باتت الحفلات التي يحييها الفنان الشامي مرادفًا لتفاعل جماهيري لافت، تقوده في معظم الأحيان المعجبات اللواتي يُعرفن بحماستهن الخاصة تجاهه.


وتكررت في أكثر من مناسبة مشاهد تظهر فيها معجبات يتفاعلن بعفوية مع إطلالة الشامي، سواء من خلال الغناء معه، أو الاقتراب من المسرح لإهدائه الورود، أو التلويح بصوره، أو حتى اقتحام المسرح لتقبيله واحتضانه.
استطاع الشامي أن يحجز لنفسه مكانة فريدة بين قلوب معجبيه، خاصةً من الشابات اللواتي يجدن في صوته وإطلالته حضورًا يأسرهن.
وما ان تنتشر فيديوهات تظهر معجبات الشامي في حالة هستيريا لملاقاته، تنهال عليهن الشتائم وأحياناً الطعن بالشرف وعدم تربية أهاليهن لهن، ومن بين التعليقات تلك التي تلعن الجيل الحالي بأكمله، لكن دعونا نتذكر سوياً ألم يكن هذا الوضع قائماً مع أهم الفنانين والفنانات عبر التاريخ، فقد اشتهرت حفلات عمالقة الفن في السبعينات والثمانينات بمواقف كثيرة، حيث كان الجمهور ينتظر بالساعات، ويقف تحت المطر أو في طوابير طويلة، فقط ليحظى بلحظة لقاء.
معجبو الأمس كنوا يزرفون الدموع يصفقون بحرارة لا تنتهي، ويطلقون بالزغاريد التي تسبق حتى بداية الأغنية، كانت تُهدى الزهور، وتُرفع اللافتات في الحفل، بل كان أيضاً التفاعل أقوى بسبب عدم وجود وسيلة أخرى للتعبير، فاليوم باتوا المعجبين يمكنهم التعبير للفنان عبر صفحة الفنان على السوشال ميديا.
لنذكر العندليب الراحل عبد الحليم حافظ، المعجبات كانوا في حالة من الذوبان الكامل مع كل أغنية، كثيراتٌ كنّ يبكين بحرقة مع "جانا الهوى"، أو يصرخن بشوقٍ مع "أهواك"، وبعضهن لم يكنّ يترددن في الصعود إلى خشبة المسرح لإلقاء وردة، أو رسالة، أو نظرة عيون دامعة،
سُجّلت خلال الخمسينات والستينات حالات نادرة ومؤلمة لفتيات أقدمن على الانتحار بدافع الحب أو اليأس من لقاء "العندليب الأسمر"، كما نقلت بعض الصحف آنذاك، فقد كان عبد الحليم فارس الأحلام أو الحب المستحيل، وبرحيله أيضاً انتحرت فتياتن مع الإشارة أننا لا نشعجع على الإنتحار بل نذكر إلى أي مدى كان يصل في السابق الجنون بالفنان.
ويشهد التاريخ على جنون معجبي "كوكب الشرق" أم كلثوم بينهم معجبًا من بور سعيد إسمه أحمد الجمل، لاحقها في كل حفلة، يحمل صورها ومقالاتها، ويعشقها حتى أُطلق عليه لقب "مجنون أم كلثوم"، باع ثروته التي ورثها، فقط ليسافر خفلها حيث تغني، ولما علمت بحاله، قابلته وضمّته إلى فرقتها، ثم كرّمته بجعله متعهد حفلاتها.