عيني على حياة جدتي لور دكاش وإخترت لون داليدا.
سيمون أسمر سماني زينة وجدتي خافت عليّ من المشقات.
أنجزت 120 لحناً فأصدروا كتاباً عن إبداعها في باريس.
لحنت لـ أم كلثوم وعشقت سيد درويش والقصبجي وصفها بالنابغة.
ليست فنانة عادية بل تحسب خطواتها بدقة وتخطوها بثبات، مقتنعة بأعمالها وتريد أن يظل إسمها معززاً بعالم الغناء المعاصر مع محافظتها على الرقي من حيث الكلمة واللحن.
هي فنانة بالفطرة وخريجة ستديو الفن وصقلت موهبتها بالدراسة وتجيد العزف على العود وجدتها لأبيها المطربة الكبيرة لور دكاش صاحبة أغنية "آمنت بالله".
إنها الفنانة زينة سرور التي إلتقيتها في القاهرة عقب إطلاق أغنيتها الجديدة "لما بتسلم عليا".
لا تعتمدين على إسم جدتك المطربة لور دكاش وتعملين بصمت وثبات .
مرة لم أستغل إسم جدتي المطربة والملحنة الكبيرة لور دكاش رحمها الله، ومنذ أن ولعت بحب الفن ودرست الموسيقى بعدما اكتشف أهلي أني أعزف العود بالفطرة دخلت برنامج "ستوديو الفن" 2001 من خلال كليب "محلاها زينة الغجرية" الذي لم أكن حينها راضية عنه لما تضمنه من رقص، ومن بعدها قررت الإعتماد على نفسي وسافرت الى دبي وإنطلقت بمشواري الفني وحالياً مقيمة في مصر وطرحت مؤخراً أغنية "لما بتسلم عليا" إخترتها شبابية راقية لأني مع المودرن الشيك الذي يرتقي بالذوق، أعمد إلى مسايرة الموجات الغنائية شرط أن أكون متجددة بعيداً عن الإبتذال ومواكبة للتطور الفني مع المحافظة على هويتي.
إسمك الحقيقي زينة؟
إسمي لور تيمناً بجدتي حبيبة قلبي ، رحمها الله، المخرج سيمون أسمر إختار لي إسم زينة وعصام زغيب رحمه الله إختار لقب الغجرية، علماً أن الأغنية التي أطلقتها حينذاك كانت باسم "لور الغجرية".
أغنيتك "لما بتسلم عليا" تشبه اللون الذي كانت الفنانة الراحلة داليدا تقدمه بالأغنيات العربية .
صحيح، وقد تعمدت هذا الخط لأني من عشاق داليدا ، وعلى فكرة الأغنية من كلمات عاصم حسين وإنتاجي ، وقد يصورها لي إبن شقيقتي كليب كونه مخرجاً.
أنتم عائلة فنية .
فعلاً، أخوتي كلهم أصواتهم جميلة ، ولي ثلاثة أشقاء يعملون في المغرب بالغناء والعزف.
بعد 15 عاماً من عملك بالفن لم تحصدي النجومية المرجوة .
أعترف بأني كسولة، بينما بنات جيلي أشطر مني بالترويج لأنفسهن ، كما أني لا أجيد اللهث وراء الإطلالات والبروز ، وأفضل أن أعمل بصمت وأن أبرز من خلال عملي.
لماذا لم تؤدّي الأغنية اللبنانية؟
لأني أقيم حالياً في مصر، ثم لم يكن كل نجوم الغناء في لبنان قد قدموا اللون المصري، لا وعلى فكرة عندما تقدمت للإختبار في "ستوديو الفن" غنيت باللبناني من كلمات طوني أبي كرم وتوزيع بودي نعوم.
ماذا ورثت من جدتك الفنانة الكبيرة لور دكاش؟
ورثت منها عزف العود بالفطرة ثم ما لبثت أن صقلت موهبتي بالدراسة كما فعلت هي تماماً.
ماذا كانت ردة فعل جدتك عندما إحترفت الفن؟
كانت سعيدة بي، وتشجعني على العمل بالفن رغم خوفها الشديد عليّ من المشقات.
لماذا لم تعيدي توزيع أغانيها بتوزيع جديد؟
قريباً سأوزع بعض أغنياتها منها "آمنت بالله".
ولو سبقك أحد وغنى الأغنية بتوزيع جديد؟
لن أزعل جدتي شخصية عامة وملك جمهورها .
