"أنا آتي الى المهرجان لأول مرة وأنا ابن كسروان، رح تولع الذوق الليلة".
. بهذه الكلمات إفتتح الموسيقي غي مانوكيان مساء الثلاثاء الفائت، فاعليات مهرجانات ذوق مكايل الدولية، على المدرج الروماني.
إمتلأت مدرجات المسرح الحجرية بالجمهور، دخل غي مانوكيان المسرح الروماني على وقع صيحات وتصفيق الجمهور المتحمّس لليلة موسيقية مرهفة وأنيقة، بعد أن سبقته الفرقة الموسيقية بقيادة المايسترو إيلي العليا.. أُطفئت الأنوار على المسرح، صدحت الموسيقى، تعالت أصوات "الدرامز"، جلس مانوكيان على كرسيه خلف البيانو وانطلق الحفل بأغنية "طلوا حبابنا"، برفقة الكورال.
من جذوره الأرمنية في جسمه وحواسه، وبشغف تعبيريّ خلف آلته الموسيقية، تنقّل مانوكيان بين مقطوعة وأخرى بأسلوب عزف سريع جداً، أعادنا الى أيام الزمن الجميل والأغنيات التراثية ذات الجُمل البسيطة والشاعرية، عزف قطعة موسيقية لأطفاله، وأخرى عن الأيام الصعبة، وهِجرته الى دبي في العام 2006.
إنها " ليلة المفاجآت"، كما أطلق عليها مانوكيان، الذي يحتفل بمرور 25 سنة على مسيرته الموسيقية. ففاجأ الجمهور بحضور الثنائي الإسباني Mario and George Reyes من فرقة " Gypsy Kings "، وتعني "ملوك الغجر"، وهي فرقة موسيقية تؤدي أغاني الفلامينغو بلهجة أندلسية إسبانية، وقدّم الثنائي عزفاً على الغيتار لموسيقى الجيبسي أشعل الأجواء، وجذب الحضور بتفاعلية إيجابية وبالتصفيق الجَماعيّ.
لم يكل ولم يمل مانوكيان طيلة الليلة المجنونة بشغف الموسيقى، وهو يردّد "رح تولع الذوق الليلة.. بعد ما شفتو شي"، انتزع الجمهور من قلقه اليومي لساعتين من الوقت، ظل يمازحهم ويزيد من حماسهم أكثر ليذهب بهم الى عالم آخر.. إلى ليلة موسيقية قريبة وعفوية بانسجام وتناغم طبيعيين جداً، بين مانوكيان والجمهور، الذي لم يتعب أبداً من التصفيق والرقص والتمايل بين مقطوعة وأخرى. وعند انتهاء المهرجان، علت الصيحات رفضاً لإنتهاء هذه الليلة المليئة بالعاطفة والحنين، فإستجاب مانوكيان لرغبة الجمهور، ليعود ويعزف بشغف،بأنامله السحرية لبعض الوقت.. نعم، غي مانوكيان، وبكل بساطة.. "ولّع ليل الذوق".