هي ليلة من ليالي الأحلام، إنتقلنا خلالها إلى حيث تعشق العين وتطرب الأذن، فسافرنا على متن "ألوان موسيقية" أبهرتنا، وذكرتنا بأن الأعمال الأصيلة تفرض نفسها في ظل كل ما نسمعه اليوم في زحمة الأعمال الموسيقية، فقد أحيا المؤلف الموسيقي الدكتور جمال أبو الحسن حفل "ألوان موسيقيّة" في الجامعة الأميركية في بيروت، بالتعاون مع "برنامج زكي ناصيف للموسيقى في الجامعة الأميركية و"المعهد الوطني العالي للموسيقى" و"الأوركسترا الوطنية الشرق عربيّة"، وبمشاركة "كورال الفيحاء" بقيادة المايسترو أندريه الحاج، وجمعية خريجي الجامعة الأميركية، حفلاً مميزاً بعنوان "ألوان موسيقية"، فكان برنامج الحفل غنياً جداً بالأعمال الموسيقية والمشهدية الجميلة، وتضمن:
الفصل الأول "رحلة في المكان والزمان من جمال أبو الحسن"
أمل جديد، النص من جبران خليل جبران
نزوة
الحرية، قصيدة لـ هنري زغيب
الفصل الثاني "تحية مبتكرة لـ زكي ناصيف تصم أغاني موزعة ومصورة حديثاً
رقصة الجرار
فراشة وزهرة
مهما يتجرح بلدنا
ليلتنا
فضاءات من جمال
الفصل الثالث "حنين إلى الماضي" (موسيقى مستذكرة وراقية من الأغاني العربية في عصور مختلفة)
وصفولي الصبر، محمد عبد الوهاب
فكروني، محمد عبد الوهاب
إسأل روحك، محمد الموجي
قلبي ومفتاحو، فريد الأطرش
توبة، بليغ حمدي
خيال الرقص من جمال
الفصل الرابع "تكريم مبتكر للتراث الموسيقي اللبناني يضم مجموعة مختارة من الأغاني التي لا تنسى"
عالروزانا أغنية فولكلورية من وحدة الرقص رقم 3، جمال أبو الحسن
وينك يا خيال، وليد غلمية
مرحبتين مرحبتين، فيلمون وهبي
عالعالي الدار، فيلمون وهبي
على أم المناديل، نقولا المني
مراكبا عالمينا، الأخوين الرحباني
كل الموسيقى مؤلفة وموزعة ومدارة من قبل الدكتور جمال أبو الحسن، بإستثناء "قلبي ومفتاحو" توزيع أندريه الحاج و"على أم المناديل" توزيع وجدي أبو دياب.
النص لـ جبران خليل جبران، السرد بالصوت لـ جوزيف بو نصار.
موقع "الفن" إلتقى المؤلف الموسيقي الدكتور جمال أبو الحسن قُبيل بدء الحفل، وكان لنا معه هذا الحوار.
سبق أن طرحت ألبوم "ألوان سيمفونية"، وحفل اليوم يحمل عنوان "ألوان موسيقية"، ما الذي يميز هذا الحفل؟
اليوم الحفل يحتوي على الطابع الشرقي، لأن هذه المرة الأولى التي أعزف فيها مع الأوركسترا الوطنية اللبنانية للموسيقى الشرق-عربية، بالعادة أعزف مع الأوركسترا السيمفونية، فكتبت أعمالاً لهذه الآلات العربية، بالإضافة إلى الآلات الإلكترونية التي أستعملها، وأصوات كورال الفيحاء، طبعاً بالتعاون مع المايسترو أندريه الحاج، قائد الأوركسترا الوطنية اللبنانية للموسيقى الشرق-عربية، هناك اليوم توزيعات جديدة وأفكار جديدة بالنسبة للموسيقى العربية.
