اختتم معرض بيروت للتصميم في دورته للعام 2018 فعالياته في الثالث والعشرين من أيلول/سبتمبر على كورنيش بيروت البحري (سيسايد أرينا) بعد أن نال إعجاب جمهور متزايد.


وقد أظهر لبنان عبر هذا المعرض مدى ثقته بنفسه في مجال التصميم، فيما أكّدت بيروت مكانتها كسوق أعمال إقليمية في هذا المجال نفسه. فإنّ العاصمة اللبنانية التي باتت مركزاً للتصميم في حوض المتوسّط والشرق الأوسط قد أتاحت الفرصة للكثير من نجوم التصميم الدوليين والإقليميين أن يسطعوا على مدى خمسة أيام.

أمّا السينوغرافيا المتحفية للمعرض والتي أعدّها جلال محمود فقد شكّلت مساحة معمارية فريدة من نوعها مليئة بالعواطف، الأمر الذي سلّط الضوء على قيمة التصاميم. وقد اتّضح أنّ مستوى هذه الدورة الثانية من معرض بيروت للتصميم كان أعلى بكثير من الدورة السابقة، وقد تأكّد ذلك عبر أهداف المنظّمين* ولجنة الاختيار**، وأيضاً عبر الـ19800 زائر (أي أعلى بنسبة 20% مقارنة بالعام 2017).

وقد جمعت هذه الدورة الثانية 58 عارضاً (أي 28% أكثر من العام 2017) من المنطقة وللمرّة الأولى من أوروبا (إيطاليا؛ فرنسا؛ بلجيكا؛ الإمارات العربية المتّحدة...) قدّموا إبداعات 111 مصمّماً (أي أكثر بنسبة 26%).

وبعد نجاح جائزة المواهب الصاعدة اللبنانية (باريس، 7-11 أيلول/سبتمبر)، أظهر معرض بيروت للتصميم مكانة لبنان المبدع الشرعية والنامية على الساحة الدولية كما وبيّن رغبة السوق المحلّية بالأثاث والمنتجات عالية الجودة التي كانت معروضة. وبالفعل، قد حقّق 90% من العارضين مبيعات خلال فعاليات المعرض، وقد أبدى معظمهم عن رغبته بالمشاركة مجدداً في العام 2019.

أمّا الجوائز الثلاث التي منحتها لجنة الاختيار يوم الخميس 20 أيلول/سبتمبر فقد سلّطت الضوء بشكل خاصّ على الموهبة، والابتكار، والطموح. وقد كانت جائزة المبادرة من نصيب جوي مارديني المعروفة بمواقفها الفريدة في الترويج للمصممّين اللبنانيين والدفاع عنهم بحرارة في لبنان وفي الخارج (الولايات المتّحدة الأميركية؛ سويسرا؛ فرنسا؛ الإمارات العربية المتّحدة...). كما أنّ جائزة الغرض قد حاز عليها فادي سري الدين الذي قدّم مجموعة من الأغراض المشخّصة، بما فيها منصّة في معرض بيروت للتصميم مصمّمة على شكل مشغل حرفي ما أتاح المجال للكثير من التفاعل. وبالتالي، تسنّى لكلّ زائر أن يصبح مصمّماً بطريقته الخاصّة عبر هذه العملية المبتكرة.

كما أنّ فيفيان فان بليرك حصل على جائزة الموهبة التي تميّز شخصية مصمّم(ة) شابّ(ة)، وذلك تقديراً لفكرة عالم الأحلام الذي يدعو الجميع إليه بلمسة من الفكاهة تجعل الطفل الموجود داخل كلّ منّا يبتسم.

وتبقى أخيراً جائزة التفوّق، وهي المبادرة الخاصّة الملموسة والناجحة الأولى التي تمنح فرصة للطلّاب اللبنانيين (العمارة الداخلية؛ التصميم)، وقد تمّ تقديمها يوم الجمعة 21 أيلول/سبتمبر. وكان موضوع العام 2018 "إعرف جذورك"، اختارت على أساسه لجنة التحكيم والموجّهون*** 7 مشاريع، ثمّ اختاروا من بينهم مايا صافي للحصول على الجائزة بفضل ملاعق الزيت المبتكرة، والجميلة، والعملية التي صمّمتها (elias). وسوف يتمّ تطوير هذا الابتكار .

وسوف تجري الدورة المقبلة من معرض بيروت للتصميم من 19 إلى 22 أيلول/سبتمبر 2019، إلى جانب معرض "بيروت آرت فير".