مع انتقال الإعلامي مارسيل غانم من قناة الـ LBCI إلى قناة الـMTV بعد سنوات من التعاون مع المؤسسة اللبنانية للإرسال تخطت العشرين عاماً، حطَّ المستشار السياسي للنائب سامي الجميل ألبير كوستانيان رحاله في المحطة ليخوض أول تجربة بعالم التقديم التلفزيوني ببرنامج "رؤية عشرين 30".
لا شك أن مهمة كوستانيان ليست سهلة للغاية، فتقديم برنامج سياسي بديل لـ"كلام الناس" ليس بالأمر السريع الهضم، كذلك أن يطل كوستانيان بدلاً من غانم مهمة صعبة جداً.
يُعدَُ برنامج "رؤية عشرين 30"، الذي يقدّمه كوستانيان، برنامجاً حوارياً تقليدياً بالشكل يعتمد على الضيوف ويغفل عن استضافة الجمهور في الستديو أو ضيوف ثابتين، وعلى الرغم من عدم مواكبة البرنامج للشكل الجديد للبرامج الحوارية السياسية المسائية، إلا أنه يسجل له المستوى العالي بالطرح والضيوف والحوار، حيث يقدّم البرنامج وجبة سياسية إقتصادية ثقافية دسمة جداً، ويساهم ببناء معلومات سياسية عالية عند المشاهد وكذلك خارطة إقتصادية واضحة للمرحلة المقبلة.
وعلى الرغم من قوة "رؤية عشرين 30" بالضيوف والحوار والمستوى المرتفع إلا أن البرنامج بدا وكأنه يتوجّه لشريحة معينة من المشاهدين، شريحة المثقفين سياسياً وإقتصادياً، أو الذين يملكون حداً أدنى من الثقافة السياسية والإقتصادية وقد وضع نفسه في هذه الدائرة. فألبير كوستانيان ليس محاوراً إعلامياً، بل محاور بخلفية سياسية، ينطلق بحواره مع ضيوفه ليس من الحدث أو المادة المطروحة، بل من قالب يدمج هاتين النقطتين مع الخبرة السياسية لكوستانيان وتجربته ومعلوماته التي يجمعها بحرفية في مجالسه السياسية.
من هنا يخوض كوستانيان عدة تحديات من خلال برنامجه الجديد، التحدي الأول يتلخّص بإثبات نفسه كمحاور متمرس وليس كسياسي يملك المعلومة ويشاركها مع ضيوفه، التحدي الثاني في قدرة البرنامج على الصمود على المستوى المرتفع نفسه من تقديم المعلومات والقراءات والتحليلات، وكذلك حصد نسب مشاهدة عالية خصوصاً أنه حتى الآن يبدو أن البرنامج محصور بشريحة معينة.
بالمحصلة يبدو أن لدى كوستانيان الكثير من الاشياء التي يمكنه أن يضيفها إلى هكذا نوع من البرامج السياسية، والحكم على نجاح أو فشل تجربته الأولى مبكر جداً.