لم تكن شخصية "أماني" الفتاة العمياء في مسلسل "حنين الدم" التي لعبتها الممثلة جويل الفرن بالسهلة، لأنها كانت تتطلب قدرة قوية بالتجسيد من ناحيتي التركيز على التصوير و حالة العمى، لذلك برعت بان تكون أماني حقيقية عند الناس الذين تعاطفوا معها وأثنوا على كفاءتها في فن التمثيل .
جويل في هذا الحوار تتحدث عن أبعاد وأسرار هذه الشخصية .
أخبرينا عن تجربتك مع كاركتير أماني عندما قرأته على الورق ؟
أماني فتاة واعية تتصرف بعقلانية مع الآفة التي تعرضت لها، وبالتالي كانت صادقة جداً مع نفسها وقلبها، هذه الصفات جعلتني أتعلق اكثر فأكثر بـ أماني على الورق .
أتعبتك هذه الشخصية فعلياً اثناء التمثيل ؟
بالتأكيد ..لأنها متداخلة فيما بينها وطريقة التعبير بالأداء عنها حساسة جداً، أتعبتني من الداخل إن صح التعبير ومن الخارج، خصوصاً انها ترمز لإصابة حساسة جداً يعانيها المصاب فتخلّف عنده انفعالات نفسية .
ماذا علمك هذا الدور ؟
سؤال رائع لأنه بالفعل علمني بأن الاصابة بالعمى ليست خطيرة مثل إصابة عمى البصيرة والضمير .
برأيك ما سر نجاح مسلسل "حنين الدم"؟
دعنا نتكلم بصراحة ..عرض المسلسل في وقت حساس جداً تعرض فيه مسلسلات ضخمة الانتاج وتشهد حملات دعائية كبيرة، وبفترة قصيرة اخترق عامل المنافسة وشكل حالة جذب عند المشاهد لأسباب عديدة منها :أن هذا المسلسل فيه مجموعة قصص من واقعنا الاجتماعي تدور بفلك واحد وفيه خلطة متجانسة تصب في حالة من التشويق وهذا ما يحتاجه المشاهد، اضافة الى منتج مغامر ومخرج فنان مثل ايلي معلوف عرف كيف يحرك الممثلين معه ضمن الامكانيات المتاحة، فكانت اللعبة الفنية إن صح التعبير ناجحة .
جويل اين تقفين اليوم فنياً ؟
أقف على أرض خصبة وأساس متين لأني أصبحت أمتلك شيئاً من المرونة والخبرة والحرفية، واصبحت أعي كل خطوة من خطواتي الفنية وأعمل بثبات ونضج، الحمد لله لمست حقيقة موهبتي فنياً .
لو سألتك من أنت فنياً بين زميلاتك ؟
بصراحة لا أحبذ مسألة التسميات بل أحدثك عني، أنا ممثلة تستهويها الأدوار المركبة والجريئة، فلا تشغل بالها الأدوار السطحية التي تمر مرور الكرام، بالمختصر المفيد أنا ممثلة تتحدى نفسها في أي عمل تمثله .
لكنك على مسافة قريبة من البطولة المطلقة ؟
هذا الهاجس لا يهمني، فأنا لعبت الكثير من الادوار المطلقة في العراق وتونس، إنما بعض الكاركتيرات وإن كانت مساحتها قصيرة تكون هي محور القصة و"الدينمو" الذي يحركها، وهذا ما يهمني لأنني ممثلة تبحث عن نفسها ولست سائحة تمر مرور الكرام في عالم التمثيل .
لأي مدى الاصطدام ما بين الممثل الأكاديمي والآخر العادي يؤثر على حالة الاداء ؟
سؤال في محله وحساس جداً، لهذا السبب أرجو أن لا يفسر بغير حقيقته، فعندما ندخل المعهد نخضع أولا لدروس وتمارين إضافة للموهبة، لا ندرك ماهيتها إلا عندما نبدأ فعلياً بالعمل . بالتأكيد الممثل الأكاديمي يتصرف مع الكاميرا بشكل ثابت، لهذا السبب أتمنى على الكل أن يدرسوا التمثيل إلى جانب الموهبة لأن الدراسة تبلور الموهبة أكثر وتسعف الممثل على تركيز مكانته في ذاكرة المشاهد لأننا في عصر متطور جداً فنياً .
الممثلون اللبنانيون اليوم خارج أو داخل المنافسة عربياً؟
عندنا ممثلات رائدات بالعالم العربي استطعن إثبات ذاتهن فنياً على الساحة خصوصاً في مصر، حتى أن المصريين كانوا ينظرون لهن باستهزاء فلما عملوا معهن اعتذروا منهن لأنهن كنّ على جانب من الكفاءة . ما بعد الازمة السورية والخلطة العربية في الانتاجات اثبتت الممثلات اللبنانيات كفاءة عالية في الاداء والتمثيل ودخلن المنافسة بقوة .
من هي جويل الفرن بالمختصر المفيد إنسانياً ؟
أنا فتاة هوسها وغرامها التمثيل، تحدت الظروف وتمردت عليها لأن والدي كان رافضاً كلياً أن أمثل، ومع ذلك درست المسرح وجربت أن أثبت نفسي في الفن، صعدت السلم درجة درجة لأني أخاف الصعود السريع، فبعد وفاة والدي توقفت فترة أخرتني فنياً، ثم رجعت لأكمل طريقي باحثة عن الأدوار التي تلائم طموحاتي حتى أصل إلى بر الأمان .
اين هو بر الأمان عندك ؟
بر الامان في كل عمل جديد يحمل إضافة الى حضوري الفني أو خطوة جديدة تضيف الى كياني كممثلة خبرة ومعلومة مفيدة .
شخصية أماني في حنين الدم هي أفضل ما مثلت جويل ؟
هي أخطر وأصعب ما مثلت لأن الممثلة تستعمل كل حواسها على الكاميرا أنا كنت أفتقد لحاسة النظر، لهذا السبب تواصلت مع طبيب أخصائي ليعلمني طريقة تحريك العيون واشتغلت على هذه الشخصية بحرص شديد لهذا السبب أدعو ربي ان يمر العرض بدون أن أقع في غلطة ما لأن الغلطة الصغيرة تؤثر على الشخصية .
كيف كانت الانتقادات ؟
الحمد لله إيجابية فلم يصلني أي انتقاد سلبي حتى الآن.
التنويع بالكراكتيرات عند الممثل حاجة ملحة ؟
بالطبع ..انا مثلا في مسلسل "العاصي البيت الأبيض" العب كاركتيرا "مهضوما" لبنت تخربها في مكان وتعمّرها في مكان اخر و لا يهمها إلا المال، بينما في فيلم "شرعنا الحشيشة" ألعب شخصية مختلفة عن العملين السابقين، التنويع يبلور موهبة الممثلة ويعطيه ابعاداً فنية مهمة .