هل تفكرين بتقديم سيرتها الذاتية الحافلة بالنجاحات والمحطات الدرامية؟
يجب أن يوافق كل أخوتي قبل كل شيء، علماً أني لا أفضل أن أخوض بحياتها الشخصية، كما أن عائلتها كبيرة فالنائب بيار دكاش قريبها أيضاً، ولو وافقت الأسرة لقدمت قصة حياة جدتي الفنية الحافلة بالإبداعات فهي بعد أن قدمت أغنيتها الشهيرة التي لحنتها وغنتها "آمنت بالله" كرت سبحة الأغنيات منها "انا طبعي كده"،"لا مستحيل"،"أنا قلتلك الحب نعيم" وغيرها من الأعمال التي كانت دائماً تُذاع في الإذاعة المصرية، كما شاركت بفيلم "الموسيقار" وأوبريت "الرجل السعيد"، وربطتها صداقات وطيدة بكبار الملحنين مثل القصبجي الذي كان يصفها بالنابغة، زكريا أحمد، سيد درويش، رياض السنباطي، ولم تتخلّ عن لبنانيتها يوما، أيضاً كرمها التلفزيون الفرنسي كونها صاحبة أكثر من 120 لحناً، وغنت في مهرجان "بوردو" لفنان الشعب سيد درويش عدة موشحات، وبعضاً من ألحان قصائدها وأيضاً من الفولكلور اللبناني كالميجانا والعتابا والمواويل.. وفي العام نفسه أقامت حفلات على "مسرح المدينة" في باريس ، وإختيرت عضواً ضمن لجان تحكيم في مهرجانات غنائية عديدة ، وصدر في فرنسا كتاب عن سيرتها، لكن حالياً أتمنى أن أخطو خطواتي بثبات وبالغناء بدلاً من أن أخلط الأمور ببعضها وأشتت نفسي بين الغناء والتمثيل.
ماذا عن والدك؟
توفي منذ سنوات طويلة وكان وحيدها، وأتمنى أن أجسد جزءاً من حياتها لأني في الفترة الأخيرة كنت قريبة منها جداً.
كيف كانت علاقتك بها ؟
بصراحة كانت شخصية غامضة، عاشت وحيدة بعد إنفصال والديها، وجدي هو من رعاها وتبنى موهبتها، وخاضت الفن وبرعت فيه ، ثم تزوجت وأنجبت أبي وإنفصلت عن زوجها، لتأتي إلى مصر وتتزوج ثانية وتعيش باقي سنوات عمرها في أم الدنيا التي تعشقها، وعندما ماتت دفنت بمصر.
هل بإمكانك الإستفادة من ألحانها الكثيرة كونها صاحبة أكثر من 100 لحن؟
طبعاً وقد سألت عن هذا الأمر فعلمت أنه من حقي الاستفادة من ألحانها لكن لن أبيعها وقد أعيد تجديدها فهي ملكي وأخوتي.
أغنية "آمنت بالله" من أهم الأغنيات العربية على الإطلاق لحناً وكلاماً وغناء .
لا أعرف ما سر هذه الاغنية، ربما وضعت جدتي فيها كل عصارة إبداعها، كما أن مطلع الأغنية "آمنت بالله" لافت للسمع وسأقدمه بريتم جميل ومواكب للعصر، اليوم أثبت لدى المحامي أني وريثتها ولا يحق لأي أحد العودة لأعمالها الا بالعودة إلينا نحن الورثة.
من تحبين من جيل جدتك؟
كوكب الشرق أم كلثوم، وأعشق عبد الحليم .
وجدتك من كانت تحب؟
كانت من عشاق عبد الحليم وأيضاً أم كلثوم وأنجزت لها لحناً لكن العمل لم يتم.
لمن تستمعين من الشباب؟
كارول سماحة، نانسي، إحساس إليسا، شيرين عبد الوهاب صوتها يبهرني ، ومن الأصوات السوبرانو أحب ماجدة الرومي، ومن الشعبي أحمد عدوية.
تفكرين بالتمثيل؟
إذا كان الدور مناسباً والشخصية تليق بي أتمنى ذلك ولا أتردد أبداً.
الفنانة التي عينك على أداء حياتها؟
لور دكاش.
غنت للزعيم سعد زغلول في بدايتها عندما قدمت الى مصر .
كانت تعلم أن سعد زغلول ضد المستعمر في مصر وعندما أتت إلى القاهرة ذهبت إلى ضريحه، ثم أنجز لها بطرس معوض أغنية لحنتها يقول مطلعها "ياروح سعد قد سكنت قلوبنا / واقمت فيها معبداً" وكان لهذه القصيدة في الأوساط المصرية السياسية والثقافية صدى.
كان لها أغنيات ديو؟
قدمت للاذاعة عدة أعمال ، وغنت ديو غنائي تونسي واحد مع محمد قنديل ولحنه محمود الشريف إسمه "اعطنا القهوة يا حبي".
كانت تحب سيد درويش جداً .
صحيح وفي كل الندوات والأمسيات كانت تغني له وهي تعزف على العود لا سيما "زوروني كل سنة مرة" و"أهو ده اللي صار"، كما كانت تحب جداً أعمال الحامولي وداوود حسني وزكريا أحمد خصوصاً أغنيته الشهيرة "يا صلاة الزين"، وكانت على علاقة طيبة مع الموسيقار عبد الوهاب.
كانت ترتل بالكنيسة .
كانت ترنم كأجمل ما يكون ، كما كان لها لحن ديني إسلامي رائع بعنوان "الله أكبر".
هل تذكرين آخر أغنية غنتها؟
كان عنوانها "مستحيل تقدر تنسيني الليالي".
أخيراً ماذا عن أغنيتك لمصر؟
كلمات عاصم حسين وألحان نادر نور، توزيع طارق مدكور وقد جمعت فيها مصر ولبنان.
