أحيت لجنة الأمم المتحدة الاجتماعية والاقتصادية لغربي آسيا "الإسكوا" اليوم العالمي للغة العربية بمجموعة أنشطة من قراءات شعرية ونثرية وأسئلة وأجوبة ونص للإملاء باللغة العربية في مبنى الإسكوا في وسط بيروت، بمشاركة الإعلامي بسام براك والإعلامية لينا دوغان اللذين قدما قراءات أدبية لكبار الكتاب والشعراء، وبحضور شخصيات ثقافية ودبلوماسية وإعلامية لبنانية وعالمية.
البداية كانت مع كلمة الأمين التنفيذي للإسكوا بالوكالة منير تابت الذي أكد في كلمته أنه كان يريد الإعتذار عن الحفل بسبب خوف لديه من عدم تمكنه من اللغة العربية لأن أستاذه في المدرسة خلق له عقدة من اللغة العربية بسبب صرامته وتشدده مع الطلاب، كما كانت كلمة لرئيسة قسم اللغة العربية في الإسكوا الإعلامية نضال نون، وكلمة أخرى للسيدة منى فتاح ممثلة لجنة الموظفين في الإسكوا.
من ثم قدم كل من الإعلامية لينا دوغان والإعلامي بسام براك قراءات أدبية ونثرية وشعرية للعديد من كبار الكتاب والأدباء والشعراء، منهم سعيد عقل، محمد الماغوط، نزار قباني، الأخطل الصغير، محمود درويش، فبدا التناسق خيالياً بين الشخصيتين وإستمتع الحضور بأداء مميز وإبداع من عالم آخر.
وبعد القراءات المميزة، أقامت الإسكوا مسابقة في الإملاء قدمها الإعلامي بسام براك، والنص الذي تلاه براك على المشاركين، يعود للصحافي الراحل غسان تويني الذي كان ألقاه في مجلس الأمن الدولي، بتصرف براك الذي أضاف عليه بعض الجمل والكلمات.
موقع "الفن" كان متواجداً في الحفل، وكان لنا حوار مع الإعلامية لينا دوغان، وحوار آخر مع الإعلامي بسام براك.
لينا دوغان
نحن هنا اليوم لنحيي اليوم العالمي للغة العربية، لكن يوم واحد لإحياء هذه المناسبة في العام لا يكفي لأنه يجب ان يكون هناك متابعة لإعطاء اللغة العربية حقها، خصوصاً أنه بالفترة الأخيرة بدأنا نتحدث بلغات أخرى بالدراسة وعلى مواقع التواصل الإجتماعي، وأتت هذه اللغات على حساب اللغة العربية التي يجب الا ننسى أنها لغتنا الأم والتي نشأنا عليها، لذا يجب أن نوعي أجيالنا ومجتمعنا على أهمية اللغة.
وعن بعض الإصدارات التي تُنشر حالياً والتي لا تراعي قواعد اللغة وتحتوي على أخطاء كثيرة، أكدت دوغان ان الرقابة مطلوبة في كل مجال، مشددة على أن الواقع الأدبي يشبه الواقع الفني للأسف "مين ما كان عم يغني"، وهذا الأمر يؤدي الى مستقبل مدمِّر وليس الى مستقبل عامر، وقالت دوغان: "لست بصدد الإنتقاد، توجد تجارب روائية جيدة، وهناك تجارب سيئة للأسف".
وعن رأيها في الأخطاء اللغوية التي يقع فيها الإعلاميون، أسفت لينا دوغان على هذا الواقع، مرجعة سبب الأخطاء الى ان الكثير من المقدمين والإعلاميين والمراسلين لا يتقبلون النقد، كاشفة أنها مازالت تتدرب وتتقبل الإنتقادات بكل روح طيبة.
ووفي ما يتعلق بأدائها المميز في الحفل، كشف بسام براك أنهما لا يتدربان على النصوص على المسرح قبل إلقائها بل على الهاتف فقط، وأكدت دوغان أن هناك كيمياء مميزة بينها ويبن براك نشأت منذ سنوات، وهنا تكمن نقطة القوة.
وختمت دوغان برسالة لكل الإعلاميين والإعلاميات بأن يتدربوا يومياً على الأداء والإلقاء كي يتمكنوا من أن يتميزوا في هذا المجال.
بسام براك
بدوره الإعلامي بسام براك اشار الى ان طريقة تعليم اللغة العربية اليوم في المدراس لا تشبه الطريقة القديمة، حيث أصبحت الأمور مختلفة عما سبق، وأصبح الأستاذ متفاعلاً وليس منصة، وأصبح المنهج متنوعاً بين المرئي والمسموع، وبين التنويع في الحصص، المشكلة اليوم ليست في المعلم ولا في المقاربة، بل هي أن المجتمع في حالة تبرؤ من اللغة العربية، اللغة موجودة في الحصص الدراسية لكن الطالب لا يستخدمها في الخارج، لذا يطرح الطالب على نفسه السؤال الآتي "لماذا أتعلم هذه اللغة طالما أنني لا أستخدمها اليوم؟".
ورداً على سؤال من يجب أن يتحمل مسؤولية هذا الأمر؟، اجاب براك بأن المسؤولية تقع في لبنان على الجهات الحكومية كوزارة التربية، حيث يجب زيادة حصص اللغة العربية في المدراس، وكذلك رفع العلامات التي يتم وضعها على مادة اللغة العربية، وكذلك فرض المطالعة، واجراء امتحانات اللغة العربية لكل مواطن يريد الدخول الى وظيفة الدولة.
وأشار براك الى انه يجب أن يتم تشكيل مجلس مهمته اختبار المقدمين والمذيعين.
وشدد براك على أن بعض الإصدارات الحديثة تنقل عدوى الأخطاء الإملائية، وذلك لأن العمل بالنسبة للقارئ هو مرجع، وهنا يجب ان نعود الى وزارة الثقافة لتضع معايير، كما أن هناك دوراً يجب أن تقوم به دور النشر، فهناك دور نشر تراقب ولا تصدر أي عمل من دون بناء لغوي جيد، وبعضها يتجه إلى إصدار الأعمال لهدف تجاري، والنشر للتعميم فقط وليس للتخصيص.
كما كشف براك أن بعض الوجوه الإعلامية الجديدة جيدة ولديها طموح وموهبة، لكن يجب توظيف موهبتها وقدراتها بشكل أفضل، وعلينا أن نحثها ونقدم لها لغة عربية عصرية وليس لغة خشبية، يجب أن نعلم هذه الوجوه اللغة والقواعد بمقاربة مختلفة.
وعن الإعلامية لينا دوغان قال براك :"هناك تناغم كبير بيني وبينها، تصور أنني أتمرن مع لينا على الهاتف فقط، من ثم نطل على المسرح ونقدم أداءً مميزاً".
وختم براك كلمته بأنه يحلم بأن يطل مع كوكبة من الإعلاميين والإعلاميات على المسرح ويلقوا نصوصاً باللغة العربية.