هي عاشقة للكلمة حتى الرمق الأخير.
.. تنشر عبق النساء ودفء قلوبهن حروفاً ومفردات من خلال رواياتها... هي الناشطة في دعم وتمكين المرأة، والتي يتابعها الآلاف عبر وسائل التواصل الاجتماعي وتشكل عامل تأثير إيجابي حيث تقدم للنساء النصائح لتعزيز ثقتهن بأنفسهن... وهي الحائزة على جائزة المرأة العربية في الإمارات لعام 2016 عن فئة الأدب، بعد سلسلة إصدارات هي "نضال"، "نصف المرأة"، "إبرة، خيط، ورجل"، وآخر إصداراتها "سأعاتبك في الليل"... هي سعاد صليبي التي كان للـ"الفن" معها هذا الحوار...
نبارك لك أولاً حصولك على جائزة المرأة العربية لعام 2016 عن فئة الأدب. حدثينا عن اختيارك وكيف كان وقع خبر فوزك عليك؟ وما الذي ستضيفه لك جائزة بهذا المستوى المرموق عربياً؟
شكرأ لكم... أسعدني جداً خبر فوزي بهذه الجائزة وترشيحي من قبل لجنة تحكيم مؤلفة من سيدات بارزات وقياديات مهمات على مستوى الإمارات. هذه الجائزة ذات تاريخ عريق ومشرّف منذ لحظة تأسيسها حتى الآن، وترعاها سمو الشيخة جواهر القاسمي، حرم صاحب السمو حاكم الشارقة، وهذا بحدّ ذاته يمنح الجائزة قيمة عالية نظراً لاهتمام سموّها في الثقافة تحديداً وبنشاط المرأة عموماً، إلى جانب حضور سمو الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة وتنمية المجتمع في الإمارات، حفل التكريم... لذلك تمثل لي الجائزة الكثير من الناحية المعنوية، كما قد تمثل لكل إنسان مجتهد سواء أنا أو غيري، فأكثر ما يحتاجه الإنسان المثابر هو أن يكون جهده مقدّراً فما بالك إن كان التقدير من جهات لها مكانتها الرفيعة إجتماعياً وثقافياً... هذا بالفعل ما شعرت به لحظة فوزي بالجائزة، خصوصاً أنه فوز مفاجئ ولم أكن أنتظره، فأنا غير متابعة للجوائز والتكريمات، وغير متفاعلة كثيراً مع العالم الحالي المنغمس في المصالح والماديات والزيف، بل أعيش في عالم شخصي بعيد مبني على النزاهة والنقاء والمثابرة من خلال أفكاري وأسلوب حياتي وسلوكي ومبادئي، ولطالما اعتبرت أن جائزتي الحقيقية هي ما أتلقاه من الناس من محبة وردود فعل وتغيير للأفضل في حياتهم تأثراً بكتاباتي ونصائحي فهم سبب ما أنا عليه الآن وليس أحداً آخر.
ترقّب قرّاؤك وعاشقو كتاباتك بشغف صدور كتابك الرابع "سأعاتبك في الليل". ماذا تخبرينا عنه؟
فعلاً كان انتظاره طويلاً. لقد شعرت بلهفة القرّاء لكتاب "سأعاتبك في الليل" بفعل إلحاحهم بالسؤال عن الإصدار قبل أن يصبح متاحاً، وهذا محور نجاح الكاتب حيث كلما قرأ قرّاؤه كتاباً له تلهفوا للمزيد والجديد. "سأعاتبك في الليل" كتاب غني بالأحداث يشبه شخصيتي، وهو مزيج من الرقة والقوة والضعف والانتصار والعتب والإمتنان، الرومانسية والشقاوة، المرح والجد... وكل هذه العناوين يندرج بعدها الظرف والمكان للمشكلة التي من الممكن أن تصادف أي إنسان، وعليه أن يتخذ قراراً جدياً وحاسماً بها... ربما يكون هذا القرار هو التخلّي، وربما يكون التقرب والاستمرار، فأنا أؤمن بأن قوة الإنسان نوعان: قوة البقاء وقوة الرحيل. وبالعودة لروايتي فإنها تجعل من كل امرأة تقرأها سيدة نفسها، وحتماً ستغيّر شيئاً من شخصيتها.
