هو صانع الفرح، صاحب حضور مميز على الكاميرا، وهو رمز الطيبة والعفوية حتى السذاجة في مجمل الادوار التي لعبها على الشاشة الصغيرة.
"أسعد النعسان" هو نفسه الممثل الكوميدي (الموليري) عبد الله حمصي الذي أضفى على الكوميديا الساخرة لمسة من السحر والجاذبية. لعب عبد الله العديد من الادوار وابرزها مع الكاتب (أنطوان غندور) في مسلسله الشهير (صبحك بونجور ستنا بيروت) وكذلك دور الحارس مع الرحابنة ودور المكاري في فيلم (سفر برلك) لكن شخصية أسعد طغت على حضوره الفني حتى باتت جزءاً من كيانه.
ماذا يقول اسعد عن الممثل عبد الله الحمصي؟ هذا ما سوف نكتشفه في الحوار معه لموقع "الفن".
من أحاور عبد الله حمصي أم أسعد النعسان؟
(خلينا مصحصحين) أيّاً منهما لديه صفة الطيبة لكن اسعد طيبته تأخذه الى السذاجة والاعتباط.
كيف استطعت البقاء كل هذه السنوات على وهج كاركتير أسعد؟
عندما كتب في أوائل الستينات الاستاذ صلاح (ابو سليم) شخصيات برنامجه رسم معالم ثابتة لكل كاركتير، فكان صلاح صبح (شكري شكر الله البخيل) ومحمود مبسوط رحمة الله عليه (فهمان المحتال خفيف الظل) وباقي الشخصيات. وكانت شخصية أسعد ترمز الى الطيبة والعفوية والشفافية. فقد حافظت على أساسها وكنت أطورها بكل الحب والمودة حتى رسخت في أذهان الناس.
أسعد المتفرج اليوم يعتبر نفسه أحيل على المعاش فنيأ؟
ينتهي عمر الفنان ولا ينتهي حضوره خصوصاً عند الناس الذين يحبونه ويحترمونه. والحمد لله كنت من الناس الطيبين واليوم وبعد أن تقاعس الاستاذ صلاح عن المشاركة وظهرت موجة من الجيل الجديد، اصبحت فرصة العمل صعبة جدأ.
بصراحة، هل أنت راض عن الجو الكوميدي لدينا؟
بالطبع، لأنه أصبح نوعاً من السخرية والفضائحية، فالفن في أيامنا كان يخضع للرقابة الذاتية قبل أن يخضع لرقابة الامن العام، وكنا نلعب على قضايا اجتماعية تشكل عقبة في يومياتنا. اليوم الكوميديا ليست بمفهومها الصحيح والكتّاب الكوميديين ليسوا مختصين بالكتابة في هذا المجال.
بماذا يمتاز الممثل الكوميدي عن غيره؟
الممثل الكوميدي يمتاز بمساحة عريضة من الوجع الذاتي يجسده من خلال تمثيله بشكل كوميدي ساخر يمزج فيه الضحكة مع الدمعة.
عندما تخف أضواء الشهرة عند الفنان يقبل بأيّ دور حتى لو كانت هابطة؟
لكلّ فنان ظروفه وطرق عيشه، فبعض الفنانين يقبلون بأدوارٍ ثانوية بعد أن كانوا أبطالاً لأن ظروفهم تفرض عليهم القبول. بالفن لا يوجد أمان وضمانة تردع الفنان عن السقوط بهوة القبول، فالدولة غائبة تماماً عن هذا الموضوع، ناهيك عن عدم تقدير واحترام القيمين اليوم لتاريخ هذا الفنان ونجاحاته.
ما هي الاشياء التي تزعجك؟
الاستهتار وعدم التنظيم في الوسط الفني.
ما زال عبد الله حمصي يحلم اليوم؟
عندما يتوقف الانسان عن الحلم يكون قد شارف على النهاية وأنا والحمد لله رب العالمين ما زلت قادرًا على العطاء.
ما هي أحلامك الفنية؟
أحلامي أن تعود الحياة الفنية الى طبيعتها ويستعيد الفن عافيته خصوصاً أننا أصحاب مواهب صادقة وحلمي أن يستعيد المسرح تألقه بفضل عزيمة جيل الشباب الاكاديمي.
يا ترى الجيل الاكاديمي الجامعي افضل حظاً من جيلكم؟
أكيد، فهو جيل جمع الموهبة وعمل على تنميتها بالدراسة فكانت كل الأبواب مفتوحة أمامه، بينما جيلنا كانت عنده الموهبة ونمها بالتجربة.
لماذا أبعدت أولادك عن الفن؟
لأنه لا يوفر خبزاً في أيامنا، على عكس اليوم حيث اصبح الفنان قادراً على العيش حياة رغيدة.
أسعد يخاف احيانا على عبد الله؟
دائما لأن عبد يأخد الحياة بكل جدية وهمومها فتتعبه في الكثير من المرات.