بعد أن قدمت في ألبومك "ألوان سيمفونية" 3 أعمال للفنان زكي ناصيف، اليوم تقدم هذه الأعمال بالإضافة إلى عملين آخرين، ما سر العلاقة بينك وبين الفنان الراحل زكي ناصيف؟
حين عدت إلى لبنان تعرفت عليه شخصياً، إنسان رهيب كفنان أصيل، هو يمثل بألحانه الأرض والطبيعة ولبنان الحقيقي، وأنا أسمعته حينها بعضاً من أعماله التي وزعتها موسيقياً حين كنت في أميركا، فأعجب بعملي في الموسيقى الإلكترونية على ألحانه، وفرح كثيراً، وقال لي إن لديه حلماً بأن يقوم بأعمال مع أوركسترا سيمفونية ويطوّر فيها، بحيث لم يكن هناك حينها إمكانيات كبيرة جداً في الأوركسترا اللبنانية، فكانت التسجيلات محدودة، وجاءت الفرصة أني قدمت أعماله مع الأوركسترا السيمفونية، ولكن كان ذلك بعد وفاة ناصيف.
قلت سابقاً إنك منذ أكثر من سنوات تحضر للمشاركة في مهرجانات بعلبك، ولكنك لم تشارك فيها لغاية اليوم، لماذا؟
كان هناك كلام عن مشاركتي في مهرجانات بعلبك، وذلك بالتعاون مع "برنامج زكي ناصيف للموسيقى في الجامعة الأميركية"، ولكن الموضوع تأجل لأسباب ربما تقنية، هذا العام لم يكن لدي الوقت لأطرح عليهم مشروعي، ربما أطرحه العام المقبل.
شاركت في الكثير من المهرجانات العالمية، وفي بعض المهرجانات اللبنانية-الدولية، ما سبب قلة مشاركتك في المهرجانات المحلية؟
أنا بطبعي لا أطلب شيئاً من أحد، بل أنتظر أن تتصل بي الجهة المنظمة للمهرجان، وأنا ليس لدي إدارة أعمال، ومنذ فترة أبحث عن من يدير أعمالي، الحمد لله أني أحقق أهدافاً جميلة، ولكن ببطء، أنا مقصر، ولكن الإعلام، في معظم الأحيان، لا يعرض الحفلات الكبيرة التي أحييها.
المهرجانات اللبنانية الدولية تركز على الأسماء الفنية الكبيرة التي تبيع البطاقات، وهم يجلبون بغالبيتهم فنانين من الخارج لأنهم يظنون أن هؤلاء الفنانين يبيعون أكثر، فالهدف تجاري أكثر مما هو يقافي، أتمنى لو تتدخل وزارة الثقافة لتدعم الأعمال اللبنانية، أقله عمل واحد في السنة.
لو عاد بك الزمن، ما هو القرار الذي كنت ترددت في أخذه؟
القرار هو أني عدت باكراً إلى لبنان، فكنت في الولايات المتحدة الأميركية في تسعينيات القرن الماضي، حيث كنت بدأت أشق طريقي الفنية هناك، وأحيي حفلات وأقدم موسيقى تصويرية للأفلام، شعرت بأن هناك بعض العنصرية تجاهي لأنني لبناني، ولم أكن حينها قد حصلت بعد على الجنسية الأميركية، وبعدها بدأنا نسمع أخباراً عن أن ورشة إعادة بناء لبنان بدأت، فقلت إني بقيت في أميركا وأوروبا حوالى 20 عاماً، ممكن أن أساهم في لبنان.
وفي العام 1993 تلقيت دعوة من مهرجانات بيت الدين، فجئت وأحضرت معي من الخارج كل الآلات والمعدات الموسيقية الحديثة لأنه لم تكن متوفرة حينها في لبنان، وتعرفت على الجو الموسيقي هنا، وعلى الدكتور الراحل وليد غلمية الذي طلب مني أن أبقى في لبنان، وإفتتحنا فرع الموسيقى الإلكترونية في الكونسرفاتوار، وبعدها أصبحت عضو مجلس إدارة، وبالمقابل خسرت فرصاً كبيرة في الخارج، ولكني حصلت على الجنسية الأميركية بعد عودتي إلى لبنان، فلو حصلت عليها حين كنت في أميركا ربما كنت بقيت هناك، حيث كان لدي فرص كبيرة للعمل في الموسيقى التصويرية للأفلام، وهذا الأمر غير متوفر في لبنان، ولكني لازلت أسافر إلى أميركا وأشارك في مؤتمرات ومهرجانات هناك.
لمشاهدة ألبوم الصور كاملاً،إضغط هنا.