لمَ اخترت إصدار روايتك هذه أولاً ضمن معرض الشارقة الدولي للكتاب؟
إن توقيت إطلاقها تزامناً مع معرض الشارقة للكتاب، جلّ ما يتمنّاه كل كاتب، فمعرض الشارقة اليوم هو أحد أهم معارض الكتاب في العالم العربي ويعتبر ملتقى للمثقفين وكذلك فرصة للقراء للالتقاء بكتّابهم المفضّلين.
هل تتوقعين أن يحقق مبيعات خيالية كتلك التي نالتها كتبك السابقة "نصف المرأة"، "نضال"، و"إبرة، خيط، ورجل"؟
توقعت له هذا، وكانت توقعاتي في محلها بل وأكثر، فهو على لائحة الكتب الأكثر مبيعاً منذ إصداره، كما أن لهفة القرّاء لاقتناء كتابي سبقت صدوره وترجموها بالتفاعل يوم التوقيع ثم شرائه وهذا ما أثلج صدري. هناك محبة حقيقية ألمسها في قرّائي من خلال تواصلهم وتعليقاتهم ورسائلهم، وهذه ثقة كبيرة تجعلني سعيدة جداً وتحمّلني مسؤولية أيضاً تجاه أفكارهم المستقاة مني والشريكة في إدارة حياتهم وسلوكهم ومشاكلهم.
أجريت مسابقة واخترت على إثرها تصميماً فنياً اعتمدته غلافاً لكتابك. من أين أتتك الفكرة؟ وما الذي لفتك بالتصميم الفائز؟
أجريت هذه المسابقة لأني مسكونة من داخلي بهموم الجيل الصاعد، والمواهب الكثيرة المهملة التي لا يمد لها أحد يد العون. للأسف مجتمعاتنا مبنية على الوساطات، لذا تهتم بالمشاهير وتترك المبتدئين بحجة عدم الخبرة، وهذا ما يستفزني لأنه كل من حقق الشهرة كان مبتدئاً من قبل، وما لم نعطِ الفرصة للمبتدئين اليوم لن نرى إبداعاً فيما بعد. من هذا المنطلق، أطلقت مسابقة لتصميم أفضل لوحة غلاف لكتابي، ولن تتخيلي الكم الهائل من المشاركات الذي وصلني، جميعها لوحات رائعة لفنانين من مختلف الدول العربية تدلّ على مواهب عظيمة، لكنني اخترت الأقرب إلى مضمون كتابي وكانت لوحة لتشكيلية سعودية إسمها سلطانة أحمد. ولن أكتفي بهذه المسابقة، بل في جعبتي الكثير من الأفكار للموهوبين وسأكشف عنها قريباً.
أيّ زيّ يرتدي عتاب سعاد صليبي؟ وهل ثمة مَن يستحق لومك؟
زيّ الحب المنسوج من خيوط الشمس وأسلاك القمر الحريرية الفضفاضة، عتبي مزيّن بالنقاء والصدق والأصالة. أؤمن جداً بأن الغد أجمل وكل مبيت على حزن تصحبه صحوة صباح مشرق، لذلك عتبي يكون على كل ما ينافي ما ذكرته، فأنا أبغض مَن يقتل روحاً، ومَن يحبط نفساً، ولا أطيق مَن يحاصر حياة غيره لمجرد أنه على ذمته أو وصي عليه، ويسلبه حقه في الحياة فيما هو يعيش حراً ويمارس ما يُنهى عنه. أكره مَن يكون محامياً على نفسه وقاضياً على غيره. أحب الأمل والسعادة الحقيقية وأن يترك كل انسان شأن غيره ويلتفت إلى شؤونه... وغيرهم من أصحاب النفوس التي أحرص على أن يرتدوا ثوبي، فهذا الزيّ هو كما القبعة السحرية الخيالية التي كنا نشاهدها عندما كنا أطفالاً وتغيّر الإنسان أو تخفيه، والفرق بين القبعة وهذا الزيّ هو أن القبعة خيالية بينما الزيّ حقيقة تأخذ الإنسان إلى عالم النقاء والإحساس الحقيقي المحروم منه أغلب البشر... ومَن يستحق اللوم هو الخائن والكاذب والظالم والكسول والفاشل.
