتها في بين جاء فيه : "فرع دمشق لنقابة الفنانين ينعي إليكم رحيل الزميل الفنان القدير بسام لطفي نوافيكم لاحقا بموعد التشييع والدفن وموعد التعزية إنا لله و إنا إليه راجعون".