الليلة الأخيرة من سهرات مهرجان ربيع سوق واقف الغنائي كانت محطة طربية بامتياز جمعت ما بين الأغنيتين القطرية واللبنانية، لتضيف إلى ختام المهرجان مسكاً وطيباً، وتترك في البال حفنة ذكريات تختزن الفن الجميل بأصالته وروعته.
في تلك الليلة، لم يترك الفنان القطري الكبير علي عبد الستار قلباً إلا وعزف على أوتاره، ولم ينسَ الفنان اللبناني الرائع وائل جسار مشاهداً إلا وأمتعه، فكانا خير دليل على أن للفن الحقيقي مكانة راسخة لا تهزها عواصف ولا حصار، وأن اختيار اللجنة المنظمة للمهرجان كان صائباً وذكياً.
المهرجان الضخم، الذي نظّمته إذاعة صوت الريان، أسدل الستارة في الليلة السادسة عشرة والأخيرة مع حفل حاشد شهده مسرح الموسيقار الراحل عبد العزيز ناصر وانطلق في تمام الساعة التاسعة مساء مع اعتلاء الإعلامي فواز مزهر الخشبة للترحيب بنجمي الحفل واختيار أجمل المفردات وأحلاها وأكثرها بلاغة. وبعاصفة من التصفيق، أطلّ الفنان علي عبد الستار على الجمهور ليمتعهم بأغنياته القديمة والجديدة ونذكر منها: "الجديد اللي بحياتي، يا حبييي ترى، الغالي للغالي، دع الأيام، الرسالة، وردة هواك، المعنى يقول، مشتاق لعيونك، يا ناس أحبه، وأقول آه".
الفنان وائل جسار، الذي تلقّى وابلاً من التصفيق والترحيب بحرارة، كان بالفعل مسك ختام المهرجان واستحق تفاعل الجمهور معه في أغنياته الناجحة والمحبّبة إلى قلوبهم، حيث اختار لهذا الحفل باقة من الأغنيات منها: "بالصدفة، مشيت خلاص، جرح الماضي، بتسأليني، غريبة الناس، ليلة هنا، جبال ما بيتلاقوا، أنا بنسحب، خليني ذكرى، بتوحشيني، وانتبه على حالك".
وعلى هامش الحفل، عبّر الفنان علي عبد الستار عن سعادته بالمشاركة مرة جديدة في المهرجان وبنجاح الحفل، واعتبر أن أبرز إنجازاته العام المنصرم كان إطلاق إذاعة "حبايب أف أم" التي تمنى أن تكون إضافة حقيقية للمشهد الإعلامي في قطر، وأعلن عن مشاركته في مهرجان القرين الثقافي في الكويت، ومهرجان الرستاق العربي للمسرح الكوميدي في سلطنة عمان. وعن تجربته الأوروبية، تحدث الفنان القطري قائلاً: "كانت تجربة جميلة ومهمة بالنسبة إلي، ولعل أغنية "همست إسمك" هي التي ساعدتني على خوضها حيث أدّيتها باللهجة العامية وباللغة الإسبانية وكانت نافذة للقاء الأصدقاء في السفارة الإيطالية، حيث تمّت دعوتي للغناء مع كبار مطربات دور الأوبرا الإيطالية وبمصاحبة أوركسترا قطر الفلهارمونية في دار الأوبرا في كتارا، وقد لقّبني السفير الإيطالي "بافاروتي الخليج".
بدوره، أعرب الفنان وائل جسار عن سعادته بالمشاركة في المهرجان الذي بات علامة بارزة في خارطة المهرجانات العربية التي تحتفي بالفن والفنانين على مدى أسبوعين، وأكد أن تنوّع الألوان الغنائية من الطربية والشبابية والفولكلور الشعبي ومن كل الوطن العربي هو دليل اهتمام القائمين على المهرجان بكل الأذواق والثقافات. وأشاد جسّار بتفاعل الجمهور الكبير معه واعتبره دليل حب متبادل ونجاحاً في حد ذاته، وأكد حرصه على تطوير نفسه في كل عمل جديد وذلك من خلال انتقاء الكلمات والألحان.