لطالما حملت في كتاباتك لواء المرأة... ما هي المخاطر التي تواجهها السيدة العربية اليوم برأيك؟
يؤسفني القول إنها مخاطر عديدة لا تعد ولا تحصى، ولكني سأختصرها لك بأمرين: العقل وطريقة التفكير، فإذا فرغ عقل المرأة من الأهداف أصبح مجتمعنا العربي مهدداً، لأن المرأة العربية- ولو أن هذا الكلام سيزعج البعض- هي عامود المجتمع، فهي تربي الأجيال وتعدّ الرجال إلى ميادين الحياة، وما يحصل الآن في مجتمعاتنا من تخاذل بحق المرأة وتهميش وسطحية، هو كارثة سندفع ثمنها ربما بعد أعوام حيث أن تفكير أغلب النساء لا ينصب على تكبير العقل.
بات الجمال المثالي هوس أغلب النساء والجيل الصاعد من الفتيات، وللأسف أقنعتهن مجتمعاتنا الاستهلاكية بأن الجمال والجسد الجميل يمثلان الباب إلى قلوب الرجال والرزق أيضاً.
من جهتي، أحترم المرأة الجميلة التي تعتني بنفسها وبعقلها في آن واحد، لكني أحزن من داخلي على كل امرأة لا تملك شيئاً آخر غير الجمال، واكتفت بذلك دون أن تملك طموحاً وعزيمة من أجل تحقيق ذاتها وأهدافها أو من أجل تحسين وضعها الاقتصادي من خلال عقلها وإمكاناتها الفعلية، فما نشهده الآن يتنافى مع ذلك وأغلبية نساء وشهيرات المرحلة ببالغ الأسف جرفتهنّ عاصفة التواصل الاجتماعي إلى القاع المزدحم وأصبحن يمتلكن شهرة بلا أي مقومات!
ما الذي يميّزك عن أبرز الكاتبات العرب، وفي مقدمتهن أحلام مستغانمي؟
كل امرأة منا متميزة بشخصيتها... أنا لا أميز نفسي عن غيري، بل بإمكان القارئ أن يقول ما الذي يميزنا عن بعضنا وليس أنا، ولكن كل ما بوسعي قوله هو أنني متميزة في مجالي، كما السيدة أحلام متميزة أيضاً في مجالها، ومن المعجبين بها وبإصداراتها، وكتاباتها تروق لي جداً وحريصة على اقتناء كتبها. ولربما أنا والكاتبة أحلام مستغانمي أكثر شخصيتين نتكلم عن العلاقات العاطفية ونحذّر من مخاطرها إن لم تكن المرأة على القدر الكافي من الثقافة في التعامل مع الرجل، ومع ذلك نحن مختلفتان في الطرح والأسلوب حيث لكل منا تفكيرها وقناعاتها. كتاباتي اليوم وصلت إلى مرحلة تعكس أسلوبي، وكثيراً ما تصلني تعليقات من المتابعين بأنهم بمجرد أن قرأوا السطور الأولى من نص وصلهم عبر وسائل الاتصال والتواصل، يعرفون بأنني كاتبته، وهذه بالتأكيد البصمة التي تحفظ لي نجاحي وتحدد مكانتي بين قرّائي، وربما يعود ذلك إلى حرصي على الاقتراب من الناس والتحدث بلغتهم، وأتكلم بمنطقهم بلا تكلّف، ولا أتردد في كثير من الأحيان من كتابة مقولة أو نص باللغة العامية المحكية إن شعرت بأنها ستكون أقرب إلى قلوبهم.
هل ثمة شخصية نسائية عربية تعتبرينها قدوة أو مثالاً يحتذى؟ ولماذا؟
كل امرأة مثابرة ومجتهدة ومثقفة هي قدوة حتى وإن كانت ربّة بيت فقط، وليس بالضرورة أن تكون سيدة مشهورة لتنال إعجابي. الإنسان الواعي يستفيد من كل شخص حوله، إمرأة بسيطة في منزلها أو امرأة رائدة وذائعة الصيت وربما متسوّل في شارع أو فيلسوف أو حتى طائر يغرّد فيما نحتسي قهوتنا، يمكن أن نأخذ من كل شي يمرّ أمامنا ما يلهمنا ويلائم قناعاتنا وينسجم معها.
كيف تحافظين على التوازن بين كونك امرأة مثقفة وكاتبة ملهمة من جهة، وأنيقة وعاشقة للموضة من جهة أخرى؟
هي عملية تكاملية، برأيي الشخصي لا يمكن للمرأة أن تكون ذكية ما لم تلمّ بكافة مواطن جمالها، والجمال لا يُجتزأ، الجمال بلا عقل لا يفيد، والعقل بلا اهتمام بالمظهر لا يشكل عامل جذب. نحن في زمن كثرت إغراءاته، والمرأة الذكية هي التي توظّف هذه المعطيات لصالحها.
في فترات سابقة، راجت فكرة التضارب بين الثقافة والجمال، وللأسف عزّز ذلك الأمر كثير من المثقفات اللواتي قدّمن صورة عن الثقافة وكأنها ضد الأناقة والجمال، لكني حريصة في كل مناسبة على تشجيع المرأة على الحفاظ على العلاقة الوثيقة بين داخلها وخارجها. الذوق جزء من الذكاء والشخصية، ومع الاعتذار للشاعر الراحل الكبير نزار قباني فأنا أقول للمرأة "كوني جميلة ولا تصمتي" بل كوني قادرة على النقاش والكلام بوعي وطرح رأيك ومواقفك بثقة.
تعتبرين من الناشطات على صعيد مواقع التواصل الاجتماعي، بخاصة الانستغرام حيث يتابعك الآلاف. كيف تصفين علاقتك بهم؟ وهل تكمل الصورة ما أنتجه اليراع؟
وجودي في مواقع التواصل الاجتماعي لم يكن يوماً منفصلاً عما ينتجه قلمي في الكتب، فأنا لست من الشخصيات اللواتي حملتهن موجة السوشيال ميديا ويحضرن كأنهن هبطن من كوكب المثاليات والثراء الفاحش، فيظهرن في إنستغرام ما يردن أن يراه المتابع ويغري عيونه علماً أن الوجه الآخر لحياتهن مختلف. أنا لا أحضر لأستعرض حقيبة أو حذاء أو أظافر أو فستان!! أنا أحضر بفكري وقناعاتي ونصائحي، وهذا ما أكسبني شعبية كبيرة وثقة من المتابعين، وجعلني في كثير من المحطات مساهمة في تغيير كبير في حياتهن، حيث أتلقى رسائل يومية من متابعين يؤكدون لي تغيير نمط تفكيرهم تأثراً بنصائحي، وهذا بالنسبة إلي الهدف الأسمى الذي أسعى إليه.
من عالم الكلمة قفزت بجرأة واقتحمت عالم المال والأعمال واستثمرت بما لا يقل عن مليوني درهم. هل تعتبرين هذه الخطوة جرأة أم مغامرة؟
أعتبرها ضرورة، فالمال أساسي في حياتنا، ولا يمكننا أن نعيش في عالم من المثاليات الواهم بعيداً عن الواقع. أنا جريئة لكني لا أتقدم بخطواتي بلا دراسة مسبقة، كما أنني مقتنعة بضرورة الاكتفاء الاقتصادي للمرأة وبأن المال ينتج مالاً إن وظفنا العقل، وكل امرأة متمكنة اقتصادياً وقادرة على الاكتفاء المادي الذاتي هي سيدة نفسها وكيانها وقراراتها، وهي ندّ للرجل ومكملة له في المجتمع، وليست عالة عليه وعلى المجتمع.
لمَ وقع الخيار على اقتحام عالم السيارات الفارهة والمتاجرة بها؟
أجد مجال السيارات الفارهة مشروعاً عصرياً يتماشى مع معطيات هذا الزمن واحتياجاته.
أنت شخصية قيادية وناجحة في الحياة... هل تقودين السيارات بالمهارة نفسها؟ وأي أنواعها تفضّلين؟
أنا قيادية بالفعل، لكنني متزنة وأحب التفرّد... أميل إلى التأني والهدوء في التحرّك والتعاطي مع كل شيء بحياتي، أي أنني أتعامل مع سيارتي بالأسلوب ذاته الذي أتعامل به مع أي شيء آخر يخصني. وأفضّل السيارات الرسمية الحديثة والعالية "الفور ويل" حيث أنني لا أجد راحة في قيادة سيارة من نوع الصالون مهما كان نوعها، إضافة إلى أنني لا أحب السيارات المكشوفة أو الـSport.
تمتلكين شكلاً ملفتاً، من حيث الأناقة والجمال، هل يمكن أن نراك يوماً بطلة في مسلسل من تأليفك؟ لا سيما أننا علمنا أن عدداً من رواياتك مرشح للدراما...
بالفعل، تمّ ترشيح رواياتي لتقديمها درامياً. أما في ما يخص التمثيل حالياً ليس في حساباتي على الرغم من أنني تلقيت أكثر من عرض. ولكن من يعلم؟ ربما أغيّر رأيي، فأنا امرأة تلحق إحساسها حتى لو أخذها بعيداً، لذلك إن لمست إحساسي ورغبتي بالتمثيل فقد أخوض التجربة.
كانت لك تجربة رياضية في مجال الفروسية. ما سبب هجرانك لهذه الهواية؟
لكل مرحلة زمنية تجاربها وأفكارها وهواياتها التي تنسجم ظروفنا من خلالها. لا تنقص صفات الفروسية في الفارس أبداً حتى لو هجر هواياته، لذلك أعتبر اليوم أنني فارسة في حياتي الشخصية وقراراتي ومؤلفاتي، لكنني لم أعد أمارس رياضة الفروسية لانشغالي بأمور حياتية كثيرة، والفروسية هواية تحتاج إلى الكثير من التفرّغ والمتابعة.
برأيك لماذا ترتبط صورة المرأة المثقفة لدى العالم العربية بالكلاسيكية، ولا يتوقع أحد أن يرتبط الجمال والموضة بالثقافة؟
المرأة مسؤولة عن هذه الصورة، لأن بعض المثقفات يحاولن إظهار أن الداخل هو المهم على حساب الشكل ويمكنهن أن يلبسن أي شيء، أو يخرجن بأي مظهر! وهذا خطأ لأن الخارج هو مرآة الداخل، شئنا أم أبينا.
في لبنان، استحدثت أخيراً وزارة للمرأة، ما تعليقك على هذه الخطوة كونك لبنانية ومهتمة بالنشاط النسائي عموماً؟
بالتأكيد سعيدة جداً باستحداث هذه الوزارة، لكن صدمتي كبيرة بتعيين وزير رجل عليها! وهل يمكن للرجل أن يكون على دراية بمشاكل المرأة أكثر منها؟ للأسف لبنان من أوائل الدول الديمقراطية في المنطقة لكنّ المرأة فيه لم تأخذ حقها المتوقع مقارنة مع نظيراتها في الدول المجاورة من الأردن ومصر وسوريا والإمارات والسودان، حيث أصبحت النساء وزيرات ويحملن حقائب وزارية رئيسة ولديهن قياديات فاعلات بالمجتمع، بينما نحن نستحدث وزارة للمرأة ونسلّمها إلى... رجل!
في لبنان الكثير من سيدات المجتمع البارزات، والناشطات على المستوى الإنساني والاجتماعي، لدينا مثلاً الإعلامية ريما كركي واحدة من السيدات الحقيقيات واللواتي أثبتن خلال مسيرتهن الإعلامية واقعيتهن في ملامسة وجع الناس والتعبير عنه بلا تزلف واصطناع وتستحق أن تكون وزيرة برأيي... لدينا ليلى الصلح حمادة وغيرهما كثيرات، ونأمل أن يمنحن مناصب قيادية ومواقع مسؤولة فهذا أبسط حقوق المرأة، وآن للبنان أن يقدّر نساءه.